رسائلي ما هي إلا تذكير وتركيز على ما يريده مواطن فلسطيني في غزة، واقتصار كلامي عن غزة ليس نسيان لحقوقي وآلامي لما يحصل في باقي فلسطين من تهويد للقدس والتهام لأراضي الضفة وغيره من انتهاكات بحق الفلسطينيين، ولكن بما أنني مواطن لا أمثل سوا نفسي، فلا مانع من أن اختار الحديث عن غزة، والسبب أيضا هو ما أثارته غزة من جدل عن كونها محتلة أم محرره، وما هو حقيقة حصارها. فهنا سأوجه رسائلي لجميع الأطراف المعنية في شأن غزة كالتالي:
رسالتي للاحتلال: نحن في قطاع غزة لا نزال نعيش تحت سلطة احتلالكم الظالم فهوياتنا وسمائنا ومائنا ومعابرنا بقبضة احتلالكم فالذي تغير منذ احتلال عام 1967 هو تطور دوريات الاحتلال العسكرية من دوريات محمولة على عربات (الجيب) تجوب أزقتنا وشوارعنا إلى دوريات جوية بدون طيار تراقب وتقصف متى تشاءون، فلذلك نطالبكم بحقنا في التحرر والاستقلال بدولة فلسطينية متصلة ذات سيادة نستطيع التحرك فيها بكل حرية في جميع أراضينا وأهمها القدس، والى حين تحقيق ذلك نريد حقنا في التنقل، خاصتا زيارة القدس، الذي كفلته الاتفاقات الموقعة بيننا والاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان، وادعائكم القائل حرفيا بأنكم تعترفون " بحق جميع المؤمنين بالصلاة في القدس وتضمنون لهم هذا الحق" .
رسالتي للشعب الفلسطيني: يجب أن لا نسكت عن حقنا ونواصل نضالنا بلا كلل ولا ملل، بكل الوسائل الممكنه والمجدية من اجل تحررنا واستقلالنا، وألا نتهاون في قدسنا وان نسعى بكل الطرق للوصول والتواصل معها.
رسالتي للرئيس ابومازن: أدعوك لمواصلة السعي من اجل استرداد حقنا جميعا في التنقل بين محافظات الوطن الجنوبية والشمالية وزيارة مقدساتنا، وذلك تنفيذا لالتزامات دولة الاحتلال، التي أقرتها ووقعت عليها، وذلك إلى جانب سعيكم في التحرر والاستقلال، وألا يتذرع الاحتلال بالانقسام المؤسف الحاصل، فها هي تسمح للتجار والدبلوماسيين والدوليين وأهلنا المسيحيين في التنقل من خلال معبر بيت حانون ولو بصورة محدودة. وان تقسيم الشعب الفلسطيني وحرمانه من التواصل والتهاون في ذلك اخطر ما يواجه القضية الفلسطينية كما تعلم، وادعوك للقدوم إلى شعبك في غزة لتجسد وحدتنا في شخصك الذي اجمع الكل الفلسطيني عليه.
رسالتي لحكومة حماس: ادعوكم للعمل على إنهاء الانقسام، وأقول لكم انه قد حان الوقت ليمارس الشعب حقه في حكمه لنفسه وإعادة بناء نظامه السياسي، للخروج بنظام سياسي موحد وقوي قادر على الدفع نحو تحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال، ونؤكد لكم بأن توقنا للقدس ولوحدة شعبنا وأرضنا أهم من زيادة عدد مسافري معبر رفح، ومن تجارتنا مع مصر، فحصارنا أنهكنا بسبب حرماننا من قدسنا وعزلنا عن باقي وطننا، فليست بضائع مصر ولا حركتنا على معبر رفح تشفينا من ذلك.
ورسالتي إلى مصر: أدعوكم من خلال علاقتكم مع إسرائيل وإدراكي لحاجة إسرائيل إليكم كونكم الدولة الكبرى في المنطقة وأهم مفاتيح أمن المنطقة لديكم، بأن تضغطوا على إسرائيل لترفع حصارها عنا، حصارها المتمثل في عزلنا عن باقي وطننا وخاصتا القدس، أما حركتنا على معبر رفح وتجارتنا معكم، فان زادت أو نقصت لم تغير من مصيرنا بشيء، عكس عزلنا عن باقي الوطن الذي إن استمر وتواصل سيدمر أملنا وطموحنا بالتحرر والاستقلال بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، وادعوكم في مواصلة دعم قيادتنا السياسية لتحقيق ذلك.
ورسالتي للعالم: إن ادعاءات الاحتلال بأنه يكفل لجميع المؤمنين حق الصلاة في القدس باطلة فها نحن في غزة محرومون من ذلك، وادعوا العالم بان يلزم إسرائيل على إنهاء الاحتلال ، والى حين تحقيق ذلك، ان يلزم العالم إسرائيل على تنفيذ الاتفاقات الموقعة، والمعاهدات الدولية التي تخص حقوق البشر في التنقل، وواجبات دولة الاحتلال تجاه الشعب الرازح تحت ذلك الاحتلال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت