مسلسل" فرقة ناجي عطا الله" يثير جدلاً فلسطينياً

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أثار المسلسل المصري" فرقة ناجي عطا الله" جدلاً واسعاً في أوساط فنية فلسطينية، لما يحمله من صورة وصفت بالسلبية، لا تعكس الحياة الفلسطينية من حيث الطبيعة واللهجة وتفاصيل الحياة، وتتنافي مع العادات والتقاليد الأصلية لسكان قطاع غزة.

قصة المسلسل تدور حول شخصية ضابط مصري متقاعد يعمل بالسفارة المصرية في تل أبيب يقرر الانتقام من إسرائيل بسبب أعمالها الوحشية في الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال السطو أوسرقة بنك إسرائيلي فيعود إلى مصر ويتصل بمجموعة من تلاميذه وعددهم.

وتدور أحداثه حول قيام مجموعة من الشباب المدربين( عدة مجالات ) يقودهم الفنان المصري عادل إمام لسرقة بنك ضخم بإسرائيل، كان البنك قد حجز على امواله التي جمعها خلال عمله كملحق اداري للسفارة المصرية بتل آبيب، وخلال عبورهم بالأموال التي تم السطو عليها تحدث العديد من المفارقات، وعند مرورهم بعدد من الدول يتعرضون للعديد من الأحداث.

ويقول سعد إكريم رئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين بغزة، في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر "إنهم كانوا يتوقعون أن يبرز المسلسل القضية الفلسطينية، بكافة أوجهها ابتداءًا من المعاناة اليومية للفلسطينيين بسبب وجود الاحتلال وانتهاءًا بالوجه المشرق لها وما حققته من انتصارات".

الكاتب لم يقم ...
ويتابع" نقدر كل الجهود الفنية المبذولة بالمسلسل ونؤكد أن الكاتب لم يقم بمرحلة البحث الكافية والتي تعتبر من أهم مراحل كتابة السيناريو عن الزمان والمكان والشعب بعاداته وتقاليده التي تعتبر من أفضل العادات والتقاليد على مستوى العالمين العربي والإسلامي" .

ويتسلل أعضاء الفرقة من مصر الى غزة عبر نفق من غزة يظهره وكأنه معبر "دولي" يدخله الإفريقيين والأتراك، وغيرهم وليس نفق تحت الأرض يستخدم لإدخال المواد الغذائية، ويرى إكريم أن "المسلسل لم يتطرق للحديث عن التاريخ النضالي الطويل للشعب الفلسطيني ولم يعرف الواقع والآلام الذي يعيشها ولا سيما الحصار في قطاع غزة وخاصة بعد تعرضه للحرب المدمرة من الاحتلال الإسرائيلي"، موضحاً بأنه أساء للمقاومة الفلسطينية حيث قام بتبسيط العمليات الأمنية مع الاحتلال على الحدود بغزة.حسب قوله

سطحية موقف ..
ويضيف إكريم "الأكثر ساذجة هو عدم معرفة أعضاء الفرقة بحركتي (حماس وفتح)، إضافة إلى سطحية موقف عادل إمام، وعدم حديثه عن تاريخ الحركتين كجزء من مسيرة الثورة الفلسطينية، في حين يسئ للمقاومة بطريقة دخول الفرقة إلى إسرائيل، ومن جهة أخرى يسئ للعادات الفلسطينية خاصة عندما ( يعاكس) أحد اعضاء الفرقة واحدة من الفتيات الفلسطينيات خلال التجول بسيارة بمدينة غزة ".

غير مراقبة...
ويقول مستعجباً"وكأن الحدود غير مراقبة ولا توجد دوريات صهيونية، غزة محاطة بالسياج الكهربائي وأبراج مراقبة، إضافة إلى الطائرات بدون طيار التي تصور على مدار الساعة، أما على صعيد التحشيدات العسكرية فعشرات الآلاف من الدبابات الحربية وناقلات الجند تستخدم ضد الشعب الفلسطيني وتجريف أرضه بشكل يومي، لم يظهرها المسلسل".

وانتقد إكريم سماح الكاتب والمخرج لشاب مصري أن يبحث عن ملذاته بأجواء بلد تحت التحرر من الاحتلال بوجود شاب من غزة معه في نفس السيارة، متسائلاً " هل بالفعل الشاب الفلسطيني تسمح له كرامته أن يساء للمرأة الفلسطينية على مرأى ومسمع منه؟؟".حسب قوله

ويعتبر رئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين بغزة ، أن "تجاهل اعضاء الفرقة لمعرفة حركتي (فتح وحماس) يعني تجاهل وجود الشعب الفلسطيني بشهدائه وجرحاه وأسراه وبيوته التي هدمت، متسائلاً " كيف يتجاهل الكاتب فتح، ياسر عرفات وخليل الوزير، وحماس أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسى وغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني الذي قدموا أرواحهم فداء لله والوطن" .

وتوجه إكريم في ختام حديثه بالشكر والتقدير لكل فنان حر في هذا العالم يقف مع القضية الفلسطينية, ولكنه قال " إنهم في مسلسل ناجي عطا الله نفوا وجود الترسانة العسكرية على الحدود مع غزة، وهو ما يمكن أن يفهم من خلاله أن المقاومة متقاعسة في التعامل مع الاحتلال ولا تنفذ عمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة، وهو متنافي تمام مع الواقع".

يقرءا تاريخ ..
ومن جانبه يؤكد الممثل والمخرج الفلسطيني نبيل ساق الله بأن كاتب ومخرج مسلسل فرقة "ناجي عطا الله لم يقرأ تاريخ الشعب الفلسطيني جيداً ولم يتعرف على نضالاته على مدار الصراع( الإسرائيلي- الفلسطيني)، ومن جهة أخرى المصريين كعادتهم في العمل الفني ينكرون أي عقلية أو تاريخ أو حضارة لأي شخص غيرهم. حسب قوله

ويوضح ساق الله بأن "الدليل على ذلك في وضوح الأنانية التي يبنيها المسلسل من خلال إبراز عبقريته (ناجي عطا الله)، التي تخالف العادات والتقاليد الفلسطينية، عندما خطف إنسيب أبو طارق - الذي الذي يقيم عنده بغزة- وأحضره له ليعتذر".

ويقول ساق الله "المقاومة قادرة على أن تخفي فرقة ناجي عطا الله عن وجه الأرض كما فعلت في شاليط، لذي ليس من المعقول أن تأتي الفرقة لغزة لتخطف الفلسطينيين بسب خلاف على قطعة أرض وهو ما يخالف عادات الفلسطينيين، معتبراً ذلك استخفاف بالعقل الفلسطيني" .

الفلسطينيين مقصرين ...
ويبين ساق الله بأن الفلسطينيين مقصرين ومشاركين بالانعكاسات السلبية التي يعرضها المسلسل لأن الدراما الفلسطينية تقدم صاحب الحكمة "بهلول"، والكوميديان "أهبل أو عبيط" قائلاً " المفترض التركيز على الجوانب المشرقة في حياة الشعب الفلسطيني، وإضافة إلى المناطق التاريخية والنواحي الراقية، وليس كما الحال في تجسيد الشخصية الفلسطينية التي تدفع الكتاب العرب للكتابة بنفس الطريقة الساذجة ".

ويوضح بأن ما جاء في المسلسل مخالف إلى الوقع الحقيقي فالمخرج أقتصر غزة على منطقة بالعريش تشبهها، ولم يظهر معالمها الحقيقية من مساجد وأماكن تاريخية إضافة إلى الجامعات التي تعكس التقدم والحضارة، هو ما يعتبره ساق الله عدم وعي لدي الكاتب والمخرج بجغرافيا وتاريخ الحضارة الفلسطينية بشكل عام. حد قوله

ويعتبر المخرج نبيل ساق الله بأن يكون ما يظهر في المسلسل لا يعكس الحياة الفلسطينية من حيث الطبيعة واللهجة وتفاصيل الحياة، قائلاً " لم يركز على الشهامة والرجولة الكرامة، لدى الفلسطينيين بالشكل الصحيح ولم يظهر بشكل جيد، والسرية التي يتمتع بعا الغزيون فيما يتعلق بموضوعات المقاومة"، مؤكداً أن المسلسل سطحي لا يبرز إلا أخلاق "فرقة ناجي عطا الله".

واعتبر ساق الله أن الإعلام المصري مقصر بدرجة كبيرة فيما يتعلق بتناول القضية الفلسطينية معلق على مشهد عدم معرفة الفرقة بحركتي (فتح وحماس) بالقول" الإعلام المصري لم يعرف بتاريخ الفلسطينيين النضالي وتاريخ فتح وحماس على مدار سنوات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو إساءة إلى إعلامهم وليس للفلسطينيين".

رسائل فلسطينية ...
وتوجه المخرج ساق الله إلى الجهات التي تقف خلف إنتاج هذه المسلسل مطالبا منها بأن تقوم بالتعرف على غزة وطبيعتها قبل أن تنتج عملاً ينقل صورة مغلوطة عن أهالها الطيبين الصابرين والمرابطين في أرض الرباط، التي تقف في ومواجهة الاحتلال والحصار في وقت واحد.