امن غزة وليدا من امن مصر....

بقلم: محمد فايز الإفرنجي


دماء زكية سالت لتسكب على تراب سيناء فترويها, ليست الدماء الأولى التي تراق في ارض سيناء ومصر الكنانة من جيش باسل دوما كان سباقا بالتضحية والفداء بدمائه وبخيرة أبنائه دفاعا عن وطنه بل وعن العروبة جمعاء.
دافع هذا الجيش عن فلسطين فجبلت الدماء المصرية بدماء فلسطينية, علاقة مميزة تربط بين الشعبين الشقيقين منذ القدم يتشاركون بها بكل النواحي وعلى رأسها العلاقات الاجتماعية التي تربطهم سويا بنسب ومصاهرة.
بعيدا عن الأنظمة الحاكمة للطرفين المصري والفلسطيني يجتمع الشعبين سويا بدمائهم وأرواحهم بمشاعرهم وعطائهم, يكادون أن يكونوا شعبا واحدا لولا الأسماء والحدود التي ابتدعها الاستعمار .
هلل الشعب الفلسطيني مشاركا شقيقه المصري بوصول الدكتور محمد مرسي لسدة الحكم أملا بميلاد عهد جديدا ليس بين الشعبين فحسب بل هلل الغزيين فرحا وطربا لنجاح الثورة المصرية وتحقيق بعض أهدافها وعودة حميدة للعملاق المصري إلى دور غاب عنه طويلا خلال سياسة الرئيس المخلوع مبارك وزمرته.
إن امن مصر واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من امن فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة فأي قلاقل تحدث بسيناء سيكون انعكاسها طبيعيا على غزة وشعبها؛ هذه حقيقة يدركها الإنسان البسيط بفلسطين كما الإنسان البسيط في مصر الشقيقة.
لكن أيادي سوداء يسوئها انطلاق بداية لعلاقات جديدة مميزة مصرية فلسطينية تجسيدا للروابط التي لا تنحصر بين الشعبين خصوصا بعد نجاح الثورة المصرية وفتح صفحات تاريخية لمصر الشقيقة .
حقد اسود لا يقبل استقرار امنيا بمصر كما يرفض إنهاء الحصار عن غزة وشعبها, عديدة هي الجهات التي يمكن أن تغنم من جراء هذه المجزرة البشعة بحق أبناء خير أجناد الأرض, وأول المستفيدين من هذه الدماء هو الاحتلال الإسرائيلي الذي منذ بداية الثورة يرقب الأحداث بعين خائنة يتلمس الفرص لإحداث فوضى أمنية بأرض الكنانة .
عديدة هي الأطراف الساعية لنفس أهداف الاحتلال ولكن بالنهاية سنجدها جميعا ترتبط ببعضها بالأهداف والسياسات وان اختلفت المسميات والجنسيات.
كذلك هم الخاسرون جراء هذه الجريمة على الأقل لفترة إلى أن تتضح معالم الجريمة أكثر هم الشعب الفلسطيني كما الشعب المصري تماما؛ الفلسطينيين يدفعون ضريبة هذه الجريمة بإغلاق المنافذ والمعابر مع الشقيقة مصر وما سينعكس على حياة الغزي بشكل أساسي وعودة للعديد من الأزمات الحياتية, كما أن الغزي مصاب بحزن عميق نتيجة سيل دماء زكية يعتبرها خط الدفاع الأول عنه وعن فلسطين.
شعب مصر الذي افتقد أبنائه وسالت دمائهم بأيدي إجرامية خبيثة هو يعلم جيدا من تكون رغم الإعلام المدسوس الذي يبث سمومه ليكون شريكا غير مباشر بالإرهابيين المنفذين لهذه الجريمة.
إن مصر الكنانة شعبا وحكومة تعي تماما المؤامرة التي تحاك بليل للنيل من استقرار مصر وتشويه علاقاتها مع الفلسطينيين عامة وحكومة غزة خاصة.
على الشعبين المصري والفلسطيني قبل الحكومات أن يفوتوا الفرصة على صناع الإرهاب بالمنطقة وان يقوم الطرفين بإجراءات من شأنها الحفاظ على الأمن المصري الفلسطيني والعمل على إعادة فتح المعابر بشكل رسمي وعلى مدار الساعة حتى تفشل أولى أهداف هذه العملية الإجرامية والعمل على تعاون امني مشترك مع الحكومة الفلسطينية بغزة وتجسيد الأمن على طرفي الحدود وعدم تمكين الارهابين من العبث بالأمن المصري والفلسطيني على حد سواء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت