بقلم / عباس الجمعة
عندما نتوقف امام رحيل الشهيد حمزة بلوش (حمزة الباكستاني) الذي تربى في مدرسة جبهة التحرير الفلسطينية ، مدرسة الشهداء القادة العظام ابو العباس وطلعت يعقوب وابو احمد حلب ، هؤلاء القادة الذي احبهم حمزة الباكستاني لانهم القادة الذين كانوا في الميدان يتقدمون الصفوف في معمعان الكفاح والنضال والثبات على المواقف والمباديء .
الشهيد حمزة محمد عيسى بلوش (حمزة الباكستاني) الذي وافته المنية بتاريخ 6/8/2012 اثر مرض عضال، مناضل اممي باكستاني اختار فلسطين طريقا ومنارة ، هو بطل من ابطال جبهة التحرير الفلسطينية ومناضلا وكادرا فيها انتمى اليها عام 1975، حيث لم ينسى لحظة الواجب عندما طلب منه الرفيق القائد ابو العباس ان يكون ضمن عملية الزيب فكانت الفرحة تتصدر وجه هذا المناضل الذي انطلق عام 1979 مع رفاقه لينفذوا عملية القدس البحرية على شاطئ بلدة الزيب الفلسطينية حيث اسر جريحا كان رجل مواقف ومباديء،ويشهد له بأنه شطب من قاموسه كلمة مستحيل،فكان بصلابته النضالية داخل سجون الاحتلال ، ومراكز تحقيقه وزنازينه بطلا ومناضلا شامخا ، وبعد خروجه بصفقة التبادل عام 1985 واصل مشوار نضاله ومجده ،كان مناضلا عنيداً متمسكا بالاستمرار في مسيرة الكفاح على ذات الثوابت والقيم التي ناضل من اجلها .
حمزة الباكستاني كان محط احترام ادى قيادة وكوادر ومناضلي الجبهة ،واستشهاده كان خسارة للجبهة وفلسطين وكل احرار العالم .
ان جبهة التحرير الفلسطينية التي لعبت دورا كبيرا في مسار الثورة الفلسطينية المعاصرة وما زالت ، واتخذت مواقف متشددة في اللحظات المصيرية ووقف ماردها ورمزها الشهيد القائد فارس فلسطين ابو العباس ليؤكد ان لا مساومة على الحقوق وفلسطين هي البوصلة ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الكيان السياسي والمعنوي والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، استطاعت بعملياتها البطولية التي اشرف عليها القائد الشهيد ابو العباس ورفيق دربه القائد سعيد اليوسف وبعده القائد ابو العز والقيادة العسكرية للجبهة ان تشكل نموذجا في العطاء والنضال ، فكانت عملياتها الجريئة في نابلس ونهاريا والزيب وبرختا والطيران الشراعي والمنطاد واكيلي لورو والقدس البحرية والقدس الاستشهادية وغيرها من العمليات في انتفاضة الاقصى تؤكد على الدور البارز لهذا التنظيم الذي قدم شهدائه على مذابح الحرية والاستقلال والعودة وهم يرسمون صفحات تاريخنا بحروف من النور .
حمزة الباكستاني المناضل الفلسطيني الاممي ، كان حزين على تراجع البعض بالوقوف الى جانب القضية الفلسطينية ، كما كان متألم لما يسمعه من مواقف وتصريحات حول التمسك بالمفاوضات كخيار وعدم ضرب حجر على جندي محتل او مستوطن يغزو الارض ويضطهد الشعب ، كان يقول على الشعب الفلسطيني المطضهد ان يتمسك بإرادته إرادة النضال والمقاومة ارادة وخيار الرئيس الرمز ياسر عرفات وابو العباس وابو علي مصطفى وعمر القاسم وسليمان النجاب وسمير غوشه وفتحي الشقاقي واحمد ياسين ، هذه الإرادة التي من خلالها يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه وارضه .
نفقتد حمزة الباكستاني والعديد من المناضلين الذين اكدوا من خلال انتمائهم ان القضية الفلسطينية هي قضية عربية واممية وانسانية ولا بد لكل حر من احرار العالم ان يمتشق السلاح دفاع عن فلسطين مهما كانت المصاعب .
وفي حياته كلها، امتاز الشهيد حمزة بالصدق واستقامة السلوك ، كما امتاز بتخصيصه وقته وجهده كله للعمل الوطني ، وسيبقى الشعب العربي الفلسطيني يتذكر هؤلاء المناضلين الامميين من كل شعوب الارض الذين اكدوا من خلال هويتهم النضالية والوطنية انتمائهم لفلسطين من خلال تجربتهم الحية والملموسة، ان الشعب الفلسطيني، شعب مضطهد ومظلوم وواقع تحت نير الاحتلال الاسرائيلي العنصري والوحشي، وهو شعب محب للسلام ويعشق الحرية، شعب يؤمن بالتسامح والتواصل مع شعوب العالم قاطبة دون تمييز قومي او اثني او طائفي او من اي مسمى.
ولا نغالي حين نفتقد رفيقا ومناضلا هو ابن جبهة التحرير الفلسطينية وابن الشعب الفلسطيني كما هو مناضل اممي ، نفقتد ابنا بارا من ابنائنا العظام. لان حمزة الباكستاني، لم يعد فقط ابنا للشعب الباكستاني الصديق، بل ابنا للشعبين الصديقين. وابنا لكل شعوب الارض، وابنا للحرية والاستقلال والسلام، واستشهاد حمزة والعديد من المناضلين، سيعمق اواصر علاقات الصداقة والتضامن بين الشعب الفلسطيني وشعوب العالم.
ختاما : لا بد من القول ان هذا الجيل من الثوريين له نكهته الخاصة، التي ولدت ثقة غير محدودة بالنفس، وكبرياء منقطعة النظير، واملاً واعداً بالمستقبل، كان هو سلاحهم الأمضى في مواجهة كل حملات القمع والتنكيل والعدوان التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وكان محيطهم اللصيق، قضية فلسطين، وكان أفقهم الملتحم، قضاياهم الانسانية والأممية، ولذلك كان في صدر كل واحد منهم، نفس يلهب منطقة بأكملها ، ومثالاً لما يمكن للإرادة ان تصنعه، مهما كانت المصاعب والمعيقات.
رحم الله حمزه الباكستاني واسكنه فسيح جناته
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت