الثورة ... بمرسي تنتصر

بقلم: محمد فايز الإفرنجي


قرارات ثورية بامتياز تعلن انتصار ثورة الشعب المصري الذي ضحي بالغالي والنفيس لإنهاء حقبة سوداء من حكم الدكتاتورية والفساد وكل ما يمكن تسميها من مصطلحات أتت جميعها ضد مصر وأبناء مصر لصالح فريق ارتضى لنفسه أن يتاجر بالبلاد والعباد ومقومات دولة كانت الأكبر سياسيا واقتصاديا على مستوى العالم العربي .

اليوم ثورة المصريين تنهي فصلا من فصول انتصارها حينما أطلق الدكتور مرسي الرئيسي المدني الأول المنتخب رصاصة النصر بقرارات ثورية حكيمة تزيل اعتى عواجز مبارك الذين لهم باع طويل بالفساد والدمار التي تتعرض له مصر, بعدما حاول هؤلاء العواجيز سحب البساط من تحت أقدام الدكتور مرسي وإبقائه رئيسا بلا صلاحيات تذكر إلى أن تتهيأ لهم الظروف والأجواء للانقضاض عليه بانقلاب عسكري يعيد إليهم زمام الأمور من جديد بغير رجعة.
ظن السفهاء أن مرسي جديدا على السياسة ولن يستطيع كشف مخططاتهم السوداء بوقت كافي يسمح له التحرك وإفشال هذه المخططات, ما لم يكن بالحسبان لدى هؤلاء أن مرسي رضع السياسة وأتقن فهمها واظهر للجميع قدرته على كشف ما يدبر بليل بل والعمل على توجيه ضربة وقائية تحمي مصر وشعبها من الوقوع من جديد في شباك العسكر ليبدأ حكما جديدا من دكتاتورية وفساد ترسخ في نهج هؤلاء المفسدين.

اليوم تنتصر الثورة المصرية في خطواتها الأولى أمام طريق طويل لتطهير البلاد من دنس تفشى بمؤسساتها المدنية, والعسكرية بل والمجتمعية؛ مرض عضال أصاب مصر استمر بها لعقود ولكن طريقة علاج أولية استخدمها الرئيس المصري حيث انتهج "الكي" ليكون بداية علاجا يحتاج للعديد من العمليات الجراحية الحساسة لتنهي هذا المرض وتحد من استفحاله.
سياسة حكيمة أطلق المرسي لها العنان ليثبت اليوم بأنه الرئيس المدني المنتخب كامل الصلاحيات التي حاول فلول مبارك تحجيمها وإبقاء سيادة الدولة بأيديهم إلى حين.
مصر اليوم باتت لها عنوانا واحد انه واضحا لمن أراد أن يتوجه لها وان يخاطبها سياسيا انه رئيسها المنتخب الدكتور محمد مرسي .

لقد اثبت الرئيس المصري بهذه القرارات كم هو وفيا للثورة ولأبطالها حينما اختار أن يكون نصيرا و مدافعا عن مطالبها, مانعا التلاعب بمنجزاتها والمتاجرة بدماء شهدائها, إن قرار رئيس الجمهورية جاء تحقيقًا لوعده للمواطنين في ميدان التحرير بممارسة صلاحياته كرئيس للجمهورية بشكل كامل، رغم محاولات قادة المجلس العسكري العبثية في محاولاتهم إعاقة الرئيس عن ممارسة صلاحياته.

قرارات الرئيس اليوم باتت تسمى الخطوة الأولى في عملية تطهير البلاد من عواجيز ومخلفات مبارك ونظامه, لن تكون هذه الخطوة الأخيرة بل هي بداية الطريق لإصلاح ما أفسدته سياسة استمرت عقود على نهج دكتاتوري مظلم .
إن الشعب المصري اليوم أدرك انه اختار الرئيس المناسب, القادر بسياسته الحكيمة إنهاء أحلام العسكر بالعودة لحكم مصر بالحديد والنار لتستمر سياسة مبارك الدكتاتورية بنهجها ويستمر أذناب الحكم الأسود بالتغلغل .
مصر اليوم تلتف خلف رئيسها المنتخب لتعلن انتصار أولى خطوات الثورة برئيس مدني له كافة الصلاحيات بعيدا عن تجبر العسكر وترك الساحة السياسية بيدهم ليبقى الرئيس شكليا .

انتهت بداية معركة التطهير التي لابد وان تتبعها سلسلة من القرارات والأفعال الكفيلة لاستكمال عملية التطهير لكافة المؤسسات السياسية المصرية, وإعادة السلطة لاصطحابها, مصر ترقب أفعالك وتصرفاتك سيدي الرئيس وتقول لك سر ونحن خلفك امضي بسفينة مصر لتعود تمخر عباب البحار رائدة في كل شيء كما كانت.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت