قامت جمعية علماء الفلك الأمريكيين بحذف كوكب بلوتو من قائمة الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية ، وقد أوصت الجمعية علماء الفلك الآخرين بتبني هذا القرار في مؤتمر براغ ، وكان اكتشف كوكب بلوتو عام 1930م وهو كوكب خافت جدا لبعده الشديد عن الشمس يبلغ قطره 3500كلم ، ويدور حول الشمس كل 248 سنة أرضية ويومه 16.5 يوم ارضي ، و أعلن الاتحاد الدولي لعلوم الفلك أن كوكب بلوتو لم يعد كوكبا ، وانه اختفى ، وبعد التحري وتسليط عشرات الدول في العالم الحر !!
لأقمارها الصناعية ، اكتشفوا أخيراً وبعد جهد مضني أن مجموعة من شباب قطاع غزة ، تسللت إلى الفضاء ، وقامت باختطاف الكوكب ، وحجزه في أحد أنفاق مخيمات اللاجئين التي تعانى الكثير من البؤس ، وشظف العيش والحرمان .
حقا لقد بلغ السيل الزبى ،وأصبحنا في عالم مليء بالتخرصات ، حين وضعت تلك البقعة الجغرافية وسكانها ، في معادلة غريبة عن العالم !!
شعبها المرابط يعامل معاملة قاسية في مطارات وعواصم جميع الدول ، وأصبح الشماعة التي تعلق عليها الأنظمة أخطاءها ، وترحيل أزماتها ولو بشكل مؤقت ، وبشكل متسارع تجتمع هيئة أركان تلك الدول وتتخذ قرار تشديد الحصار على غزة ، ارضاءاً لأبواق الغرب في بلادها ، وانحناءً أكثر للمنظومة الصهيوامريكية ومسيخا الدجال الجديد ..
ومن لم يعرف غزة ، الكبيرة باسمها الصغيرة بحجمها فقطاع غزة: تبلغ مساحة قطاع غزة 360 كم مربعا ويبلغ تعداد سكانها قرابة المليون ونصف المليون نسمة وتعتبر من أكثر مناطق العالم اكتظاظا.
وعند الحديث عن سكان قطاع غزة يفترض أن نشير أن الأغلبية العظمى من السكان هم من اللاجئين لأنهم يشكلون ثلثي السكان ، وغالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع ، وهذا ما يدفعنا للقول أن أمر الحصار والحروب التي خاضتها إسرائيل وحلفائها القدم والجدد ، هو موجه ضد اللاجئين في غزة ، وان هذه الممارسات تضاف إلى سلسلة الجرائم الموجهة ضد اللاجئين ، وقضيتهم في مواقع لجوءهم في قطاع غزة والشتات ، في الوقت الذي يواجهون فيه أصعب الظروف التي مرت على القضية الفلسطينية ، من حصار وإغلاق وقتل ونزع مقومات الحضارة والكرامة الإنسانية ..
مللنا ونحن نسمع ، ويلقى علينا أرطال من الاتهامات ، أن أهل غزة يقفون وراء أي حادثة ، حتى ولو كانت في الفيليبين أو نيكارجوا ، أو بحر الكاريبي ،
تأسيسا لما سبق، أصبح من الواضح أن واقع اللاجئين في قطاع غزة يسير ضمن منحدر منظم ومدروس من قبل ثلة من المخططين والراعين لهذا الانحدار حتى وصل اللاجئ إلى واقع مزري ، حتى لا يتسنى له التفكير والحلم والبناء .
وبدا التشتت في الأهداف ، وأصبح الغزيون يعصرون أفكارهم ليس في مقارعة الأعداء ولكن للدفاع عن أنفسهم واثبات براءتهم ..
وممكن اعتبار أن هذه التهم الموجه للاجئين الفلسطينيين ، تأتى ضمن مسلسل خبيث ، بدا من حصار فرضته المنظمات الدولية ،وتقليص خدماتها وحمايتها للاجئين ، مرورا بتحويل المخيمات إلى بلديات ، وكان رسم الانقسام تاجا لهذه المؤامرات .
الأمر الذي ينذر بكارثة محققة تضاف إلى الكوارث الكثيرة التي ألمت باللاجئين الفلسطينيين،
والأمر المثير للسخرية السياسية قد توصلنا نتيجة الاتهامات الموجهة لقطاع غزة ، أن الكثير من المعالم الجغرافية والأركولوجية والإنسانية اختفت مثل ( قارة اتلانتس - وسفينة ماري سليست ((Mary celeste ، واختفاء جزيرة " لوهاكارا" وهي إحدى الجزر الهندية الواقعة في خليج البنقال عند مصب نهري "قانقس ) والعديد من المعالم الأخرى ،وربما يتم توجيه الاتهام باختفائها إلى قطاع غزة ..
أما آن الأوان أن تحترموا تضحياتنا ، وتدركوا أننا نستحق الاحترام لأننا نحارب عالم الشر لوحدنا ، وانتم يا أشقاءنا العرب ، إن لم تجدوا كلمة طيبة ترسلوها إلينا ، نرجوكم أن تتركونا بشأننا ، ولا تنساقوا وراء المهاترات التي دفعت ، بعضكم الى تمزيق العلم والكوفية الفلسطينية ، فهل نسيتم أن هاذين الرمزين ، ربما نكفن بهما شهيد سقط على أعتاب القدس عاصمة إسلامكم وعروبتكم ..
د ناصر إسماعيل اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين (وفاق)
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت