"حماس" ومثلث التنسيق الأمني

بقلم: رائد موسى


حماس تسعى وتطالب بتشكيل لجنة تنسيق امني دائمة مع مصر، وذلك كما ورد على لسان رئيس حكومتها في غزة. فلو فرضنا جدلا بان مصر تجاوزت القيادة الرسمية الفلسطينية، ووافقت على قيام لجنة تنسيق امني دائمة مع حماس، وذلك بهدف مراقبة الحدود وملاحقة الجماعات (الإرهابية)، فهل نسيت حماس بأن حدود غزة مع مصر يشرف على أمنها طرف ثالث وهو إسرائيل؟ فمعبر كرم ابوسالم الذي تدخل من خلاله البضائع لقطاع غزة من مصر وإسرائيل تحت الإشراف الأمني الإسرائيلي، وأيضا إسرائيل تراقب حدود غزة مع مصر ليل نهار من خلال طائراتها للاستطلاع بدون طيار ومن خلال عملائها في غزة، وجميعنا يعلم بان هناك تنسيق امني علني وعلى أعلى المستويات وبشكل رسمي بين الجانب المصري والإسرائيلي،

فلو فرضنا بأن هناك معلومات أمنية لدى الجانب الإسرائيلي بتوجه مجموعه (إرهابية) نحو الأنفاق للتسلل إلى مصر وأبلغت إسرائيل مصر بذلك، فهل ستتعامل لجنة التنسيق الأمني الحمساوية المصرية المفترضة مع تلك المعلومة وستتعامل أو تعتقل قوات امن حماس تلك المجموعة كي تردعها عن القيام بعمل (إرهابي) من خلال الأراضي المصرية، لتفويت الفرصة على إسرائيل بقصف واغتيال تلك المجموعة كما قصفت الشهيد "عيد عوكل حجازي" قبل عملية سيناء متهمة إياه بانه منفذ ومخطط لعمليات عسكرية على خط الحدود المصرية الإسرائيلية ؟؟

وهل ستدخل حماس مثلث التنسيق الأمني المصري الإسرائيلي الفلسطيني بشكل رسمي؟ وهل التنسيق الأمني المصري الإسرائيلي بالنسبة لحماس عمل خياني كما تتهم حماس السلطة الوطنية الفلسطينية بذلك ليل نهار وتقول ان التنسيق الأمني مع إسرائيل هو العائق الأكبر أمام المصالحة وإنهاء الانقسام؟ أم ان التنسيق الأمني المصري الإسرائيلي ضروري ويخدم مصلحة مصر، ومن الضروري أيضا إشراك حماس بذلك التنسيق وان كان من خلال الجانب المصري، ولكن ستبقى المحصلة بأنه سيكتمل الضلع الثالث لمثلث التنسيق الأمني، والذي سيخدم أمن واستقرار المنطقة لجميع الأطراف.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت