القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
اقترح عالم نووي إسرائيلي كبير أن تغلق إسرائيل مفاعل ديمونا مقابل وقف إيران تطوير برنامجها النووي، فيما أعلن الرئيس الإسرائيلي الأسبق إسحق نافون عن تأييده لتصريحات الرئيس الحالي شمعون بيرس المعارض لهجوم عسكري إسرائيلي منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، اليوم الأحد، عن العالم النووي الإسرائيلي عوزي إيفن اقتراحه "إغلاق المفاعل في ديمونا مقابل وقف البرنامج النووي العسكري الإيراني".
ويشار إلى أن إيفن هو أحد أبرز العلماء النوويين الإسرائيليين وكان عضو كنيست عن حزب ميرتس اليساري وسرب مخطط مهاجمة المفاعل النووي العراقي في العام 1981 لبيرس الذي كان في حينه رئيس المعارضة الإسرائيلية.
وقالت "معاريف" إن إيفن شدد على أنه يحظر على إسرائيل مهاجمة إيران الآن لأنه ليس بمقدورها ذلك من دون مشاركة الولايات المتحدة.
وأضاف إيفن أنه إذا كان الهدف وقف تطوير البرنامج النووي الإيراني، فإنه بالإمكان تحقيق ذلك بصفقة "ديمونا مقابل قم" وأنه "بإمكاننا أن نقول إنه في إطار تسوية شاملة للمشكلة إننا نتنازل عن نشاط ديمونا".
واقترح العالم الإسرائيلي "وقف عمل المفاعل (في ديمونا) الذي يعتبر أقدم المفاعل النووية في العالم، وعاجلا أم آجلا سنضطر إلى وقف نشاطه، ولن نخسر شيئا بذلك وسيسمح للإيرانيين بالقول إنهم حققوا انتصارا كبيرا".
ورأى إيفن أن هجوماً إسرائيلياً ضد إيران لن يحقق هدفه لأن الأنشطة النووية الإيرانية منتشرة في 4 أو 5 مواقع في الدولة وبعضها موجود في باطن الأرض، وحذر من أن الرد على هجوم إسرائيلي سيكون على شكل حرب استنزاف تستمر لسنوات طويلة.
وأضاف أنه حتى لو حصلت إيران على قنبلة إيرانية، فإن هذا لا يعني خطر وجودي على إسرائيل "إذ لا يوجد أحد في العالم يعتقد أن إسرائيل ستقف فارغة اليدين أمام إيران نووية، والعالم العربي كله، وإيران بالطبع، مقتنعون بأنه يوجد لدينا مخزون هائل من القنابل النووية وإيران نووية هي أمر بالإمكان التعايش معه بكل تأكيد".
ومع استمرار السجال في إسرائيل بين مؤيدي ومعارضي مهاجمة إيران، أصدر الرئيس الإسرائيلي الأسبق إسحق نافون بيانا عبر فيه عن تأييده لتصريحات بيرس ضد هجوم إسرائيلي منفرد على إيران.
وقال نافون في بيان نشره أمس إنه "واضح للرئيس بيرس، مثلما هو بالنسبة لي، أنه ليس من مهمة الرئيس التدخل في قرارات الحكومة، لكن ثمة أوضاع تتجاوز الأنظمة العادية، وواجب أن تقول ما تؤمن به في أوقات تتخذ فيها قرارات مصيرية بالنسبة للشعب والدولة حتى لو كنت رئيسا للدولة".
وأضاف "إنني أشعر أنه لو كنت مكان الرئيس بيرس لتصرفت مثله، وشخص مثل بيرس لا يمكنه ألا يعبر عن رأيه عندما يشعر بمصيرية الساعة ويؤمن بكل جوارحه أن من واجبه أن يؤثر" على اتخاذ القرار.
وكان بيرس قال في نهاية الأسبوع الماضي إن إسرائيل لن تتمكن من وقف تطوير البرنامج النووي الإيراني، مؤيدا بذلك موقف القيادة العسكرية والأمنية في إسرائيل، لكنه أثار غضب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يهدد بمهاجمة إيران.
وانتقد مقربون من نتنياهو بيرس بشدة بسبب تصريحاته، بادعاء أن منصب الرئيس هو منصب فخري وينبغي أن يتعالى عن السجالات في الحلبة السياسية الإسرائيلية، وبدا أن أزمة نشأت بين الرئيس ورئيس الوزراء.
يذكر أن نافون، (91 عاما)، كان تولى منصب الرئيس الإسرائيلي بين الأعوام 1978 – 1983، وطالب في العام 1982 بشكل علني رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه مناحيم بيغن بتشكيل لجنة تحقيق رسمية بمجزرة صبرا وشاتيلا وهدد بالاستقالة من منصبه إن لم يتم ذلك.