السلفيون..... والمناضل سمير القنطار

بقلم: راسم عبيدات


.... ان الجريمة التي ارتكبتها جماعة سلفية تونسية متشددة بحق مهرجان نصرة الأقصى الذي أقامته الرابطة التونسية للتسامح في مدينة بنرزت بتونس يومي 13و 14 من الشهر الجاري ومحاولة الاعتداء على عميد الأسرى اللبنانيين والعرب ،الذي قضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 30 عاماً والذي لم يكن لا للسلفيين او من يلتفون حولهم شرف تحريره لا هو ولا غيره من المناضلين من سجون الاحتلال،بل كان شرف تحريره لسيد المقاومة الشيخ حسن نصر الله شاء السلفيون وأتباعهم أم أبوا،أعجبهم او لم يعجبهم،فهذه العصابات المجرمة والتي لم تقدم للعروبة والإسلام الا كل ما هو مسيء للإسلام والمسلمين وكل ما يهدد الوحدة الجغرافية والاستقرار الداخلي والنسيج المجتمعي للعديد من البلدان العربية،وهذه الجماعات والعصابات المجرمة عمياء البصر والبصيرة وفاقدة البوصلة وقصيرة النظر،يجب أن تنحني وتخشع إجلالا واحتراماً لهذا الرجل الذي ناضل وضحى ودفع ثلاثين عاماً من عمره من أجل قضية العرب الأولى فلسطين،في الوقت الذي لم يقدم لها السلفيون سوى التأمر على الشعوب والأمة العربية ومحاولة العبث بوحدتها وهتك نسيجها المجتمعي وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين أبنائها،وما الدور المشبوه الذي تقوم به العصابات السلفية في أكثر من بلد عربي،إلا خير دليل وشاهد على هذا الدور لتلك العصابات المجرمة،والتي تنفذ أجندات ومشاريع ومخططات مشبوهة لصالح دول عربية واقليمية ودولية بفعل مزاريب وحنفيات المال المفتوحة لها على مصرعيها من قبل العديد من مشيخات النفط والغاز،فهي من تعبث بأمن مصر ووحدتها واستقرارها،وهي من تقوم بتسعير الخلافات المذهبية والطائفية في أكثر من بلد عربي،ففي مصر حيث جريمة قتل الجنود المصريين في منطقة الشيخ زويد برفح المصرية الجريمة الأبرز،ناهيك عن إثارة النعرات الطائفية من خلال القيام بالعديد من الجرائم والإعتداءات بحق أبناء الطائفة القبطية بمصر،ومحاولة تحويل سيناء الى دفيئة للارهاب والقتل والتخريب.

السلفيون..... والمناضل سمير القنطار

أما في غزة فقد نفذت أكثر من جريمة قتل واعتداء وتخريب بحق أشخاص وممتلكات عامة تحت ذريعة ويافطة تطبيق الشريعة الإسلامية،لعل أبرزها قتل المتضامن الثوري الايطالي فيكتور أريغوني، وكذلك محاولة إقامة إمارة في رفح انتهت الى مقتل الأمير وأتباعه،وفي لبنان حيث ارتكبت جريمة بحق الجيش اللبناني،عندما نصبت كمينا له وقتلت العشرات من جنوده،وكانت المتسبب في الجرائم وعمليات التخريب والتدمير التي ارتكبت ومورست من قبل الجيش اللبناني بحق سكان مخيم نهر البارد وممتلكاته،حيث تعرض امخيم للحصار والتدمير الكامل،وكذلك ما ترتكبه من جرائم في مدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني بدعم مباشر من فريق الرابع عشر من آذار،وفي سوريا حيث تمارس عمليات القتل الهمجية والوحشية،وهي لم تكتفي بذلك بل تصدر ازماتها الجنسية وشهوانيتها على شكل فتاوي بحق المرأة وجسدها،فهي متخصصة في الفتاوي المتعلقة بتحقير المرأة والحط من دورها وقيمتها ومكانتها وقدرها،والبحث عن أفضل الفتاوي لكيفية التهام جسدها،وفي الجانب السياسي أعلن زعيمها في مصر عن أن تلك الجماعة تلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وهي لا تعارض الزيارات المتبادلة ولا تطالب بتغير أو إلغاء الاتفاقيات القائمة..... وغيرها الكثير الكثير ما يمكننا القول بحق تلك الجماعة،ولكن الفعل الفاضح والكاشف لعورة تلك الجماعة،وعصبويتها وفئويتها وجهلها وتخلفها وإقصائيتها،هو قيام العشرات من أفراد تلك الجماعة في تونس متسلحة بالعصي والسيوف والخناجر بالاعتداء على مهرجان في مدينة بنزرت التونسية نظمته الرابطة التونسية للتسامح لنصرة الأقصى في يوم القدس العالمي بحضور الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار،تحت يافطة شعارات زائفة وخاضعة ومضللة هي منع نشر الفكر الشيعي في المجتمع التونسي لإنسان ليس له علاقة أو قناعة بالطائفية والمذهبية،سوى صهرها وتوظيفها لخدمة القضايا العربية،قضايا الوحدة والتحرر والتعددية،قضايا المقاومة ورفض الذل والخنوع،وللعلم هذا النهج المغرق في العصبوية ومحاولة ضرب وهتك وتدمير وحدة ولحمة المجتمع لأكثر من دولة عربية هناك من يغذيه ويعمل على تسعيرة، وفي المقدمة منهم مفتي قطر القرضاوي،فالذي يفتي بتدمير سوريا،والاستعانة بالشيطان من أجل احتلالها،كما حصل عندما أجاز وحلل الاستعانة بالأطلسي لما يسمى بالثوار في ليبيا من أجل السيطرة على نفطها وخيراتها،ليس بالغريب عليه مثل هذه المواقف وهذا النهج،فالمناضل القنطار والذي عرفته في سجن نفحة عام 2001،هو ليس شيعياً بل مناضلاً عربياً قومياً ينتمي للطائفة الدرزية،حيث انتمى للثورة الفلسطينية ونفذ عملية نوعية ضد الكيان الصهيوني،حوكم عليها بالسجن مدى الحياة،وكان مثالاً للالتزام والانتماء والفداء والتضحية والصمود،وكان من أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية وأحد قادتها.

ان هذه العملية الإجرامية والتي إرتكبت بحق مهرجان يقام لنصرة الأقصى وفي يوم القدس وضد مناضل بحجم القائد سمير قنطار،تثبت أن تلك الجماعة،تريد أن تفرض بالقوة على المجتمعات العربية رؤيتها وفلسفتها،تريد بعصبويتها أن تدخل المجتمعات العربية في اتون خلافات وحروب طائفية ومذهبية،تريد ان تعيد عجلة التاريخ الى الوراء، تريد ان تشوه الإسلام وتسيء الى كل ما هو ايجابي فيه،تريد ان تثبت للعالم أجمع بأننا مجموعات من القتلة والمجرمين.

نحن لم نسمع عن أي دور وطني او نضالي لتلك الجماعات ضد من يحتلون أكثر من بلد عربي،او من يغتصبون قرارها وإرادتها،هنيئاً لتلك الجماعة التكفيرية والمغرقة في التخلف عملياتها " الجهادية والبطولية" ضد الجنود المصريين وضد مهرجان نصرة الأقصى .... وغيرها من العمليات مشبوهة الأهداف والأجندات.

الآن عندما تتحول إيران الى قوة إقليمية في المنطقة،وتقف في وجه المصالح والمطامع الأمريكية والغربية في المنطقة،تكتشفون أنها دولة شيعية وفارسية ومجوسية،وعندما كانت تدور في الفلك الأمريكي وتخدم مشروعها في المنطقة،كانت دولة سنية ؟؟ يا سبحان الله مغير الأحوال!!،أنتم غير ملامين لأنكم تقضون معظم وقتكم في إصدار احدث الفتاوي لكيفية التهام جسد المرأة وقمعها وتحقيرها،كما تلتهمون الثريد والمناسف العربية،والان هناك من يحرككم ويتحكم في قراراتكم بما يغدق عليكم من أموال بالدولار الأمريكي،خدمة للمشروع المرسوم في تفتيت واضعاف الدول العربية الثلاثة المركزية بالذات العراق وسوريا ومصر،لكي يبقون متربعين على عروش مشيخاتهم،متحكمين في المصير والقرار العربي،كما حاصل الآن حيث أصبحت المؤسسات العربية والاسلامية من جامعة دول عربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي،بفعل أموالهم وتراجع المشروع القومي العربي،مطية ودمية لهم يعيثون فيها الفساد والخراب،ويوظفونها لخدمة اهدافهم وأغراضهم واجنداتهم.

ان هجومكم على مهرجان نصرة الأقصى ومحاولة قتل المناضل سمير قنطار لهي وصمة عار في جبينكم،تضاف الى سجلكم المليء والمتخم بمثل هذه الوصمات،والتي كان آخرها قتل الجنود المصريين ساعة الإفطار في شهر رمضان الفضيل.

القدس- فلسطين

23/8/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت