عملية "مرغنيت" غيرت حسابات العدو وأفشلت خططه

بقلم: وسام زغبر


عملية اقتحام حصن "مرغنيت" العسكري في قطاع غزة في 25/8/2001 التي قام بها مقاتلان من كتائب المقاومة الوطنية الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كانت نوعية وأربكت قادة الاحتلال الاسرائيلي وجنوده وأسقطت ادعاءاته بأنه الجيش الذي لا يقهر.

قبل 11 عاما في الخامس والعشرين من آب/ أغسطس، اقتحم مقاتلان من الجبهة الديمقراطية حصن مرغنيت الواقع في قلب مستوطنة غانور الواقعة في تجمع غوش قطيف الاستيطاني آنذاك بين محافظتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة. حيث أبدع الاستشهاديان الجبهاويان "هشام أبو جاموس وأمين أبو حطب" في اختراق الحصن المنيع وتجاوز الحواجز والعوائق الالكترونية ونقاط الانذار والكاميرات وصولا الى قلب المواجهة مع العدو الاسرائيلي واشتبكوا مع جنوده واوقعوا فيهم 3 قتلى بينهم ضابط اسرائيلي من لواء "جفعاتي" وعديد الجرحى، قبل ان يستشهدا في أرض المعركة، والتي سلطت الصحف الاسرائيلية في اليوم التالي صفحاتها عن العملية وتكتيكاتها وكيفية اختراق المنفذين الجدران الاسرائيلية وابراج المراقبة وتأثيراتها على واقع الجنود والضباط الاسرائيليين. حيث قال جندي اسرائيلي عقب تنفيذ عملية حصن مرغنيت الاحتلالي في قلب غزة، "لم يعد هنالك مكان آمن.. إنهم يهاجموننا ليس فقط ونحن في دباباتنا بل داخل مواقعنا المحصنة وفي أسرتنا وغرف الحمام، هذا هو الشعور السائد الآن بيننا".

ان الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية" اتخذ بعد تفجيرات الحادي عشر من أيلول 2001، استراتيجية عسكرية جديدة له أعطت للمقاومة بعدا قانونيا وسياسياً لحمايتها من كافة تهم "الارهاب" العالمي، باعتبار ان المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي هي مشروعة فوق الأرض المعترف بها دوليا انها محتلة وتتم ضد جنود عسكريين ومستوطنين مسلحين يمارسون القتل اليومي والعدوان بكافة أشكاله على شعبنا الفلسطيني وينتهكون القانون الدولي والانساني متجاهلين قرارات الشرعية الدولية.

ولقد شكلت عملية «حصن مرغنيت» الشهيرة معلماً بارزاً في تاريخ «كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية»، اهتزت لها أركان الجيش الإسرائيلي، وأحدثت جدلاً عاصفاً في صفوف العدو على المستوى السياسي والعسكري، وعلى مستوى الرأي العام. فيما تخوف قادة الاحتلال الاسرائيلي من اهتزاز سمعة الجندي الاسرائيلي ما يؤدي الى حدوث هجرة معاكسة الى خارج الأراضي المحتلة وخارج كل فلسطين.
فيما اعتبرت القيادة العسكرية الاسرائيلية عملية حصن مرغنيت بالعمل الخطير لنجاح أبطال المقاومة من اقتحام الحصن المنيع وتخطي كافة التقنيات والتحصينات الاسرائيلي بل وافشالها.

فتداعيات عملية حصن مرغنيت أخذت صدى واشادة عربية ودولية للعمل المقاوم الفلسطيني بتجريد الاسرائيلي من كافة ذرائعه واتهامه للفلسطينيين وللمقاومة بالارهاب، حيث كانت العملية البطولية وجها لوجه. فيما رأت الدوائر الغربية العملية بأنها نموذج للعمل المقاوم الفلسطيني وخطوة نحو تصويب بوصلة عمل المقاومة بالاتجاه الصحيح بديلا عن العمليات التفجيرية والاستشهادية داخل المدن الاسرائيلية.

فعمليات المقاومة الفلسطينية هزت كيان العدو وأسرعت في لملمة امتعته وأدواته من قطاع غزة الى الرحيل النهائي والذي كرسته حكومة شارون" في عام 2005 بقرار الانسحاب الأحادي الجانب من القطاع هروبا من ضربات المقاومة الموجعة وتكتيكاتها ضد مواقع العدو الاسرائيلي وحصونه، وفندت اداعاءات "شارون" بأن هدف الانسحاب هو القضاء على حلم الفلسطينيين في دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة.
• صحافي فلسطيني- قطاع غزة
25/8/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت