لو تتخيل سعداً قد جاء !!

بقلم: علاء الدين حمدى شوَّالى

لو تتخيل سعداً قد جاء !!
الى سعد زغلول .. فى ذكراه
جاء صديقى يسألنى عن سعد !
يتنسم أنفاسَه ..
يستوحى كلماتَه ..
يتخيله عن بعد بين ضباب المشهد ..
يتَصَّهى جواداً أبيض ..
يشهر سيفاً تتلألأ فى صفحتهِ أحلام الأمة ..
ممشوق القامة ..
مرفوع الرأس ..
حاد النظرة ..
بين يديه يموج الناس ..
يخشى غضبته السلطان ..
يحسب لأحبائه ألف حسابٍ وحساب.
هل يمكن أن أجد أريجه خارج مقبرته ؟ يسألنى صديقى !
أصمت ..
ليس لدى جواب !
أبحث عن مخرج أعرف أنه لن يرضى شغفه وفضوله
تحاصرنى نظراته ملفوفة بأفاعى الإستفهام تنتظر إجابة !
مشكلتى أن الرجل المُخلِص جادٌ جداً فى أسئلته !
لن تقنعه كلماتى الجوفاء حول الغد الأكثر إشراقا،
وبديهية أن تسطع شمس أخرى كل صباح ..
فأنا نفسى أعلم أن الغدَّ المأمول تلزمه بشائر هى حلمٌ صعب !
ماذا أفعل ؟
أكذب ؟
أتجمل ؟
لا .. سأصارحه برأيى وله حرية أن يختار ..
صديقى ..
لا تبحث عن سعد، بل لا تتوقع أن ينجو سُعيد !!
فسواد الشعب الأعظم يبحث عن لقمةِ عيش ..
يفتقد القدوة بين سياسى منبطحٍ أو أفاقٍ أو دجال !
والساسة المحترمون
أصحاب المبدأ والكلمة والرأى ..
فقراء
لا حول لهم أو طول !
تعلو صرخاتُهم فى قيعان الموت ..
فى زمنٍ يُعبَدُ فيه الدرهم والدينار !
لا تبحث عن سعد، بل لا تتوقع أن ينجو سُعيد !!
فقد إتسع على الراتقِ خرقٌ نال رضا أصحابِ الثوب !!
إبحث، إن شئت، عن قفطان السلطان العريان !
إمنحهُ الى ذاك الجالس فوق الكرسى .. كرسى سعد !
ليرى فيهِ مُلكَ قلوبٍ قد ضاع .. حلماً قد ولَّى .. أملاً موئود !
ثم أغمض عينيك ..
وتخيل سعداً قد جاء !!
لكن لا تتصور أنه سيجىء على صهوة فرس أبيض ليقود الأمة !!
فالأمة أعجبها القفطان !
وسعدٌ فلاح قُحّْ ..
لا يصلح أبداً ليكون السلطان
فلا تبحث عن سعد ..
ولا تتوقع أن ينجو سُعيد !!
اتسع الخرق على الراتق !
إتسع على الراتق خرق !!!
علاء الدين حمدى

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت