رغم الظروف السيئة..لماذا يحرص الفلسطينيون على تعليم أبنائهم ..؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
رغم الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيين وإرتفاع مستوى الفقر وإنعدام فرص العمل للخرجين الجامعيين, إلا أن الفلسطينيين مازالوا يتوجهون إلى تعليم ابنائهم دون تردد فما هو السر وراء ذلك , ولماذا يحرصون على تعليم ابنائهم رغم الظروف الصعبة التي يعيشوها حتى هناك بعض الاسر الفلسطينية باعت جل ما تملك لتعليم ابنائها فى الخارج , حيث يعتبر التعليم في فلسطين جانب مهم للغاية من جوانب حياتهم ، فمعدلات الالتحاق بمؤسسات التعليم في فلسطين تعتبر من الأعلى المقاييس الإقليمية والدولية على مستوى الوطن العربي .

ويري الوكيل المساعد بوزراة التربيه والتعليم فى حكومة غزة سابقاً د . يوسف ابراهيم , أن ظاهرت إرتفاع نسبة التعليم فى اوساط الشعب الفلسطيني نظراً لتطورات السياسية التى مروا بها عبر المراحل النضالية الطويلة والتى دفعت بشكل كبير بالإتجاه نحو التعليم وخاصه بعد نكبة 1948 م, وكان إلزامياً على الشباب مساعدة اسرهم مادياً من خلال حصولهم على وظائف في الوطن العربي ، وظهر ذلك جلياً فى خروج آلاف المتعلمين إلى دول الخليج العربي لإعانة أسرهم التى فقدة كل شىء جراء ما لحق بهم اثناء النكبة .

ويقول ابراهيم فى حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" طارق الزعنون ,"ان الشعب الفلسطيني تلمس اهمية التعليم فى مرحلة مبكره واهميته لخدمة قضيتة التى لن تكون سهله على اى حال فدفعت الاسر بأبنائها إلى التعليم وانفقت بما تستطيع عليهم وظهر ذلك فى ذهاب الكثير من الطلبه الفلسطينين الى جمهورية مصر العربية فى فترة السبعينيات زمن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر للحصول على الشهادات الجامعيه" .

ويوضح أن مؤسسة وكالة وغوث تشغيل الاجئين كان لها دوراً فى مساعدة الفلسطينين على التعليم فى بناء كثير من المدارس والمعاهد التى ضمنت تعليم مجاني لكل اللاجئين الفلسطينين , وكان ذلك احد جوانب المساعدة الذي قدم للفلسطينين من المجتمع الدولي.

وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 73%، أما الباقي فموزعون على مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئن التابعة للأمم المتحدة UNRWA بنسبة 24% والمدارس الخاصة بنسبة 6%.

ويقول "أن المسيرة التعليميه ستبقى مستمره وسيبقى الفلسطينيين يدفعون بأبنائهم للتعليم رغم إرتفاع نفقات التعليم , وعدم توفر فرص عمل للخرجين خاصة فى قطاع غزة المحاصر لإدراكهم العميق بأن العلم والثقافه هى من أهم مقومات وجودهم خاصه ان معركتهم معركة بقاء وهويه ويكمل بأن ظاهرة البطالة موجوده فى كل الوطن العربي ولسيت حاله جديده فى فلسطين ولكن ظهرة فى قطاع غزة على وجه التحديد بشكل لافت فى المرحلة الأخيره" .

وطالب الحكومة فى قطاع غزة بوضع خطه استراتيجية بين سوق العمل والجامعات الفلسطينية بحيث توفر الاخيره التخصصات التى يحتاجها سوق العمل وتدفع بالخرجين بالاتجاه الصحيح والسليم واستغلال مناسب لمتطلبات المؤسسات العامله فى قطاع غزة .

ويقول "رغم ذلك يبقي الانسان المتعليم افضل بكثير من الانسان الغير متعلم فالقضيه الفلسطينيه تحتاج بالفعل الى شعب يكون مستوي تعليمه عالى ومتسلح جيداً امام خصمه الذي يمارس عليه كل اشكال الاضطهاد وسرقة الهويه والتراث ".

وتطرق الخبير التعليمي الى المناهج التى قررتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مؤخراً قائلاً "هذه مناهج وضعت بأيدي فلسطينية لكن اطالب فى اعادة النظر مره اخرى بها لتعديل اماكن الحشو فيها وإدخال كل ما هو جديد عليها حتى يبقي الطالب الفلسطيني مميز" .

هذا وقد كانت المناهج المدرسية في الضفة الغربية وقطاع غزة نسخة عن تلك الموجودة في المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وظل ذلك الوضع قائما حتى العام 1998 حيث تم إقرار إنشاء مناهج فلسطينية خاصة وموحدة في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، تم البدء باستخدام هذه المناهج بدءا من السنة الدراسية 2000/2001 وذلك للصفوف الأول والسادس الابتدائي على أن يتم استبدال المناهج القديمة خلال اربعة سنوات.

و تعتبر النسبة الوطنية الفلسطينية للتعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة عالية بالمقاييس العالمية والإقليمية، حيث انها من أعلى النسب في العالم العربي (المرتبة الثانية حسب التصنيف العالمي)، حيث بلغت هذه النسبة في السنوات الأخيرة 91,2%، في حين أن نسبة التعليم بين كلا الجنسين (ما بين عمري 15-24) قد بلغت 98,2%. ولكن هذا لا ينفي وجود مشاكل التسرب من المدارس وعمالة الأطفال .