صور وفيديو..مصادرة منزل مقدسي تمهيداً لبناء أكثر من300 وحدة استيطانية في راس العامود

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
في الوقت الذي يتم فيه اخلاء نقطة "ميغرون" الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية تنفيذاً لقرار المحكمة الاسرائيلية العليا، استولت سلطات الاحتلال على منزل عائلة حمدالله المقدسية الكائن في حي راس العامود- سلوان لتمنحه لعائلة من المستوطنين، وذلك استكمالاً للمخططات الاسرائيلية لإقامة 300 وحدة استيطانية في المنطقة وتضيق الخناق على المواطنين المقدسيين بهدف تشريدهم وإبعادهم عن مدينة المقدس.

ويقول خالد حمد الله صاحب المنزل في حديث لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء:" تلقينا اتصال هاتفي من الشرطة الاسرائيلية صباح اليوم لتنفيذ قرار اخلاء المنزل من قبل ( دائرة الاجرة الاسرائيلية)، بهدف السيطرة على العقار".

ويوضح، بانه منذ عام 1988 بدأ صراع مع الجمعيات الاستيطانية التي تدعي ملكيتها للأرض المقام عليها المنزل، علماً بان المنزل تبلغ مساحته حوالي 40 متراً مربعاً ويتألف من غرفة ومنافعها وكان يقطنه ابن شقيقه مع زوجته وطفله.

ويقول حمد الله، "توجهنا عدة مرات للمحاكم الاسرائيلية حيث تم تأجيل الاخلاء لعدة مرات"، موضحا بان اكثر من 150 الف دولار تم صرفها في المحاكم الاسرائيلية خلال السنوات الطويلة الماضية من اجل الحفاظ على الارض والعقار، وفي هذا العام تم دفع ما يقارب 150 الف شيكل للمحاكم الاسرائيلية إلا ان ذلك باء بالفشل.

ويؤكد المواطن المقدسي حمد الله بان عائلته اشترت الأرض وفق القانون من مختار عائلة الغول، و"نقيم على قطعة الأرض بصورة متواصلة منذ العام1952، ونتمتع بحق الاستمرار بالعيش عليه كسكّان محميّين في العقار، الا ان الجمعيات الاستيطانية تدعي دائما ملكيتها للارض والعقار بهدف توسيع الاستيطان وتضيق الخناق من اجل تشريدنا عن المدينة".

جدير بالذكر بان المنزل يتواجد في موقع استراتيجي يطل على المسجد الاقصى وقبة الصخرة، ويعتبر حجر عثرة لاكمال مستوطنة "معليه زيتيم" المقامة بالقرب من منزل عائلة حمدالله، كما يقع خلف المنزل "دير سيدنا ابراهيم."











الباحث المقدسي في شؤون الاستيطان احمد صب لبن اعتبر بان سلطات الاحتلال أثبت دعمها المطلق للمستوطنين بكافة الاذرع الموجودة لديها في المحاكم الاسرائيلية بهدف المضي قدماً بمساعدة الجمعيات الاستيطانية للوصول لأهدافها الصهيونية عبر زرع بؤر استيطانية في قلب الاحياء الفلسطينية.

ويضيف صب لبن في حديث مع مراسلة وكالة قدس نت للأنباء:" تم الاستيلاء على جزء من منزل عائلة حمد الله في راس العامود المكون من ثلاث شقق ومخزن ، وتعتبر هذه العائلة عقبة امام مشروع استيطاني يهدف الى توسيع مستوطنة " معالية زيتيم" ببناء120 وحدة استيطانية بالإضافة لبناء 30 وحدة استيطانية على ارض عائلة حمد الله.

ويوضح بانه في حال تم اخلاء باقي افراد عائلة حمد الله سيتم فصل محيط المنزلين عن المنزل الآخر الذي تم الاستيلاء عليه بالقوة وإبقاء العائلة في سجن محاط بالسياج الحديدي وإبقاء طريق لخروج ودخول العائلة.

كما يوضح بانه يوجد في قلب منطقة راس العامود ثلاث مشاريع استيطانية تبدأ من مستوطنة "معالية زيتيم" حيث يراد توسيع المستوطنة باضافة 30 وحدة استيطانية ليصل عدد الوحدات الاستيطانية الى 150 وحدة.

ويقول:" هناك مستوطنة اخرى ملاصقه بمستوطنة "معالية زيتيم" وهي مستوطنة "معالية دفييد" ويوجد مخطط لبناء17 وحدة استيطانية فيها."

وكشف الباحث المقدسي عن مخطط استيطاني جديد سيتم اقامته في الوقت القريب بالقرب من مستوطنة "معالية ادوميم" في موقع (E1) عند مقر الشرطة الذي تم اخلاءه لاضافة 110 وحدة استيطانية، بالاضافة الى أن هناك مشروع جديد بالقرب من مستوطنة "معالية زيتيم" ومستوطنة "معالية ديفيد" يراد به انشاء مبنيين استيطانيين فوق انقاض محطة الوقود التي لا تبعد سوى عشرات الامتار عن مستوطنتي "معالية زيتيم" و"معالية ديفيد".

ويشدد الباحث صب لبن بالقول:" في حال تطبيق المشاريع الثلاث سيتم وضع قرابة 300 وحدة استيطانية في قلب منطقة راس العامود ، وهو ما يعتبر المستوطنة الاكبر التي تشيد عبر الجهات الاستيطانية في قلب الاحياء المقدسية بهدف المضي قدما في مخططات تعميقاً للاستيطان والسيطرة الاسرائيلية في قلب الاحياء في القدس الشرقية وذلك للوصول الى هدف اكبر وهو اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني بشقيها الشرقي والغربي".

وحول التمهيد للاستيلاء على منازل اخرى في القدس قال الباحث صب لبن:" ان الكيان الصهيوني يحاول التغلغل كخلايا السرطان في القدس من خلال المصادرة للاراضي العامة والاراضي المملوكة بالاضافة لتمرير صفقات مشبوهة من اجل السيطرة على باقي العقارات في القدس بالاضافة لاستخدام العقارات المصنفة على انهاء املاك غائبين وهي عديدة جدا في القدس الشرقية ".

ويتابع حديثه قائلا:" ان جود المستوطنون يضع عراقيل امام المواطنين المقدسيين من حيث الحراسة الخاصة التي تتواجد في حي راس العامود من اجل حراسة المستوطنين، وكثير من القضايا التي ظهرت في الاونة الاخيرة الاعتداء على المواطنين المقدسيين بشكل مباشر".

ويؤكد صب لبن:" بان وجود الشرطة الاسرائيلية والمستوطنين في قلب الاحياء المقدسية مخالف للقانون الدولي ويعتبر خرق للقوانين التي تنص على سلطات الاحتلال يجب ان تنسحب لحدود عام 1967."

وعن دور الباحثين في القدس بعد غياب المؤسسات الدولية والمحلية في قضايا القدس قال:" نقوم بدورنا كباحثين مقدسيين برصد كافة الانتهاكات الاسرائيلية والاستيطانية في القدس وتوثيقها والعمل على نشرها للمؤسسات الاعلامية والمؤسسات الحقوقية من اجل متابعة الانتهاكات لمحاولة وضع حد لمثل تلك الانتهاكات الاحتلالية".

وعن دور مركز معلومات وادي حلوة في قضية منزل عائلة حمدالله يوضح الباحث المقدسي بأن المحكمة الإسرائيلية العُليا أقرت عام 2000 أن الأرض تعود للمستوطنين، وذلك بعد صراع في المحاكم استمر15 عاما، وبعد عدة اعوام قررت المحكمة أحقية عائلة حمدالله الاستمرار بالسكن في البناء المُقام قبل عام 1989، أما البناء الذي أقيم بعد ذلك فسيتم اخلائه."

كاميرا وكالة قدس نت للأنباء تابعت عملية اخلاء المنزل المقدسي واعدت التقرير المصور التالي: