حينما يسود الإخوان ...!!!

بقلم: محمد فايز الإفرنجي


قالوا عنهم الكثير, قذفوهم في فهمهم للسياسة وعدم وجود خبرة لديهم, ما تركوا عليهم عيبا إلا وادعوه, ادخلوا الريبة في قلوب أبناء مصر كي يبتعدوا عن انتخابهم, تحدثوا عنهم بما لا يليق من أدب السياسة ولا روح التنافس الشريف؛ فازوا رغم انف الحاقدين تربعوا على العرش الرئاسي مكلفين لا مشرفين, حملوا هموم مصر بما لا يقل عن حملهم لهموم فلسطين, سوريا وكافة قضايا العرب أجمعين.
هؤلاء هم الإخوان يا من تضرست أسنانهم حينما اختارهم أهل الكنانة في أول انتخابات ديمقراطية نزيهة, رغم محاولات التزييف وشراء الذمم والتلاعب بصلاحيات الرئيس بما سمي الدستور المكمل.
نعم هم الإخوان الذين اختارهم الشعب المصري الأصيل وكانوا عند حسن الظن بهم, تعرضوا منذ الأيام الأولى لحكمهم بزلازل مدوية فجرائم تقشعر لها أبدان كل الأحرار من قتل لجنود مصر الأوفياء, فوجدناهم خير قادرا على رد المعتدين, فظهرت شدتهم على كل من يعاديهم ويريد أن يفتك بمصر وأمنها وجيشها المقدام.
حضر افتتاح مؤتمر قمة دول عدم الانحياز فما وجدنا منه إلا كل قوة وهو يزلزل بخاطبه كل ظلم وجبروت, بعيدا عن النفاق السياسي كما كان معمولا به في عهد من سبقه من الظالمين المتجبرين على شعبهم اللينين المتسامحين على أعدائهم؛ نصر الشعب العربي السوري ودعم ثورته ثورة الأحرار في زمن بات فيه الكل يتملق ولا يسجل موقفا واضح المعالم تجاه ما يحدث من إبادة طائفية بشامنا الحبيب.
إن الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي اختار أن يتجه نحو استعادة مصر لدورها الريادي والمحوري والطبيعي بالمنطقة بعدما حولها النظام البائد إلى طريدة لكل من هب ودب من الأعداء بالمنطقة.
خطاب كان له مضمون وقوة حينما أشار بوضوح للحالة السورية والقضية الفلسطينية بعدما فقدت زخمها الدولي, أن الرئيس المصري أراد أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق وتحول للسياسة المصرية الخارجية ليعلن للعالم اجمع ميلاد نظام جديد يسود مصر الكنانة بقيادة الرئيس محمد مرسي الذي جاء بإرادة شعبية حرة.
فمن الواضح لكل سياسي ومحلل ومتابع أن الرئيس المصري اخذ على عاتقه أولى الخطوات التي من شانها التخلص من التبعية الأمريكية وتبعية النظام لدولة الاحتلال .
لقد عبر الرئيس مرسي عن جولته الأسيوية كتعبير عن تطلعات مصر شعبا ونظاما بإعلان واضح عن عودة مصر لريادتها للمنطقة العربية بل والسعي إلى ما هو اكبر وأعمق.
ما حدث في مؤتمر دول عدم الانحياز يعبر بجدارة عن تحول تشهده منطقة الشرق الأوسط برمتها حينما أكد الرئيس المصري على مبادرته بما يتعلق بالشأن السوري والصراع الدائر هناك من قبل نظام فاشي طائفي مجرم, لقد اعتنق الرئيس المصري هموم الشعب السوري والقضية الفلسطينية.
لم يتبقى الآن أمام نظام مصر الحاكم إلا أن يحول الخطاب إلى سياسات وإجراءات واضحة المعالم في سياسة مصر الخارجية لتستعيد مكانتها عربيا وأفريقيا ودوليا.
مصر اليوم بالطليعة بعدما حكمها مرشح "الإخوان المسلمين" في مصر العراقة والفداء, مصر القوة والردع ونتمنى أن تكون رسالة مرسي اليوم تصل جلية للكيان المحتل ليفهم من جديد أن فلسطين لها من يهتم بها ويساندها ويناصرها, وان عهد عربدتها دون عقاب بات من الماضي كما نظام مصر البائد الذي بات هو أيضا من الماضي خلف قضبان العدالة حيث يقبع اللامبارك.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت