الانقسام مرة اخرى0000النداء العظيم

بقلم: عزام الحملاوى


يرفض الشعب الفلسطيني أن يستمر العناد والتشبث في المواقف الخاطئة من قبل بعض الحركات السياسية والوطنية, وإصرارها على التمترس وراء المصالح الشخصية والحزبية الضيقة, ويستغرب ايضا سكوت القوى والفصائل الفلسطينية وعدم تحركها, وغياب مايسمى بالمستقلين دون أن يكون لهم اى موقف او حراك مما يجرى على الساحة الفلسطينية من مشاكل يعانى منها المواطن سواء كانت مشاكل الانقسام, او مشاكل السياسية, او اجتماعية, او اقتصادية 0

ويرفض الشعب أيضا محاولة التعايش مع هذه الأزمات والإبقاء عليها وعلى حالة الانقسام, وتردى الأوضاع المعيشية, وازدياد المشاكل دون الوصول إلى حلول لها, ويستنكر محاولات البعض بافتعال المزيد من المشاكل والتعقيدات من اجل المحافظة على مصالحهم الخاصة ومصالح تنظيماتهم ,لان كل هذه التصرفات لاتعبر عن الحكمة والعقل, ولا عن الانتماء الوطني والمصلحة العامة ، بل تعبر عن الغباء السياسي الذي سيقودنا جميعاً إلى عواقب وخيمة ستدفع بالوطن والشعب إلى مخاطر لا تحمد عقباها0كما أنه يرفض التعاطف والوقوف مع فريق ضد آخر دون النظر إلى الموقف الحق والسليم ، ويعتبره تصرفا غير وطني ،خاصة إذا كان يخبئ في خفاياه المؤامرات والدمار ولا يراد منه إلا مصالح فئوية ضيقة, لأنه سيدمر الجميع بدون استثناء, وسيدمر مشروعنا الوطني, وسيمزق ماتبقى من الترابط الاجتماعي والوحدة الوطنية0

لذلك علينا أن نكون يقظين وننتبه إلى بعض السياسيين من هذا الفريق او ذاك ,وان لانسلم الأمور لهم اونرقص على أهوائهم ونغماتهم لأنهم سيقودون الوطن إلى كارثة حقيقية, وهذا يدفعنا إلى عدة أسئلة مهمة : لماذا لا تتدخل العقول النيرة والحكيمة, والفصائل والحركات الوطنية, وما يسمى بالمستقلين, وتقوم بدورها الوطني المطلوب منها في هذه الفترة الحرجة من تاريخ قضيتنا الوطنية؟ ومتى سيستيقظ العقل والحكمة الفلسطينية من غفوتها وتصنع لنا قارب النجاة قبل دمار الجميع؟ثم ماهو دور وموقف رعاة المبادرة القطرية والمصرية؟, ألا يوجد لديهم المزيد من الضغوط الحاسمة لإجبار كل الأطراف على الالتزام بالمبادرات وآلية تنفيذها لضمان سرعة الخروج بالقضية الوطنية من النفق المظلم ودون إبطاء او تأخير؟أم أن مصلحة الدول الراعية توقفت عند هذا الحد من اجل استخدام القضية الفلسطينية كورقة رابحة في أياديهم من اجل مصالحهم؟ ؟ لذلك مطلوب من أصحاب العقول الفلسطينية الوطنية الحكيمة صاحبة الفكر السليم, وهى كثر بين أبناء شعبنا ألا تقف موقف المتفرج, فهناك ثوابت لا يمكن تجاوزها حتى لو رمت كل أطراف الصراع وأصحاب المصالح الفئوية الضيقة بكل ثقلها في الساحة وحاولت أن تخدعنا بكل ما لديها من الأولياء الصالحين وصنّاع التعاويذ والأحجبة0

لقد حان وقت تقديم التنازلات من أجل الوطن من قبل كافة الأطراف وهذا لايعتبر تنازلا بل تضحية مطلوبة, لان هذا سيكشف الوجه الحقيقي للبعض الآخر المتمرس وراء المصالح الفئوية الضيقة ويفضح اكاذبيهم وخزعبلاتهم, ويبين إنه مازال لديهم العند والإصرار على خلق مزيد من الفوضى والتخريب والدمار للوطن والقضية ,ويكشف إصرارهم على عدم التضحية من اجل الوطن الذي بدونه لانساوى شئ مهما ارتفع وعلا أمرنا وشاننا, لأنه البوتقة التي تضم الجميع وجميعنا بدونه لاقيمة لنا, لذلك فان على هذه الفئة الضالة يجب أن ترتقي إلى قمة العطاء والتضحية والولاء حتى تكفر عن سيئاتها وجرائمها التي اقترفتها بحق الوطن والمواطن والقضية ,ويجب أن تعود إلى رشدها, وتثبت انتمائها الوطني وحبها لهذا الشعب المعطاء, وان تتوقف عن بث حقدها وسمومها, او أن تثبت مرة أخرى عدوانيتها وتستمر في سلوكها السيئ وطغيانها والذي أثبتت من خلاله بأنها ليست معنية بأي مسئوليات وواجبات وطنية, ولايهما الوطن والشعب بقدر مايهمها مصالحها الفردية ومصالح أحزابها الضيقة0فإذا كنا اليوم وفى هذه الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية ,والتي هي بحاجة إلى وحدتنا وفكرنا جميعا لا نضحي ولانتازل من أجل الوطن فأي شيء يستحق هذه التضحية وهذه التنازلات؟إن ما يوجد اليوم في قلوبنا وحناجرنا من أراء وأفكار, وتعب وأوجاع, هي عبارة عن صرخات نعلنها مدوية, ونريدها أن تصل لتعكس صداها المتأجج في أعماق أبناء شعبنا الذي أصبح لايحتمل هذا الانقسام وآثاره المخزية والمدمرة, والذي أصبح أيضا لا شئ يرعبه أكثر من أن يشاهد هذا الوطن الجريح والمتعب من كثر الهموم والمشاكل يعيش جحيم الانقسام .ولتتذكر تلك المجموعة الضالة التي لايوجد لها هدف إلا الانتقام والمغامرة على حساب مشروعنا الوطني أي كانوا، أن جرائمهم وهزائمهم المخزية ما تزال ماثلة في الأذهان ,وأن سقوطهم في أكثر من موقعة او موقف لا يزال حديثاً في الأفواه,وأن عليهم الآن العودة إلى الله والوطن والشعب0إ

ن هذا النداء نداء الوطن العظيم نطلقه اليوم يعانق السماء, لأنه نداء الحق ومصلحة الجميع وبدون استثناء وعلى رأسنا فلسطيننا الحبيبة والذي يجب أن يتماشى معه الجميع, رغم معرفتنا بوقوف البعض تائهاً وعاجزاً عن تلبية هذا النداء العظيم لأنه يعتقد أن مصلحته أهم بكثير من مصلحة شعبه ووطنه, ولكن سياتى اليوم الذي يعرف انه كان على خطا وسيدفع الثمن باهظا وسيندم وقت لايفيد الندم, لذلك نأمل من الجميع أن ينتهي هذا الانقسام لنتفرغ لمشاكلنا مع الاحتلال الاسرائيلى ,وحتى يعش شعبنا في تعاضد وتكاتف ويودع أيام الانقسام البغيضة لنتمكن من انجاز مشروعنا الوطني وتحقيق آمال شعبنا الفلسطيني بإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف0

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت