رباح: الأزمة أخطر من رحيل فياض أو بقاءه في الحكومة

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أكد يحيى رباح نائب المفوض العام لحركة فتح في قطاع غزة, أن إنهاء الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية وحالة الغلاء التي تشهدها الأراضي الفلسطينية لاسيما في الضفة الغربية لن يكون بإبعاد رئيس الوزراء سلام فياض عن رئاسة الحكومة لأن الأزمة اخطر من رحيله.

وأوضح رباح في لقاء معه ضمن برنامج كلام جديد الذي يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية, بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي بناء لبعد إقتصادي لم يتناول البعد الإجتماعي للحياة الفلسطينية التي يعيشها الشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضاف أن سلام فياض لم يراعي الجانب الإجتماعي في بناؤه الإقتصادي وسياسته التي سار عليها رغم أننا نصحناه بهذه النقطة, متسائلاً "أليس هذا سلام فياض الذي رشحته دول العالم للتعامل معها بصفته خبير دولي؟".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ودول أوروبا فعلت لسلام فياض خلفية عن معرفته بالتعامل معها في الجانب المالي, متسائلاً "لماذا إذاً حدث هذا الإرباك ولماذا قصرت تلك الدول في دعمها للشعب الفلسطيني؟".

ولفت رباح إلى أن المشكلة الآن هي أكبر من سلام فياض ورحيله عن الحكومة الفلسطينية لكي يتم الحل, ولكن علينا أن نسأل هل نحن في الظروف الموضوعية الحالية قادرين على إحداث تغيير في الوضع الفلسطيني.

وشدد على أنه لابد علينا أن نوفر البعد الإجتماعي لأي خطة قادمة, ويجب علينا البحث وإيجاد العديد من البدائل وليس خياراً واحداً, وأن نعرف أين نضع اموالنا, وأن نعي ما الذي يمكن أن يحدث من تغيير إتفاقية باريس أو إلغاء إتفاقية أوسلو..؟

وحول خطاب الرئيس محمود عباس الأخير والذي تحدث خلاله عن الوضع الفلسطيني بشكل عام, أكد يحيى رباح أن الانتقاد الذي تعرضه له هذا الخطاب من قبل حركة حماس عبر مطالبة الرئيس عباس بالرحيل هو كلام مكرر ودائماً كانت تخرج تلك المطالبات.

وأوضح أن كل تلك الأحاديث التي تخرج إنما هي قنابل دخانية لإعفاء أصحاب تلك الأحاديث من مسؤوليتهم تجاه الشعب الفلسطيني في ظل ما يعانيه هذا الشعب خاصةً في قطاع غزة منذ 5 سنوات.

وحول المصالحة الفلسطينية وحالة الجمود التي تمر بها, شدد رباح على أن الرهانات التي كانت تخرج عندما يكون هناك أي إتفاق بين الحركتين (فتح وحماس) أو الفصائل الفلسطينية هي من أسقط وأوقف عملية المصالحة الفلسطينية.

وأضاف أن "حديث الرئيس عباس عن أن المصالحة هي الأساس هو من منطلق أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية المتمثلة بالإنقسام هو بالإحتكام للشعب الفلسطيني", لافتاً إلى أن رفض حركة حماس للإنتخابات هو غير منطقي أساساً.

ونوه رباح إلى أن حركة حماس عندما تطلب وتقول أن الرئيس عباس غير شرعي وأن ولايته منتهية وفي الوقت ذاته ترفض اجراء الإنتخابات, "هذا يجعل الأحاديث التي تخرج من حركة حماس غير متوازنة, ولذلك علينا أن نتحدث مع شعبنا بنوع من التوازن".

وحول مطالبة حركة حماس بضرورة تنفيذ كافة بنود المصالحة دفعة واحدة وبالتزامن "رزمة", أشار إلى أن هذا كلام لا يمكن أن يكون صحيح, وكيف يمكن اجراء الإنتخابات في الداخل وأيضاً في الخارج في الشتات وفي العديد من الدول في نفس الوقت, لأن هذا مستحيل أن يحدث وغير جدي.

إلى ذلك تطرق نائب المفوض العام لحركة فتح في قطاع غزة إلى ملف كتائب شهداء الأقصى "الذراع العسكري لحركة فتح" ومدى فعاليتها في قطاع غزة, موضحا بأن تلك المجموعات موجودة, وقد إنخرطت في الحياة المدينة نظراً لتغير الظروف, فكان لابد من إنخراطها لأنها لا يمكن أن تبقى منكفئة على نفسها.

وأضاف بأن كتائب شهداء الأقصى لها تاريخ من بداية الإنتفاضة الفلسطينية, وهي جزء من حركة فتح, وعندما يخرج من قبل الكتائب أي بيان حول الوضع العام ، فهم ليسوا جهاز عسكري مستقل وإنما بصفتهم جزء من الحركة.

وحول مدى صحة الأحاديث التي قالت إن حركة فتح هي من تحرض على المظاهرات في الضفة, أكد رباح على أنه لا يمكن لهذه الحركة الكبيرة التي خرجت من هموم الشعب الفلسطيني وهي أم الحركات الجماهيرية, أن ترى أن هناك حالة من الغلاء الفاحش والمتوحش وتبقى هي تبتسم ببلاهة، فكان لا بد أن يعبروا ويخرجوا معهم وهذا ليس تحريض.