دمروا ضفة الصمود بحجة رفع الأسعار ..!!ومين سمعكم؟/نصر فؤاد أبو فول



ارحل ارحل يا عباس أو ارحل ارحل يا فياض , بدنا نخفض الأسعار , بهذه العبارات خرج المحتجون بالضفة الغربية للشوارع والميادين العامة لتدمر وتحرق وتتظاهر بشكل ليس بالحضارى أو السلمى كما شاهدنا الصور والفيديو من هناك , ففي ظل عدوان همجي على قطاع غزة والضفة الغربية وتشديد الحصار والاعتقالات المتواصلة وإذلال المواطنين من قبل الإحتلال الإسرائيلى , لم أستطع أن أعبر عن عنوان يزيد من شجاعة وبسالة هؤلاء العابثين بمقدرات الوطن والمواطن الفلسطينى تحت حجة رفع الأسعار وغلاء المعيشة وووو .. الخ فى الضفة الغربية.

فمهما كانت المطالب , لا تكون بحرق الإطارات فى الشوارع والاعتداء السافر والحقير على الممتلكات العامة والمدنية والمؤسسات والنقابات والمحافظات أيا كان يا أيها الفئة المعدودة ولا يكون بإلقاء الحجارة على رجال الأمن والجيش الوطنى .

لقد قلنها سابقا ونقولها الأن من يطالب بالتغيير عليه أن يطالب بتغيير حكوماتنا المبجلة وإسقاط الحكم الذاتى ليخرج منا بطلا يعلن دولتنا الفلسطينية وإنهاء الانقسام القاتل , انه الانقسام والعنصرية والتعددية والاعتقالات والتعذيب والإستدعاءات يا سادة ..!!

رفعوا الخبز والبنزين والوقود و غلاء فاحش فى المعيشة ليس فقط فى الضفة الغربية بل بقطاع غزة والسبب كما يقال " الإحتلال ", فمجرم من يتحدث عن الضفة فقط وكأن غزة فيها ملائكة والناس فيها يعيشون كما فى أمريكا وفى ترف ..!

علينا أن نقول الحقيقة دوما وألا نكون طرف على حساب طرف أخر , هل تعتقدون أن حكومتى غزة ورام الله لهم شرعية أو المجلس التشريعى الذى انتهت ولايته أو الرئيس الذى انتهت ولايته أيضا ؟ هل تعتقدون أن من أشعل النار فى نفسه فى غزة لأجل الوضع فقط بل لأجل الانقسام الذى أذاقه ويلات من الظلم والقهر الذى يعيشه المواطن فى كلا من غزة والضفة ..

وأردت القول أن من قاموا بتدمير المحال التجارية والمؤسسات المدنية , حاولوا الاصطياد بالمياه العكرة , لكن من يدقق فيما جرى يخرج بانطباع واضح وأكيد بان المسألة اكبر من ذلك, وأن وراء الأكمة ما وراءه , وإن من يظن أن الشعب الفلسطيني قد تنطلي عليه حملة مشبوهة لزعزعة إيمانه بحقه المقدس, وثقته برموزه الوطنية ياسر عرفات والرئيس أبو مازن ومن عمل معهم بصدق ووفاء, ولم يتنكر لهما ولم يتآمر عليهما داخليا وخارجيا رغم الاختلاف في الرأي أحيانا، فالشعب الفلسطيني الذي تمرس بالنضال والعمل السياسي قادر على تمييز الصالح من الطالح.

لتقف هذه الممارسات ولنقف لنقول كفى, لنقول نعم للمصالحة وإنهاء الانقسام لأن من بيته زجاج لا يرجم الناس بالحجارة, وأن من ينادى بشماعة المصالحة سواء من غزة أو رام الله عليه أن يصلح نفسه ويقف وقفة تذكر أنه سيقف أمام الله ويُحاسب على ما فعله من اقتراف لحرمة الشعب الفلسطيني.

بقى شعبنا صامداً ولم ينكسر و لم يركع لبعض متنفذى من يدعون أنفسهم دول عظمى ولا غيرهم , كما فعل البعض ممن بعثوا بإشارات ترضية لا تخفى, وإعلانات حسن نوايا ممهورة بدماء شهدائنا و جرحانا ,وعلى آلام قضايا الشعب الفلسطيني وبذلك يكون صمت إسرائيل هو سيد الموقف.

كم تمنيت أن يكون موقف السلطة الفلسطينية وحركة فتح وحركة حماس المرحب بالاحتجاجات الشعبية أن يكون أيضاً على التوحد في مواجهة القادم والأسوأ , والعمل على جعل المصالحة الوطنية أولى أولويتنا.

تركوا شعبنا ينزف لأجل حفنة من الدولارات والشواكل دون أن يعلموا أن ثورة الشعب الفلسطينى لن تكون من غزة أو الضفة فقط بل من كل فلسطين , وأن الذى يريد الوحدة يطبقها عمليا ولا يخاف على نفسه .

فيكفى ما يكفينا ولا يجب أن تتحدوا وتشحذوا الهمم للقضاء على المواطن بل تشحذوا هممكم وعقولكم للخروج من النفق المظلم الذي يسير به شعبنا الفلسطيني ألا وهو الانقسام الفلسطيني ووقف التحريض المتبادل حتى نكون يدا واحدة موحدة في وجه الاحتلال لا في وجه المواطن الغلبان أو الأسير الذي لاحول ولا قوة له إلا الله جل جلاله وتقدست أسماؤه .

وردا على كل ماسبق فنحن في فلسطين جميعها نؤكد لدولة الاحتلال وما تسمى بإسرائيل " نحن موجودين " فإن القهر منا سيقتلكم فمهما فتنتم لن نكون كما تفكرون فقط لأن الشعب الفلسطيني لن يركع , فنحن في أرض الرباط إلى يوم الدين , وطالما أن شعبنا يقدم قادته وأبنائه شهداء وأسرى وجرحى ويقدم الغالى والنفيس لكرامة فلسطين فلتموتوا بغيظكم.

ونذكر الجميع بالوحدة الوطنية فهى صمام أمان شعبنا الفلسطينى , فالمطلوب اليوم تعبيد هذه الوحدة بالصدق لا بالعمل الحزبى وأن يبقى الجميع مدافعا عن القضية الفلسطينية وخاصة بما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولة تهويد إلا لم يكن مهودا من الأساس بسبب انقسامنا .

وبقى الشئ الأخير وجّب أن أقوله أن الإعلام الفلسطيني سيبقى كاشفا لفضح جرائم الإرهاب الصهيوني كلُ باسمه ولقبه ووكالاته العاملة علي كشف جرائم الاحتلال فالإعلام سيبقي مصيدة لدولة الإرهاب أن وجهنا البوصلة بطريقة صحيحة وإنهاء حالة الانقسام الإعلامى لتنتهي حالة الانقسام الفلسطيني.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت