فكرة "الدولة ثنائية القومية".. إحراج لإسرائيل وطموح فلسطيني صعب المنال

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
إعادة طرح ملف "الدولة ثنائية القومية" يثير العديد من الأسئلة في ظل الظروف الحالية وتوقف المفاوضات وعدم نجاحها بإيجاد حل بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني في قيام دولة فلسطينية مستقلة، فقد أجمع محللان فلسطينيان، على أن طرح فكرة الدولة ثنائية القومية في هذا الوقت تبدو وكأنها فكرة مستحيلة التطبيق وهروب من الواقع الصعب الذي وصلت إلية الحالة الفلسطينية، في حين بدأت تظهر تخوفات في الآونة الأخيرة بأن هناك توجه مخفي لإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة على حساب ما تبقي من الأراضي المحتلة عام 1967م .

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله، أن فكرة دولة ثنائية القومية فكرة قديمة جديدة طرحتها منظمة التحرير من قبل، وأن العودة لهذه الفكرة من جديد وطرحها من قبل شخصيات سياسية فلسطينية في الوقت الراهن تعبر عن روح اليأس التي وصلت لها القيادة الفلسطينية .

ويضف عطا الله في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" طارق الزعنون، أن إسرائيل منذ أن طُرحت هذه الفكرة كانت تدرك مخاطرها على الدولة اليهودية في ظل أغلبية ستكون للعرب، ولذلك هي فكرة مستحيلة التطبيق ورفضتها إسرائيل ولكن ممكن أن تتبناها القيادة الفلسطينية من جديد لإحراج إسرائيل أكثر وإظهارها بأنها دولة عنصرية ترفض فكرة الدولة الفلسطينية , وترفض فكرة دولة ثنائية القومية ولا تعدوا أكثر من ذلك .

ويقول "إن الأوضاع التي تمر فيها القضية الفلسطينية تجعلنا من جديد نفكر ونعيد أفكار قديمة مثل فكرة المطالبة بدولة ثنائية القومية، ولكن عندما ندرس الواقع نجد تحقيقها صعب جداً وما هي إلا تعبير عن روح اليأس والإحباط التي إصابة المستوي السياسي الفلسطيني".

ويتابع "الجانب الإسرائيلي نجح في تحطيم فكرة "الدولة الفلسطينية المستقلة" وفكرة "دولة ثنائية القومية" وابتدع مشروع "الحل الإقليمي" بمعنى أن الضفة الغربية بعد عملية ابتلاعها يرحل الفائض منها إلى الأردن، ويحيل قطاع غزة للجانب المصري وبذلك تكون إسرائيل تخلصت من المشروع الفلسطيني الذي يطالب بدولة مستقلة .

ولم يخفي عطا الله بأنه ربما يكون هناك توجه لمشروع دولة فلسطينية في قطاع غزة، معتبراً أن إسرائيل ودولاً كبيرة تسعي لدعم هذا التوجه بعد أن تم ابتلاع الضفة الغربية، ويكمل أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في 15 أغسطس/آب 2005م ما كان إلا خطوة اتخذتها إسرائيل إلا لفك ارتباطها مع القطاع ولدعم هذا المخطط ثم جاء الانقسام ليعزز هذا التوجه .

وتساءل ما الذي تغير لتقوم إحدى الدول العربية بدعم حكومة غزة بثلث مليار دولار في حين لم تفعل ذلك بالسابق، دون تنسيق مسبق مع السلطة الفلسطينية أليس ذلك يصب في نهج دولة فلسطينية في قطاع غزة فقط.

وحول دور فصائل منظمة التحرير في إحباط فكرة دولة فلسطينية في قطاع غزة قال "أن المشروع أكبر بكثير من الفصائل الفلسطينية ويجري العمل عليه من دول كبيرة بعض الفصائل يدرك هذا الخطر , ولكن لا تستطيع عمل شيء لأنها تعيش حالة ضعف وأغرقت في تفاصيل التفاصيل في حين أن الشعب انشغل بالبحث وراء القضايا المعيشية كالكهرباء والمطالبة في توفير فرص عمل , وتخفيض الأسعار..الخ ".

ويوضح أن الدور المصري في المرحلة الحالية يبدوا مرتبكاً ومشدود بين أمرين دعم قطاع غزة والتخفيف من معاناة المواطنين وبين تخوفه من المشروع الإسرائيلي الذي يسعي للفصل التام بين قطاع غزة والضفة الغربية .

ويطالب المحلل السياسي الفلسطيني القيادة الفلسطينية في السلطة أن تقدم كل التنازلات المطلوبة لحركة حماس وأن تنزع تخوفاتها التي تبديها لتحقيق المصالحة الفلسطينية لأن لحمة الوطن والمصالحة الفلسطينية هي المنقذ من الوضع الذي نعيشه .

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد قريع قد قال أن القيادة الفلسطينية مستعدة لخوض مباحثات مع إسرائيل حول إنشاء دولة ثنائية القومية إذا ما سئمت حل الدولتيْن للشعبيْن .

وبحسب الإذاعة العبرية أضاف قريع في لقاء مع صحافيين إسرائيليين بمناسبة مضي19 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو "أن القيادة الفلسطينية ما زالت تؤيد حل الدولتيْن إلا أن إسرائيل تقضي عليه".

من جانبه يقول المحلل السياسي اسعد أبو شرخ لـ " قدس نت " "إن طرح فكرة ثنائية القومية تعبير جديد عن فشل القيادة الفلسطينية الذريع في إيجاد حل عبر المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي , وان الأجدر والأولي أن يتم الإعلان بإلغاء أتفاق أسلوا والاتفاقات الأخرى مثل اتفاقية باريس الاقتصادية التي أوصلت القضية الفلسطينية لما نحن عليه الآن".

ويتابع أن المطلوب عمله الآن هو الإسراع في تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية , وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد الجهود من اجل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لأن الشعب الفلسطيني قادر على أن يستمر في نضاله رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يمر فيها .

ويضف "أن الحديث عن إقامة دولة في قطاع غزة يعتبر خيانة كاملة الأوصاف وتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني على من يقبل ذلك , ويجب أن يكون التوجه للمطالبة بدولة فلسطينية من البحر إلى النهر مشيراً أن هناك من يتساوق مع مخططات الاحتلال ولكن أري أن إسرائيل لا تريد دوله لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية لن إطماعها مازالت مستمرة وتتعدي حدود فلسطين" .