رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أعتبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني احمد مجدلاني, أن إتفاقية أوسلو التي تم توقيعها بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ 19 عاماً حققت بعض إنجازات للفلسطينيين، ولكنه استدرك قائلاً" إن هذه الانجازات في الأغلب كانت مجحفة للحق الفلسطيني".
وأضاف مجدلاني في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء", "بدون شك فإن المرحلة الإنتقالية وهي مرحلة إتفاقية أوسلو قد فتحت آفاق للشعب الفلسطيني من تحديد هدف أمامه بإقامة الدولة الفلسطينية على أرضه, ولم يحدث ذلك في تاريخ الشعوب في العالم, وهذا إنجاز هام يتراكم ضمن إنجازات شعبنا."
وقال إن الـ5 سنوات الأولى من توقيع الاتفاقية شهدت العديد من الصراعات الشديدة, في ظل أن للكل وقتها قراءته وتفسيره لهذه الإتفاقية, وكان هناك محاولة من كل طرف لتحسين شروطها وفق ما يخدم برنامجه وأجندته التي يحتويها.
وأشار مجدلاني إلى أنه في المرحلة السابقة ولغاية آيار 1999, كان الوضع الفلسطيني في سباق مع الزمن لتثبيت الحق الفلسطيني وتوظيف الإتفاقية للصالح الفلسطيني في ظل العديد من جوانبها المجحفة "بحقنا كفلسطينين, والتي كنا نأمل أن نصل من خلالها إلى إمكانية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية."
ولفت إلى أنه بعد ذلك ظهر أن هناك موازين قوى مختلفة وهي بالتأكيد لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي وهناك عناصر جديدة دخلت وهي تتمثل بأن إسرائيل لم تكن أثناء توقيع الإتفاقية مستعدة وجاهزة للحل التاريخي على أساس حل الدولتين والاهم أن الرعاية الدولية وبالذات الأمريكية كانت تظهر إنحيازها الكامل للاحتلال.
ونوه مجدلاني وهو عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ويشغل منصب وزير العمل بحكومة سلام فياض، إلى أن الرعاية الأمريكية للإتفاقية كانت أساساً رعاية مشكوك في أمرها, فقد كانت منحازة بشكل واضح للاحتلال, بل وتمكنه من العبث في الإتفاقيات كما يحلو له من خلال توفير الغطاء السياسي له لتغيير قوانين وقواعد اللعبة.
وشدد على أن الأمر الآن أصبح يحتاج مراجعة وتدقيق من قبل القيادة الفلسطينية في ظل الوضع الفلسطيني والإتفاقية الموجودة, بالعمل على إعداد إستراتيجية واضحة للمرحلة المقبلة بتغيير قواعد اللعبة وتغيير الرعاية الأمريكية المعتادة.
وأكد مجدلاني أن الوقت الآن ملائم لتغيير قواعد اللعبة من الجانب الفلسطيني خاصةً وأن إسرائيل في الوقت الحالي ليس لها أجندة لأي حلول لعملية سلام قادمة, والأجندة الآن لدى الاحتلال هي فقط إستمرار عمليات التهويد للأراضي الفلسطيني بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص بالإضافة لإستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة وكذلك محاولات فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتحويل بالإضافة إلى فرض حل أحادي الجانب.
وأشار إلى ضرورة أن تكون هناك مراجعة لكافة أسس قواعد التحرك الدولي السياسي, ويأتي هذا ضمن الإصرار على التوجه للأمم المتحدة لنيل العضوية الفلسطينية فيها, خاصةً وأن العضوية فيها يترتب عليها العديد من الخطوات التي ستفيد القضية الفلسطينية.
وشدد مجدلاني على ضرورة إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني باتمام المصالحة الوطنية في أسرع وقت، لأنه يشكل خطراً على المشروع الوطني بإستمرار في حالة الإنفصال, وقال "يمكن أن يكون هناك توظيفاً للإنقسام من جانب خارجي للإستفادة به بتطبيق أجندات تعارض المشروع الوطني, ومنها مثلاً إستغلال الإنقسام بالضغط لتحويل قطاع غزة إلى أحضان جمهورية مصر العربية. "
وأكد, على ضرورة أن تكون القيادة الفلسطينية قادرة على إنتاج رؤية سياسية إقتصادية في المرحلة القادمة لتساعد المواطن الفلسطيني في الثبات على أرضه.