مختصون: نظام الحكم في إسرائيل إثنوقراطي

رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أكد مختصون خلال ندوة نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، برام الله مساء الأحد، أن نظام الحكم في إسرائيل هو نظام إثنوقراطي.

وأوضح المتخصص في الفلسفة السياسية والحقوق بشير بشير، أن الاثنوقراطية تعتبر شكلا من أشكال النظام السياسي، ويتم من خلالها الاستيلاء على الدولة من قبل فئة اثنية وتعمل هذه الفئة على تسخير امكانات الدولة لصالحها.

وتناولت الندوة كتاب "الاثنوقراطية: سياسات الأرض والهوية في إسرائيل/ فلسطين" للأكاديمي الإسرائيلي أورن يفتاحئيل، والذي صدر مؤخراً عن مركز "مدار" بترجمة عربية منقولة عن الإنجليزية، أنجزتها سلافة حجاوي.

وأوضح بشير أن هناك دوائر سياسية فكرية فلسطينية أخذت في السنوات الأخيرة تختزل المسألة الفلسطينية على أنها "مسألة علاقات عامة" أو "مسألة خطاب ولغة"، لافتا إلى أن الطرح الأول تأثر من الانتقاد الدائم لفشل المؤسسة الفلسطينية في وضع استراتيجيا إعلامية تتصدى لماكينة الدعاية الصهيونية، رغم أنه تحقق على هذا الصعيد بعض الانجازات في السنوات الأخيرة خاصة بعد الحرب العدوانية على قطاع غزة.

وقال بشير، إن مؤلف الكتاب المذكور يولي أهمية مركزية وكبيرة جداً لعملية التهويد كعنصر أساسي في فهم العلاقات الاثنية والاجتماعية والنظام الإسرائيلي ومساهمة هذه العملية حتى الآن في تشكيل النظام الإسرائيلي الذي يصفه المؤلف بأنه "نظام أبارتهايد زاحف".

بدوره، قال الباحث والمحاضر في مجال النظرية السياسية رائف زريق، إن الكتاب "إسرائيل نظام حكم إثنوقراطي" لا يحتوي في جوهره على شيء جديد، إلا أنه يعتبر رغم ذلك كتابا هاما وفريدا من نوعه في جانب من أطروحاته.

وبين أن إسرائيل لم يؤسسها اسرائيليون بل أسستها مجموعة يهودية هدفها خدمات جماعات يهودية محددة، والدولة هي التابعة والخادمة والأداء عند الإثنوس.

وشدد زريق على أن أهمية وخصوصية الكتاب تنبع بالأساس من توصيفه لحالة النظام الإسرائيلي وإعادته قضية النزاع إلى جذرها المتمثل بمسألة 1948 وليس مسألة (احتلال) العام 1967، وتأكيد المؤلف أن إسرائيل لا تتميز بكونها دولة إثنية فقط، بل مشروع كولونيالي مستمر يلتقي مع المشروع الإثني الذي تزعمته الحركة الصهيونية.

وأشار زريق إلى أن جوهر طروحات الكتاب يتقاطع في المحصلة النهائية مع توصيفات سابقة لأكاديميين وباحثين "نقديين" إسرائيليين للنظام الإسرائيلي، والتي ترى فيه "ديمقراطية ليبرالية مع بعض الشوائب التي يجب العمل على إزالتها أو "ديمقراطية ليبرالية خالصة".

من جهتها، أوضحت مدير عام مركز "مدار" هنيدة غانم، أهمية الكتاب الذي يعتبر مؤلفه أحد ابرز الأساتذة الجامعين النقديين ما بعد الصهيونيين في إسرائيل، ولكون الكتاب يقدم تعريفا شاملا للنظام الاثنوقراطي عموما ويشرح تطبيقاته في إسرائيل على شتى الصعد.