حجة القبول..في موقعة(الا الرسول)..!!

بقلم: توفيق الحاج


نعم ..
الحمد لله انه لا يزال فينا عرق ينبض...!! ،فبعد استباحة كاملة للاقصى.. ،وحرق مسلمي بورما بالجملة.. واغتصاب حرائر سوريا من الجهتين..!! ينهض الغيورون كما نهضوا من قبل ، فكان لهم الفضل كل الفضل في إشهار القذارة المسماة (براءة المسلمين) كما اشهروا شيطانيات سلمان رشدي..!!،ورسومات المعتوه الدنماركي وفيلم (فتنة) الهولندي.. و.... و......

تذكرت القول المأثور (أميتوا الباطل بالسكوت عنه ،ولا تثرثروا ،فينتبه الشامتون)..!!
وانا اسمع عن غزوة السفارات في إمارات الربيع ،ومقتل السفير الامريكي مع 3 من المارينز المنيع .. !!
صرخت دون وعي: الله اكبر... يا لعدالة السماء.. !! ساخرا من حصاد الامريكيين ..!! وقلت في نفسي : ربما كانت الأسلحة التي هوجمت بها القنصلية في بنغازي أمريكية الصنع ،أو أوروبية التمكين..!!

لم انتظر ..فركت خاتم الانترنت، فخرج علي مارد اليوتيوب (شبيك لبيك. فيلمك بين ايديك )..طلبت الفيلم الملعون .. ،فأحضره من أذنه ذليلا صاغرا بأمر الله كن فيكون..!! شاهدت 17 دقيقة من السقوط ،والتفاهة.. كلفت كما يقال5 مليون دولار ... ولا تستحق منا الا تفووووووووووووووو..!!
نظرت الى عدد مشاهدي الفيلم في 4 ساعات فكان اكثر من 500000 مشاهد ..!! تخيلت ،ولتتخيلوا معي كم يكون العدد بعد ايام وشهور..!!
اقتنعت أكثر ان الغيورين الطيبين ،والمؤمنين المتحمسين ،ومن دس بينهم من غلمان الانتهازيين الوصوليين ،والعابثين المخربين ..يقدمون خدمة مجانية بإشهار هكذا تفاهات ،و بذاءا ت ، و قذارة .. !! وهي قبل ان تسيء للإسلام والرسول والمسلمين.. تسيئ لأصحابها وللانسانية والحضارة ..!!

ماذا استفدنا مما فعلنا ..؟ هتفنا .. هاجمنا.. قذفنا... أحرقنا...حررنا ... خوفنا... مزقنا العلم الامريكي ؟ قتلنا السفير ؟ وقتلنا حتى اللحظة بنيران صديقة 10 آشخاص واصبنا المئات بالاختناق والرصاص.. !!ثم كان الفوزالمبين بطعم القاعدة !!
طيب..
وماذا بعد ان سيطر الغضب،واشتعل الحطب..؟
وماذا بعد ان تركنا العقل يغفو في قيلولة المولوتوف ،والخطب ..؟
وماذا بعد ان مزقنا الانجيل وهددنا بالتبول عليه.. أسوة بما فعل قس حاقد من تمزيق للقرأن...؟!!
هل اختلفنا كثيرا عن أولئك المجانين الحاقدين ..؟!!
الا يخدم ما فعلنا أعداء امتنا ،ويشوه صورتنا أكثر مما فعلوا ،ويفعلون..!!
أي نصرة أردنا...؟!!
ولمصلحة من سكبنا النفط...
وهل غير اشتعال فتنة البغض بين الاديان.زدنا ..،
وهل الى غير ذلك من سبيل..؟!!
هل اردنا نصرة حقا.. أم فزعة لتحريك دم الجماعة والبضاعة و الاذاعة والفصيل ..؟!!
أسئلة ألحت على كل عاقل .. في هوجة (عليهم .. عليهم.. اقطعوا دابر المشركين)..!! ثم كعادتنا ..يمر يوم او يومان .. نهدأ .. نشرب اليانسون ....ننسي .. وعلى لاشيء..نلوي ثم نستكين..!!

ضحكت وانا اشاهد فريق الاخوان القومي هذه المرة بقيادة (الشاطر) يلعب المباراة بطريقة الجوهري 4-4- 2 فوزعوا على الكرات العرضية على الجناحين..!!،وتكلموا بلغتين..!! فمن جهة شحنوا النفوس على الفيس بوك والفضائيات والمنابر.. ،ومن جهة اخرى رقوا الغزل للعم اوباما معتذرين ،وتراجعوا عن مليونية النصرة..!! لما رأوا أن مرسي يكاد يقع في الحفرة..!!

الحمد لله أن أحدا من أولئك الغاضبين .. لم يكن موجودا أيام حادثة آلافك ..!! ،أو عند سب بني قريضة للرسول ..!! أو مع هجاء ،وتعريض كعب بن زهير بآله وبيته..!!
هل أولئك أ شد غيرة على الرسول من نفسه عندما عفا عمن قال معتذرا
(نبئت أن رسول الله أوعدني .. والعفو عند رسول الله مأمول).. وأعطاه بردته..!!
هل اؤلئك أعظم حمية من النبي محمد الذي تأثر عندما مرت جنازة يهودي ، ولما سئل تساءل : أليست نفسا..؟!!
هل اولئك.. أشد حمية ونخوة من صحابة رضي الله عنهم ، فارضوه احتسابا ،وسماحة

يبدو اننا لم نتعلم مما كان ..عندما قاطعنا الجبنة الدنماركية الشقراء اياما بعد ا لرسم والصدمة..!! ولم نصبر ..
فانهرنا مع اول قضمة..!! وعندما هدرنا دم رشدي سليمان..!!فصار نجما ولا شاروخ خان..!!
وبالمناسبة فان ايران مشكورة ترفع مقدار الجائزة الى 3300000د ولار في الوقت الذي ستقدم لنا فيه بعد أشهر فيلما يجسد شخصية الرسول ،وبكلفة 30مليون دولار..!!
ترى .. ماذا ستفعل الرؤوس الساخنة عندئذ..؟!!
ثم ..لنكن اكثر صراحة...
ألم نسيء نحن للرسول قبل الاخرين ..بفسادنا ،وجشعنا ،وعقوقنا ،وقلة ديننا ،وخياناتنا ..!!
ألم نسيء نحن للرسول.. عندما ارتضينا ان يصفنا الحاخام عوفاديا يوسيف ذات يوم ب (الخنازير والصراصير).. ،بل انها اعجبتنا الى درجة.. تشاتمنا بها ،وبغيرها ، وشارك في ذلك الدعاة قبل الحفاة..؟!!
ألا نسيء نحن كل يوم للرسول .. عندما نقبل بالروائح النتنة واكوام القمامة امام منازلنا وفي شوارعنا وافنيتنا وقرب مساجدنا.. أوعندما نجعل منه رافعة انتخابية للفوز في صراعاتنا ،وانقساماتنا،وأكاذيبنا ،واطماعنا..؟!!
ألا نسي نحن اكثر مما اساءوا للرسول عندما نصعق الاسماع بخبر محلي عن ذبح مسلم طليق لطفلته الرضيعة ،ولما يتجاوز عمرها يوما واحدا..؟!!
ألم نهن نحن بممارساتناعلى انفسنا .. فهنا على كل الناس ،وصرنا (ملطشة) لكل الملل و الاجناس..؟!!
ولنكن مع انفسنا ولو لمرة صادقين..
ألم نكن ولانزال الا سوقا مستهلكة لكل شيء.. فالسيارة الماني والمكيف امريكاني والجوال ياباني والساعة يوناني والمصعد طلياني والجلباب تايواني والشاي سيلاني والخادمة اندونيسياني..!! حتى فوانيس رمضان وسجادة الصلاة والسبحة تأتينا من بوذا الصين.. يا اخواني..!!
ومع ذلك...
كا ن ،ولا يزال بالإمكان الرد على الفيلم اللئيم بفيلم محكم يعرف العالم بسيرة النبي العظيم .. أو غزوة اعلامية.. تقدم الصورة الصحيحة عن الاسلام للديار الغربية ....
كان ،ولا يزال بالامكان الرد على الفيلم السقيم مثلا بمقاطعة امة المليار ونصف للبيبسي كولا نصف ساعة!!
كان ، ولا يزال بالامكان الرد على الفيلم العقيم.. بطرد السفراء الامريكيين ..،أو بالاعتصام والصلاة جماعة امام سفاراتهم وقنصلياتهم ومكاتبهم كما فعل اخوة لنا في المغرب ..!! او بالاضراب الجماعي عن الطعام ، حتى تتم محاكمة الفاعلين.؟!!!
و حتى تحذف (جوجل) التي يصبح المسلمون فيها ويمسون... ذلك الفيلم اللعين.!!
اشياء كثيرة ..أكثر تاثيرا وقدرة من التخريب والقتل والجعجعة ..!!يمكن أن نفعلها مع أنفسنا والاخرين لنصرة سيدنا الرسول ..وحسن البلاء في المعمعة..!!
مكانة الاسلام والرسول تفترض ممن يمسكون بعنان الحصان الشعبي ويعبئون ..!!ان يكونوا أكثر وعيا وحنكة وحكمة ويحرصوا على شعرة معاوية في الحوارالهادئ بين الاديان والحضارات ..!! لانه لا يوجد لنا بديل امام ضرورة التعايش كشركاء في عالم واحد.. تحت رب واحد ،وأرض واحدة..!!
نحن حقيقة في حالة اشتباك مع معظم الاديان ..!! ..قد نكون ضحية عالم مجنون،
لكننا لسنا تماما أبرياء فمنا لايزال ابو لهب ،ومنا حمالة الحطب ..!! ومنا لا يزال المكفرون والمنفرون والمشعوذون والمتاجرون والمسيسون والمحرضون..!! ورغم الظلم والحيف.. على البعض الواهم منا ان يتنازل عن حلم استعادة حكم العالم بالسيف..!!
وفي النهاية اقطع الطريق على كل مزايد ،ورويبضة .. مؤمنا..ومقتنعا..ومؤيدا..
من حقنا ان نغضب..
من حقنا أن ننفعل ..
من حقنا ان نقول...: الا الرسول
لكن بتعقل ،وأدب ،وخلق سيد المرسلين الذي تربينا عليه.. ،وبالأصول .. !!
أقرأ أخيرا خبرا على ذمة الدكتور/ طارق الزمر المتحدث باسم الجماعة الاسلامية يقول فيه: نزلت الى الشارع وسط الحشود التي تهاجم السفارة الأمريكية لأصحح المفاهيم ،فرايت بعضا من الشباب المدفوعين الجاهلين الغاضبين (يسبون الدين)..!!
ولاتعليق..

اللهم عفوك ،وغفرانك.. اشرح بالحق لنا صدورنا.. ،ووسع علينا معاشنا ،واصلح بالخير والسلام امورنا ..
،وانت المخاطب رسولك في محكم كتابك ( فاصدع بما تؤمر،واعرض عن المشركين .انا كفيناك المستهزئين).. الحجر:95

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت