رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أعتبر رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس, بأن كافة الجهود الفلسطينية على الساحة الدولية لن تصل إلى حلاً عادلاً ومرضي لقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لأنه لا عدل مع الاحتلال.
وقال فارس في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء", أن "هناك جهود نقوم بها على المستوى الدولي ولكن مهما وصلت تلك الجهود ومهما صدر عنها, فهي في النهاية لن تحرج الاحتلال الإسرائيلي وتجعله يحترم الأسرى أو حتى يغير من سياساته مع الأسرى الفلسطينيين."
وأشار إلى أن تلك الجهود يمكن أن تجعل هنالك توازن في بعض ما وصفها بـ"الإنفلاتات" التي يقوم بها الاحتلال, ويمكن أن تجعل هناك نوع من التحسن في الظروف المعيشية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ولفت إلى أن في ظل كل هذا فإن إسرائيل لن تخجل من نفسها في أعمالها التي تقوم بها بحق الأسرى, لأن ثقافتها لا تسمح لها, وقيمها لا تسمح لها, والتوازنات الحزبية في أي ظروف تمر بها إسرائيل في إنتخابات مثلاً لا تسمح لها.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني, "لذلك لا يمكن أن أضع نفسي في اوهام, ولكن تلك التحركات الدولية هي مساحة للعمل وعرض قضية الأسرى لكي يعلم بها الجميع ولكي نقوم بفضح كافة الممارسات والسياسات العنصرية الإسرائيلية تجاه الأسرى الفلسطينيين في السجون. "
وحول التحركات الفلسطينية الحالية على الساحة الدولية لعرض قضية الأسرى, أوضح فارس بأن "هناك لقاءات وزيارات مع جهات دولية تجري على قدم وساق, وهناك جهود من الجاليات الفلسطينية في الخارج, البرلمانيين في بلدانهم", لافتاً إلى أن هناك أيضاً مسعى من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي كلف به ممثل فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور وهو بفحص إمكانية التوجه لمحكمة العدل الدولية لطلب فتوى الوضع القانوني للأسرى الفلسطينيين.
وأضاف أن "هناك مشاورات وإستشارات في هذا الصدد مع العديد من الخبراء الدوليين, هذا بالإضافة إلى جهود القناصل والسفراء الفلسطينيين في دول العالم والذين يعملون بجهد حثيث في هذا الملف. "
وعن وجود حل جذري لوضع الأسرى في السجون الإسرائيلية, شدد رئيس نادي الأسير بالقول "لا توجد أي حلول جذرية, إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا بالكامل, لأنه هو من سبب المشكلة ولن تنتهي إلا بإنتهاءه."
ويأتي ذلك في حين بدأ الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء بتنفيذ أولى خطواتهم الاحتجاجية ضد سياسة الاحتلال في التعامل مع الأسرى بخوض إضراب مفتوح عن الطعام ليوم واحد.
وأكد فارس، في تصريح سابق لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" أن إضراب الأسرى جاء للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام داخل السجون، موضحاً بأن الإضراب سيكون ليوم واحد فقط في بعض السجون الإسرائيلية، وأن الأيام المقبلة قد تشهد خطوات تصعيديه أخرى في السجون إن استمر الاحتلال في مماطلته بملف الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام.
ولفت رئيس نادي الأسير، إلى أن الإضراب جاء للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهرين وهم"
وأكد فارس، أن وضع الأسرى المضربين الأربعة وهم (سامر البرق، وأيمن شراونة وحسن الصفدي وسامر العيساوي) بات خطير جداً، وبحاجة لتدخل دولي عاجل لإنقاذ حياتهم، مؤكداً أن سلطة الاحتلال تتعامل معهم باستهتار وفتور كبير.
وخاض الأسرى القدامى في سجون الاحتلال -وهم أسرى ما قبل اتفاق أوسلو- والبالغ عددهم 111 أسيرا، الخميس الماضي، إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة يوم واحد، كخطوة أولي لإثارة قضيتهم قبل البدء بخطوات تصعيديه.
وتحتجز إسرائيل في سجونها 4423 أسير موزعين على عشرين سجناً تفتقر إلى أدنى المقومات الصحية والإنسانية وفي ظل إجراءات وسياسات إسرائيلية تعسفية مذلة ومهينه تمارس بحقهم .
وحسب تقرير إحصائي صدر مؤخراً عن نادي الأسير الفلسطيني فأن إسرائيل مازلت تواصل احتجاز سبع أسيرات في "هشارون" بعضهن مضى على اعتقالهن عشرة سنوات. وتواصل كذلك احتجاز 167 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 18- 16 سنة، و43 طفل تقل أعمارهم عن 16 سنة.
ولفت التقرير إلى أن إسرائيل تحتجز 250 أسيرا إداريا حتى أواخر شهر تموز الماضي بعد أن كان عدد الأسرى الإداريين قبل نهاية العام الماضي 320 أسيرا إداريا ونتيجة للحراك الذي قاده الأسرى الإداريون على وجه الخصوص بإضراب عدد منهم تقلص العدد في منتصف هذا العام إلى 250 أسيرا .