راسم عبيدات يلقي محاضرتين عن التسامح والوحدة الوطنية في مدرسة المطران بالقدس

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
بدعوة من أمينة سر المكتبة لمى مستكلم سحار وبحضور مدير المدرسة عيد صادر والنائب باسمة خوري مديرة المدرسة الابتدائية وعدد من المعلمين وجميع طلبة الصفيين الخامس والسادس الابتدائي ألقى الكاتب الصحفي راسم عبيدات, يوم الخميس, محاضرتين عن التسامح والوحدة الوطنية.

وقال عبيدات بأن عرض الفيلم "براءة المسلمين" في أمريكا ونشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول والإسلام والمسلمين في مجلة فرنسية، لا تندرج تحت حرية الرأي والتعبير، بل هي تشكل تعدي صارخ على الرموز والمعتقدات الدينية، وهي مدانة ومرفوضة مسيحياً واسلامياً، ولا يجوز ومن غير الجائز والمقبول التعرض للرموز والمعتقدات الدينية لأتباع الديانات السماوية، بما يحقرها ويحط من شأنها أو يستهزئ بها ويتسبب بالأذى والإساءة لمشاعر أتباع تلك الديانات.

وأضاف بأن عرض الفيلم المسيء ونشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول وتجسيد شخصيته وتصوير الدين الإسلامي على انه دين "كراهية" أو بمثابة "السرطان" على حد زعم مخرج الفيلم سام باسيلي، يأتي في سياق مشروع فتنة طائفية تستهدف الوحدة الوطنية في مصر، حيث هناك من يقود الفتن الطائفية والعبث بالوحدة والجغرافيا العربية لصالح مشاريع مشبوهة هدفها تدمير النسيج المجتمعي العربي وإغراق البلدان العربية في الفتن الطائفية والمذهبية، وبما يفتت ويقسم ويجزئ ويذرر ويفكك جغرافيتها ويعيد تركيبها خدمة لإنتاج مشاريع استعمارية جديدة سايكس- بيكو جديد على أساس العوائد والثروات وليس الجغرافيا.

وشدد عبيدات على أن العرب المسيحيون ليسوا أقلية في بلدانهم، فهذا تقزيم لدورهم ولعروبتهم، وهم لعبوا دوراً رياديا وفاعلاً في المشروعين الفكري- الحضاري والتحرري- الوطني العربي وكان لهم إسهاماتهم الكبيرة في تلك الجوانب، على صعيد نشر الثقافة والوعي والمشاركة الفاعلة في العمل الوطني والسياسي، ويكفي أن نذكر منهم الكتاب والأدباء والشعراء قديما وحديثاً من امرؤ القيس الى طرفة بن العبد فالنابغة الذبياني وجبران خليل جبران وايلياء ابو ماضي والاخطل الصغير واسكندر البتجالي والراحلون اميل توما واميل حبيبي وادوارد سعيد، أما على الصعيد الوطني التحرري فهناك القادة الكبار الراحلون أمثال جورج حبش ووديع حداد وميشيل عفلق وقسطنطين زريق وانطون سعادة وجورج حاوي ونايف حواتمه وغيرهم الكثير الكثير من رجال الفكر والثقافة والسياسة، حتى في العمل الاستشهادي كان هناك البطل السوري جول جمال الذي فجر طوربيده المحمل بالمتفجرات في البارجة الفرنسية "جان دارك" وشطرها الى نصفين اثناء العدوان الثلاثي على مصر، وكذلك أثناء حملة التتريك التي شنها الأتراك على العالم العربي،فالأديرة حفظت للعرب كتبهم وتراثهم.

وختم عبيدات بالقول بأن من يسيء للأنبياء والرسل وبغض النظر عن ديانته لا يمكن ان يكون حجة على أتباع تلك الديانة، فهؤلاء يجري استغلالهم وتوظيفهم لخدمة أهداف وإغراض مشبوهة، إلا من هم مشبعين بالحقد والكراهية والعنصرية كحاخامات الحركة الصهيونية، داعياً الطلبة الى التمسك بهويتهم القومية العربية والحفاظ على وحدتهم الوطنية لأن الاحتلال من أجل ان يستمر في السيطرة علينا واحتلال أرضنا ونهب خيراتنا وثرواتنا، يوظف القضايا المذهبية والطائفية لخدمة أهدافه ومشاريعه، وقد لاقت تلك المحاضرات استحسان الطلبة وتفاعلوا معها،وشكرت السيدة سحار وإدارة المدرسة ممثلة بالأساتذة عيد صادر وباسمة خوري للكاتب الصحفي دوره على صعيد التعبئة والتوعية بالقضايا الوطنية والثقافية والتوعوية.

ومما تجدر الإشارة إليه أن تلك المحاضرات تأتي في سياق وإطار برنامج شامل لكل طلبة المدرسة بمختلف مراحلها يشتمل على محاضرات عن الوعي والحرية والثقافة والانتماء والهوية والأسرى والقدس وغيرها.