يعيش قطاع غزة اوضاعا معيشية مأساوية كما هو الحال في الضفة الغربية وحال اللاجئين الفلسطينيين في المنافي والشتات. فالغزيون يعانون الأمرين جراء سياسة الاحتلال الاسرائيلي والسلطة الحاكمة في القطاع التي تديرها حركة حماس والمتمثل بتفكك البنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعب الفلسطيني اضافة الى انقطاع الكهرباء وفرض الضرائب وغلاء الأسعار بأعلى مستويات وارتفاع نسب الفقر والبطالة، مما خلق حالة من الاحباط والمعاناة ورغبة لدى العديد من المواطنين مما دفعهم الى الهجرة الى الخارج هروبا من الواقع المرير. وكل ذلك أثر سلبا على أولويات النضال والمقاومة ضد الاحتلال لتصبح أولوية ثانوية ويصبح كل هم المواطنين توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة والعيش الكريم.
فمشكلة الكهرباء قديمة جديدة تشتد حينا وتهدأ حينا آخر نتيجة تفاقم انقطاع الكهرباء عن قطاع غزة بشكل كامل، رغم انه في الماضي كانت دواعي الحصار بعد القصف الاسرائيلي الذي تعرضت له شركة الكهرباء في منتصف 2006، والذي منع ادخال معدات لاصلاح او تطوير محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة نتيجة الحصار. ولكن الموضوع أصبح مغايرا بعد عدة أشهر من انتهاء الحرب الاسرائيلية على غزة، حيث أصبحت محطة توليد الكهرباء في غزة تساهم بانتاج 80 ميجا واط وتصل الى 100 ميجا واط اضافة الى 22 ميجا واط عبر خطين يأتيان من مصر يغذيان جزء كبير من رفح جنوب قطاع غزة، والوقود الاسرائيلي (120 ميجا واط) اضافة الى الوقود القطري في شهر 4/2012 الذي قدرت كميته بـ30 ألف طن.
قطاع غزة بحاجة الى 300 ميجا واط في أوقات الذروة، وتنخفض الى 270 ميجا واط في الأوقات العادية، بينما الطاقة المتوفرة في القطاع هي 217 ميجا واط أي بنقص يصل الى 53-83 ميجا واط، بينما تستقطع وزارة المالية في رام الله مبلغ 170 شيكلا عن موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة ويقدر بـ10 مليون شيكل شهريا، بينما تستقطع الحكومة المقالة من موظفيها في غزة حوالي 3.5 مليون شيكل.
ولكن ما يبدو مستغربا انه رغم ان النقص في كمية الكهرباء يصل الى 53 ميجا واط إلا أن ساعات فصل التيار الكهربائي تصل ما بين 8 ساعات بالحد الأدنى الى 16 ساعة بالحد الأقصى يوميا رغم استقطاع 13.5 مليون شيكل عن الموظفين في قطاع غزة ناهيك عن الفئات الأخرى، ليدفعنا الى التساؤل، هل المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية تدفع فواتيرها المستحقة عليها؟؟.
فمشكلة الكهرباء تضغط على كاهل المواطنين الغزيين وتزيد من معاناتهم اضافة الى القضايا الأخرى، فالأمر لا يتوقف على دفع الغزيين قيمة فاتورة الكهرباء فقط ولكنهم يدفعون فاتورة وقود مولداتهم الكهربائية وقد يدفعون بحياتهم نتيجة الحرائق الناجمة عن المولدات الكهربائية.
وأخيراً نتساءل، لماذا تقوم شركة الكهرباء بفصل التيار الكهربائي لفترات طويلة؟، وهل مشكلة الكهرباء مفتعلة أم هي حقيقية؟؟ وهل ضمان استمرار تدفق قوافل المساعدات والمعونات الى قطاع غزة مرهون بابقاء غزة تعيش المعاناة والحصار؟؟!!.
· كاتب وصحافي فلسطيني- قطاع غزة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت