قـريـة قـليلـة الـعـدد تتـصـدر قـوائـم الضـفـة

سلفيت – وكالة قدس نت للأنباء
يعد الأوراق المعلقة على الحائط أكثر من مرة ...يعيد قراءتها عدة مرات ... لم يصدق ما رأته عيناه... كان في صراع مع ذاته...دون شعورضرب كفيه... ليخرج صوتا جعلته في صحوته مرددا أنا لست بحلم ... الأسماء الموجودة في هذه القوائم ليست بوهمية...يسير نحو باب مجلسه القروي بخطى مترددة ليعود الصراع الى "أبواحمد" من قرية قيرة شمال سلفيت مرة أخرى...

وما أن إنتهى من شحن كرت الكهرباء وجهنا له سؤال عن رأيه بالإنتخابات وتهيئة المواطنين لها, تحدث إلينا بدهشة وإستغراب قائلا": أنا لست راضيا عن الوضع الذي يحدث في قريتنا , وعدد سكانها لم يتجاوز الألف والمئتين نسمة, وتسع قوائم تشارك في إنتخابات مجلس قروي, وهذا شيء غريب لم يحدث من قبل, ويضيف"أبواحمد" قائلا": في القرية سبع عائلات والمرشحين تسع قوائم حتى المعادلة هنا صعبة جدا, وأنا تفاجئت عند رؤيتي للقوائم المعلقه على الحائط, لأنني كنت أعلم أن هناك توافق, وهناك تحركات من أجل قائمة واحدة تحتوي على أعضاء من جميع العائلات تكون توافقية من قبل جميع الأهالي, ولم أعرف ماذا حدث لتخرج قريتنا بتسع قوائم ولهذا السبب لا أريد المشاركة في الإقتراع" .

وما أن إنتهينا من الحديث مع أبو أحمد إلتقينا بالمواطنة "س", بصوتها المبحوح أخذت تحدثنا قائلة": سأشارك بالإنتخابات بالرغم من عدم رضاي عن الوضع في قريتي، المرشحين كثر والقوائم كثر بالنسبة لعدد السكان من ناحية وعدد من يحق لهم بالإقتراع من ناحية أخرى, وتكمل "س": أنا خائفة من يوم الإقتراع من حدوث مشاكل عائلية وما ينجم عنها من كراهية بين الأقارب " .

الطالب "ف" يعبر عن رأيه قائلا": ما حدث في قريتنا لم يحدث في قرى أخرى, لدرجة أنني أتلقى تعليقات من قبل طلاب الجامعة , قرية لا يتعدى سكانها 1200 نسمة وفيها 7 عائلات ويترشح فيها 9 قوائم!!! ,وهذا لم يحدث في بلدات كبرى كالخليل ونابلس، ويضيف": يعود هذا الى عدم التوافق بالرغم من الإجتماعات التي حدثت لفترة طويلة, مع العلم أنه تم الإتفاق في آخر أيام الترشح على قائمة واحدة, اعضاءها من كافة العائلات, ولكن لم أعرف ما الذي حدث ؟؟" .

المواطن "أ" أحد مرشحي القوائم تحدث لنا عن رأيه قائلا":ترشحت لخدمة قريتي، أريد أن أضع تجربتي في خدمة قريتي وتطوير مؤسساتها, وأن أكون مع وبين أهالي القرية، ويضيف قائلا": في الحقيقة أنا تفاجئت كثيرا في عدد القوائم وعدد المرشحين بالنسبة لصغر قريتي من حيث الحجم وعدد السكان,ولا أعلم على ماذا يدل ذلك, هل هي الديموقرطية أم أنه خلافات عائلية وحزبية,ويكمل"كنا متفقين على أن تكون قائمة واحدة توافقية تضم جميع العائلات والفصائل ولكن تغيرت الموازين ولا أعرف ما هو السبب".

ومن ناحية أخرى زرنا موقع لجنة الانتخابات المركزية وقمنا بعملية حسابية ما بين مدينة الخليل وقرية قيرة ,فعدد سكان الخليل حسب الموقع 196720 , وعدد الناخبين أي المسجلين في سجل الناخبين 59509 , وعدد مقاعد المجلس البلدي 15 مقعدا وعدد مراكز الإقتراع 37 مركزا وترشح فيها 6 قوائم, مجموع المرشحين 66 مرشحا بينما قيرة عدد سكانها 1269 حسب الإحصائية , وعدد الناخبين المدرجة أسمائهم في السجل 675 ,وعدد أعضاء المجلس 9 والقوائم 9 وعدد المرشحين 47 مرشح ومركز واحد للأقتراع.

وعدد المرشحين بالنسبة لعدد الناخبين في مدينة الخليل ,كل عشرة الآف ناخب لهم 11 مرشح , وعدد القوائم بالنسبة لعدد الناخبين كل عشرة الآف لهم قائمة , وعدد المرشحين بالنسبة لعدد السكان كل مئة الف لهم 33 مرشح , بينما في قرية قيرة كل مئة ناخب لهم 7 مرشحين, وكل الف ناخب لهم 13 قائمة اي تقريبا كل مئة ناخب لهم قائمة , وعدد المرشحين بالنسبة لعددالسكان في قيرة كل مئة مواطن له 4 مرشحين.

أما بالنسبة لعدد السكان وعدد المقاعد في الخليل فكل 13 الف مواطن لهم مقعدا واحد، بينما في قيرة كل 141 مواطن لهم مقعدا.. وبهذا تكون قرية قيرة تفوق المدن والقرى من حيث عدد القوائم المترشحة للتنافس في الانتخابات المحلية ... فلننتظر نتائجها

تقرير:عهود الخفش