والدة الأسير "أبو حبل"... نموذج تحدي يُدرس ومعاناة من نوع آخر ...

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
مثلت والدة الأسير"عبد الكريم أبو حبل " نموذجاً للأم الفلسطينية التي تحملت متاعب ومعاناة القضية الفلسطينية، حالها كحال باقي الأمهات اللواتي ضحين في فلذات أكبادهن من أجل أن يحيا الوطن، من أجل القدس، ومن أجل مسيرة التحرير الطويلة كما قالت، فلم يعجزها الاحتلال الإسرائيلي رغم ما أصابها فقد أعتقل أبنها وسقط الآخر شهيداً والثالث جريحاً.

والدة الأسير" أبو حبل" تقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" طارق الزعنون :" أن ابنها " عبد الكريم " اعتقلته قوات الاحتلال خلال اجتياح لشمال قطاع غزة في أوائل عام 2004 م ، في حينها لم يكن يبلغ عمره (14) عاماً ،حيث وضع في سجن " هشارون " سيء السمعة الذي يضم الأسري الفلسطينيين القاصرين، حيث تنتشر في هذا السجن الحشرات والرطوبة بالإضافة لعدم توفير أمكان تهويه جيده لغرف الأسرى" .

وتتابع قولها "أنه تم حكم " عبد الكريم" (9) أعوام، من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، ومنذ لحظة اعتقاله حتى اليوم لم تراه إلا مرتين بعد سياسة رفض الزيارات التي يقوم فيها الاحتلال لأهالي الأسرى الفلسطينيين، ومن خلال التنسيق الطويل والمستمر مع لجنة الصليب الأحمر الدولية تمكنت من زيارته فقد تغيرت ملامح الطفل وتغير مكان سجنه ".

وتضيف أن " عبد الكريم " يمضى بقيت محكومتيه في سجن بئر السبع بعدما كبر حيث يبلغ عمره الآن (22) عاماً، وتنتظر في بالغ الصبر والشوق بأن تأتى لحظة الإفراج حتى تعانقه بعد سنوات الحرمان المتواصلة .

والدة الأسير " أبو حبل " لم يكن غياب أبنها " عبد الكريم " في سجون الاحتلال فقط ما أصابها فقد سقط أحد أبنائها "محمود أبو حبل" شهيداً خلال قصف لأحد مواقع المقاومة في شمال القطاع في عام 2006م , وما أن أفتحت عيناها حتى صدمت في إصابة أبنها ( أحمد ) في قصف آخر في العام الذي يليه تسبب له في بتر ساقيه الاثنتان ليمضي بقية حياته على كرسي متحرك .

وتقول والدة الشهيد والأسير والجريح " أبو حبل " أن الله رزقها في 6 أبناء، ومستعدة بان تقدمهم جميعاً من أجل الوطن محتسبتاً آجرها عند الله سبحانه وتعالى، ووجهت رسالة إلى الفصائل الفلسطينية بضرورة إنهاء الانقسام حفاظاً على دماء الشهداء ومن أجل آلاف الأسرى الذين ما زالوا يقبعون خلف قضبان السجون، وناشدتهم بالابتعاد عن المصالح الحزبية .

ونشير بأن والدة الأسير " عبد الكريم " لا تترك مناسبة أو اعتصام للأسرى الفلسطينيين إلا وتكون من أوائل الحاضرين والمساندين، فرغم ما أصابها إلا أن الاحتلال لم ينل من عزيمتها، فتجدها تمسك بالعلم الفلسطيني وتردد الشعارات رغم سنها الذي تجاوز الخمسون عاماً .