العالم نحو الثالثة ..ونَحنُ (حماس حَفرتْ وفتح كفرَتْ )
بدون أدنى شك أنه على مدار التاريخ كانت الحروب هي الفاصل بين ماضي الأمم وحاضرها ومستقبلها , فرأينا كيف أن أمماً إندثرت وأمماً ظهرت وصعدت بعد كل حرب
ولو نظرنا إلى نتائج الحرب العالمية الثانية لوجدنا كيف إنهارت دولة الخلافة الإسلامية و صعدت بريطانيا وأصبحت دولة عظمى ومن خلالها ظهرت إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وتراجعت الأمة العربية حتى وصلت إلى أسفل سافلين
ولو تفكرنا في مراحل القرن الماضي لوجدنا كيف أننا كأمة عربية وإسلامية حبانا الله بكل مقومات القوة التي لو إستفدنا منها وطورناها بالعلم والمعرفة والإيمان لما وصل حالنا إلى من نحن فيه الان ,ولما استطاعت إسرائيل أن تسيطر وتدمر وتقهر العرب مجتمعين ,
ولكن الله تعالى أراد أن يمتحننا من خلال كل ما جرى في منطقتنا وخاصة في صراعنا مع الذين إغتصبوا أرضنا ومقدساتنا , فعلم من منا المجاهدون والصابرون ومن منا المنافقون والخائنون ..ولله في خلقه شؤون .
الان إنتهت مرحلة من مراحل تاريخنا المعاصر’ وإنا على يقن بأننا على أبواب مرحلة أخرى
وحرب ثالثة حتمية لأنه لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه الان وقد نضجت الأمور واتضحت الصورة تماماً واستوت على الجودي ,وما عاد هناك ما يقال إلا (فرجك يا الله)
مقدمات بسيطة لنتائج ضخمة
عندما قلنا أن (الزلزال هو الحل ) كان هذا قبل أن يحرق البوعزيزي نفسه قبل أن ينخلع زين العابدين , قبل أن يخطر على بال أحد بأن مبارك سيرحل وقبل أن نُفكر أن ملك الملوك في إفريقيا يمكن أن يذهب مع الريح وفي قفاه دخلت عصا ة زنقة زنقة
وقبل أن تشتعل سوريا بنار الجحيم الذي أكل الأخضر واليابس
مرت جميع أزمات المنطقة وها نحن ما زلنا نراوح في سوريا التي هلك بها الحرث والنسل والبشر والحجر , ونحن نرى هذا الشعب الذي كان يعيش حياته سخاءً رخاءً متحاباً كيف إنقلبت حياتهم إلى جحيم لا يطاق .!
كلنا في العالم العربي نعيش حياتنا العادية رغم ما يجري من حولنا من كوارث وكأن ما يجري في كوكب المريخ , وما زلنا نتحاور على مسائل عادية وكيف نطور حياتنا ومستقبل أولادنا
ولم نفكر بأن لا مستقبل لأحد لأن المسألة لن تقف عند حدود سوريا التي يعتقد البعض أنها مسألة نظام يجب أن ينتهي وخلاص .. وكل صاحب عقل يدرك تماماً أن لا خلاص من الكارثة الكبرى التي لن يسلم منها أحد ربما في العالم , وكلٌ سأكل نصيبه حسب ما قدر الله له وستتغير معالم كثيرة وصور كثيرة وشخوص أكثر , ولن يكون بعد هذه الكارثة ما قبلها على الإطلاق .
في ظل هذا الظلم الذي يمارس على منطقتنا والذي تتحكم به أمريكا وإسرائيل وقضية فلسطين تتراجع حتى أصبحت في مؤخرة قضايا المنطقة
ويظن البعض أن دول العالم سيستيقظ ضميرهم فجأة في هيئة الأمم
وستتفرغ الجمعية العمومية ومجلس الأمن من أجل عيوننا وتصدر قرارا ً بالبند الثامن وليس السابع, فترسل جيوشها لإرغام إسرائيل على ترك فلسطين لأهلها وإقامة دولة فلسطينية .
نتحاور نكتب نندب نناشد نحلل نقبح نجمل نئول نتخيل نحلم .. ماشي هل سنستيقظ .!
هل نستيقظ لنرى الحقيقة .!
والحقيقة تقول التالي ...
أننا في الوقت الضائع .. الوقت الذي ما عاد أحد يسأل عنا وعن قضيتنا , ليس لأننا ضعفاء فقط ولا لأننا سلمنا آخر رصاصة ولا آخر حجر ولا حتى آخر صرخة .. ( كاتم صوت )
بل لأن العالم مشغول ..نعم مشغول
مشغول بتحولات إستراتيجية ضرورية لإستمرار بقائهم كدول كبرى متقدمة متطورة
أمريكا وأروبا وروسيا والصين الجميع منهمك لتقرير مستقبله
فالتضخم الذي نتج عنه كارثة إقتصادية بدأت من أمريكا وشملت أوروبا عبرت عن نفسها بقوة لفترة محدودة وكأنها إنتهت مع الكرم الخليجي الذي منحهم المليارات ..وأفقر شعوب المنطقة
لا بل أضعف دخول أبناء الخليج واقتطع من رفاهيتهم وحياتهم التي كانوا يتنعمون بها
فهي أزمة لم تنته ولكنها تحت الرماد تشتعل وتتفاعل لتنفجر حتماً
لأن كل أموال الخليج وأرصدتهم التي إستنفذوها لم تنقذهم ولن تنقذهم ,لأنهم أنفقوا بلا حساب
وتطاولوا على قوانين الله في الإنفاق والحروب التي إستهلكت الكثير
والكل يحاول النجاة بنفسه من هذه الكارثة حتى الصين الصاعدة حسب الخبراء فهي في حالة قلق جراء الغيرة والحسد وما يدبر لها في الخفاء .
ما يجري هذه الأيام في منطقتنا ماهو إلا صراع على النفوذ من أجل الفوز بالغنيمة الكبرى
البترول و( الغاز) وثروات ضخمة ما زالت قيد الحظر على شعوب المنطقة ,
هكذا خرجت نتائج الدراسات والبحوث, بأن لا حل ولا مستقبل للعالم إلا في منطقتنا العربية
ويجب تقسيمها ليسهل إمتصاصها وتثبيت قواعدهم " وحارسهم إسرائيل جاهز "
فما يجري في سوريا ليس كما يدعون حماية الشعب السوري وإنقاذه , بل هو صراع دولي على المنطقة , وهناك عوائق لكل أطراف النزاع , ويحاولون التفاهم على كيفية الحصص
ولكن على ما يبدو أن الطمع سيد الموقف ..فلا بد من كسر العظم .
فالعالم مشغول بتحضيرات ضخمة يتم إعدادها لحرب شاملة ربما سيكون عنوانها الحرب على إيران , ولكنها ستأكل كل شي
نعود إلى قضية فلسطين
رغم كل ما يجري في المنطقة لم نسمع مسؤولاً يشير إلى شيء من هذا القبيل أو يحذر وينبه لما هو قادم , على الأقل يشير إلى كيفية المحافظة على معنويات الناس أمام ما هو قادم
بجد أنا مش قادر أستوعب كيف قادتنا يفكرون ..! إسرائيل تجهز لحرب ..مناورات
تحضيرات .. جاهزية قصوى .. والعالم مستنفر ..بوارج حاملات طائرات . بحارنا ومياهنا
السفن والزوارق الحربية تصول وتجول وتتحضرلأمر آت , وكأننا نعيش في كوكب آخر ,
ما زال بعضنا في فلسطين يعتقد أن العالم مشغول بنا وبقضيتنا , والجامعة العربية منهمكة بهذا الموضوع وكأنها ستحرر فلسطين
ربما سيصدر قراراً مخدراً لنا مع دعم مالي لا يسمن ولا يغني وهو في سياق
( خذ وريحنا بسكوتك ... إهدأ مش فاضين لك )
هل نفكر نحن كفلسطينيين بمستقبلنا , أو بما سيكون عليه حالنا مع ما سيجري في المنطقة وفي العالم حتى ..ّ هل من أحد يرشد شعبه لكيفية التحول التأقلم مع المستجدات والمتغيرات القادمة , لا نقول بأن نجهز أنفسنا لحرب بل على الأقل لكي يدافع الناس عن بيوتهم وأنفسهم
بلاش يدافعوا أليس جديرا بأن نسمع موعظة من عالم من علمائنا عن كيفية الرجوع إلى الله والتوبة التي تأتي عن قناعة قبل أن تأتي فجأة والموت في كل مكان
أين الهباش من كل هذا .. أليس من واجبه أن يدعوا العلماء لتهيئة الناس ليوم ربما يكون من أشد ما مر على الأمة .. ولا الهباش مش فاضي ..!
يالله إهبش يا هباش ولله ما انت داري عن حالك , حتى تدرى عن شعبك ..!
للأسف كل ما نفكر به ماذا قال ليبرمان , أو ما قالته كلينتون , ويا ريت حتى .!
ماذا قال أبو زهري ..ماذا قال محمد رشيد ..وشو قال الضميري ..!
لا وكمان اليوم في خبرية طازة بتولع المنطقة ...
هي ولكم.. شفتو.. حماس عامله سجون تحت الأرض في الضفة .. (مش بعيد )
إنتم ما دريتوا .. فتح بتحضر حالها تحتل غزة ..( مش قريب )
بجد صرنا مصخرة بعد ما كنا مفخرة
على الأقل العلم كان ينظر لنا بإنبهار لصورة ( الطفل فارس أمام دبابة )
اليوم كيف لأحد أن يعيرنا أنتباهةً و ليس لنا صورة أمام ذُبابة .!
نحن اليوم في وضع ما مر َ على أمة من الأمم وقد ضاعت منا الهمم
نشكوا ضعفنا وقلة حيلتنا.. يا ليت إلى الله... بل لأعداء الله
فكيف لنا أن تقوم لنا قائمة والنخوة فينا نائمة
ضاعت القدس ,ونحن ننتظر العون من أعداء محمد
ضاعت الضفة ونحن ننتظر العون من المستوطنين لعل وعسى أن تأتيهم وخزة ضمير
فيتركوا لنا جبل أبو غنيم وأرائيل وكل ما بنوه
بتنا نندب حظنا مع بداية كل شهر وشعبنا يقف على رجل واحدة ينظر إلى السماء لعلها تمطر شواكلاً ودولارات
سيقول البعض أنت متشائم ..لا بل أنت مُحبطاً للعزائم "
أنا لست متشائما ً ولا محبطاً بدليل أني سأقول لكم ..الفرج قريب وعندي الدليل
ألا ترون الموت في الشام بالمئات ... والدمار في البيوت والعمارات
وأشلاء الأطفال وإنفجارات .. وشردت الخلائق في الطرقات , وزعمائهم يبتسمون على الفضائيات ... وكأن ما يجري مسرحيات .. أقول لكم النصر آت آت أت
وربنا راح يفرجها بلحظة واحدة وما تتعجبوا ولنا في التاريخ عبرة
ممكن أحد يقول من وين جائك هذا التفائل ..!
هل العالم سيتغير .. وسيستيقظ ضمير أمريكا وبريطانيا ووالخ .!
أقول لكم نعم سيتيقظ الضمير العالمي كله وستعلمون أنه جاء الفرج مع بداية أول صاروخ
عابر للحارات , وعندما تمتلي السماء شهباً وجمرات , وبعد أن تلتهب الأرض وتسقط الثمرات
ونرى الموت بالمليارات
صدقوني ... من يبقى بعدها على قيد الحياة
فسيعلم بأن الفرج والنصر آت ..آت
فلا تحزنوا على الذي فات .. فالصبر الصبر.. والثبات الثبات
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت