مدريد- وكالة قدس نت للأنباء
قطع نادي برشلونة الشك باليقين، وأكد رسمياً توجيه الدعوة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لملعب "كامب نو" الخاص بالنادي، لتكريمه على هامش "الكلاسيكو" القادم الذي سيجمعه بغريمه التقليدي ريال مدريد في السابع من الشهر المقبل، في وقت أكدت صحف إسرائيلية الخبر، وسط استنكار فلسطيني وعربي واسع.
وأكد كارليس فيلاروبي، نائب رئيس النادي الكاتالوني أن شاليط سيكون حاضراً في "كامب نو" على هامش مباراة الريال، موضحاً أن الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيراً في غزة هو من طلب حضور اللقاء، وتمت الموافقة على ذلك.
وكانت "العربية.نت" قد نقلت أول من أمس عن صحيفة "ليبرتاد ديجيتال" الإسبانية، تأكيدها حضور شاليط للمباراة، حيث سيتم تكريمه، لكن برشلونة لم يعقب على الخبر بشكل رسمي، قبل أن تأتي تصريحات فيلاروبي، لتحسم الأمر وتؤكد ما كان عشاق النادي الكاتالوني يتمنون أنه محض "شائعة".
وذكرت الصحيفة أن الجندي الإسرائيلي أمضى سنوات احتجازه بغزة، في وقت كان العصر الذهبي لبرشلونة قد بدأ للتو مع المدرب بيب غوارديولا، إذ إنه وقع في الأسر عام 2006، ومنذ ذلك الحين حتى الإفراج عنه توج النادي الكاتلوني بعدد كبير من البطولات المحلية والأوروبية.
وأقر فيلاروبي بأنه أشرف بنفسه على المفاوضات مع شاليط بعد أن طلب الأخير مشاهدة "الكلاسيكو" المقبل في الجولة السابعة من الدوري الإسباني، وبرر نائب رئيس النادي قبول الدعوة قائلاً إن "برشلونة يشكل نقطة التقاء للشعوب، وليس للتناحر بينهم".
وأضاف بحسب وكالة الأنباء الإسبانية "برشلونة عرض مقعداً على شاليط في المقصورة، لكن الجندي الإسرائيلي رفض، وطلب الجلوس بمقعد قريب من الملعب، كما سيتم إعداد فيلم وثائقي عن الزيارة".
وشدد المسؤول على أن موقف ناديه من النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي يعتمد على "التوافق وتنسيق الجهود بين الطرفين"، معيداً إلى الأذهان دعوة برشلونة لإقامة مباراة مع منتخب مكون من لاعبين فلسطينيين وإسرائيليين عام 2005.
وخيب قرار برشلونة آمال الجماهير العربية، التي وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة مثالية للتعبير عن رفضها تكريم الجندي الإسرائيلي، باعتبار أنه أُسر لدى المقاومة الفلسطينية بينما كان يقتل الأطفال الفلسطينيين في غزة، ولا يجدر تكريمه على ذلك.
وفي المقابل، لم يكترث كثير من المشجعين العرب كثيراً، وأكدوا أن الأمر لا يبدو مستغرباً من برشلونة أو غيره، في ظل العلاقات الوطيدة بين تلك الأندية والدوائر الإسرائيلية التي تجيد تسويق نفسها بشكل جيد، مشددين على ضرورة التحلي بالواقعية وعدم تصديق أن برشلونة أقرب للعرب من غيرهم.
وكانت مؤسسات وجمعيات حقوقية ناشطة في إقليم كاتالونيا، قد عبرت بدورها عن استيائها من دعوة برشلونة شاليط، وطالبت النادي بالتراجع عن القرار، الذي لا ينسجم – حسب رأيها - مع أهداف النادي الذي يعبر عن الإقليم المطالب بالانفصال عن إسبانيا، وتعرف القضية الفلسطينية داخله تأييداً واسعاً.
وفي الأراضي الفلسطينية، عبرت وزارة الشباب والرياضة بغزة، عن استنكارها للخطوة التي أعلنها نادي برشلونة الإسباني بدعوته لتكريم شاليط، وأكدت أن ما سيقدم عليه برشلونة يمثل صفعة لجماهيره في العالم العربي والإسلامي، وخطوة استفزازية لمشاعر الجماهير الفلسطينية التي تعشق النادي وتتابع جميع مبارياته.
وأوضحت الوزارة أهمية المشاركة في حملات رفض تكريم شاليط، والتأكيد على أنه جندي محتل شارك في مهاجمة الأطفال والنساء، وترويع الأبرياء في قطاع غزة، التي اختطف من حدودها وهو يعتلي دبابة إسرائيلية، طبقاً لما أكدته الوزارة.