غزة / الاسكندرية - وكالة قدس نت للأنباء
تواصلت لليوم الرابع على التوالي في مدينة أبو قير الشبابية بمحافظة الاسكندرية المصرية فعاليات مخيم إعداد القادة والذي تشرف عليه مؤسسة ابداع للأبحاث والدراسات والتدريب، بمشاركة أكثر من مائة وثمانين شاباً فلسطينيا حيث استضاف المخيم عددا من القيادات الفكرية والسياسية إضافة إلى نخبة من العلماء والفنانين والخبراء من مختلف الدول العربية، فيما اشتمل الجدول التدريبي في المخيم على أنشطة رياضية وثقافية متنوعة بهدف اكتشاف الطاقات الابداعية لدي المشاركين في المخيم من الشباب الفلسطيني.
فقد نظمت إدارة المخيم لقاءا سياسيا بحضور الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اعتبر خلاله أن إقامة مثل هذه المخيمات خارج فلسطين كان يعتبر حلما للشباب الفلسطيني في السنوات الماضية، متمنيا أن يكون هذا المخيم باكورة مخيمات أخرى للشباب الفلسطيني، كما وأعرب عن تفاؤله بأن المستقبل يبشر بالخير للشباب الفلسطيني.
من جانب آخر أشار أبو مرزوق إلى أن المؤسسات التدريبية الفلسطينية بحاجة إلى وضع أفكار إبداعية يستطيع الشباب الفلسطيني من خلالها تعزيز قدراته الفكرية والإبداعية، كما وجه تحية إلى الشباب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده معربا عن قناعته بأن الشباب المبدع هم أمل الأمة وكنزها الثمين.
أما الدكتور صلاح سلطان رئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فقد ألقى محاضرة فكرية في المخيم تحت عنوان التوازن في إعداد القادة الربانيين، اعتبر خلالها أن واجبات القائد هي الموازنة ما بين الواجبات التربوية للنفس والدعوية للمجتمع، مضيفا بأن القائد الناجح هو الذي يجمع بين دقة الاتباع، وجودة الإبداع، وتوظيف الطاقات في خطة عمل واضحة ومتكاملة، كما أعرب الدكتور سلطان عن سعادته الغامرة بتواجد هذا الكم من الشباب الفلسطيني في مخيم تنموي تدريبي فوق أرض مصر.
من جانب آخر فقد استقبل مخيم إعداد القادة وفدا قياديا من جماعة الإخوان المسلمين في مصر برئاسة الأستاذ محمد حسين عيسى أحد قيادات ورموز جماعة الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية، والذي رحب بدوره بتواجد الشباب الفلسطيني بين أهلهم وإخوانهم من أبناء مصر، مؤكدا بأن الحدود التي تحول دون التقاء أبناء الأمة العربية والإسلامية بعضهم ببعض هي حدود وهمية لا قيمة لها، وأن الأمة الإسلامية ستبقى متماسكة وموحدة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
كما استضاف المخيم في لقاء خاص وكيل لجنة الصحة في مجلس الشعب المصري والسياسي المشهور الدكتور حسن البرنس والذي تحدث حول واقع مصر السياسي ودورها المستقبلي، وأوضح بأن التحديات التي تواجه مصر هي تحديات جسام، وأن مصر تسير بخطى واثقة نحو استعادة ريادتها ودورها التاريخي في قيادة الأمة، كما ذكر البرنس بعضا من إنجازات الحكومة المصرية خلال الفترة السابقة، ومنها حملة المائة يوم ودعم الخبز وحل مشكلات المرور والطاقة وغيرها من المنجزات.
كما شهد مخيم إعداد القادة عدة لقاءات فكرية وتنموية متنوعة كان منها اللقاء التدريبي الذي عقده المفكر والكاتب المصري الدكتور جمال ماضي الخبير في التنمية البشرية والذي عقد لقاءا تدريبيا مع أعضاء المخيم حول مهارات غرس المفاهيم والقيم في نفوس الآخرين تحدث خلاله حول أساليب الإقناع العقلي ووسائل تغيير المفاهيم والسلوكيات، كما أكد على أن تغيير المفاهيم يبدأ من تخلق الإنسان بالأخلاق الإسلامية وأن اكتساب تلك المهارات إنما يقوم على أسس علمية.
أما المدرب الدولي الدكتور أشرف درويش الخبير في فكر النهضة فقد وجه دعوة للشباب الفلسطيني حثه خلالها على ضرورة المشاركة في مشروع النهضة العربي، كما وأضاف خلال محاضرة ألقاها تحت عنوان مشروع وقوانين النهضة بأن تطبيق مشروع النهضة ضروري جدا لانتشال الأمة من حالة الضياع التي عانت منها فترة طويلة بعد خفوت أضواء الحضارة الاسلامية المعاصرة.
وأشار درويش الي أهمية مشاركة الشباب العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص في الندوات الفكرية والمحاضرات التثقيفية المتخصصة في فكر النهضة، لما لهذا الفكر من فوائد وإيجابيات تعود بالنفع العام على القيادات الفلسطينية الشابة. وتطرق درويش الي المقارنة الفكرية بين الحضارات سواء أكانت في المشرق الإسلامي أو المغرب الأوربي موضحا الاسباب التي أدت إلي سقوط بعض الحضارات ورقي حضارات أخرى على أنقاضها.
كما وألقى الخبير اللبناني في التنمية البشرية الدكتور عبد الحليم زيدان محاضرة حول دور برامج التدريب القيادي في مشروع النهضة أوضح خلالها المراحل التي مر بها التدريب في الماضي والحاضر والمستقبل وقدم خلالها شرحاً وافيا حول المهارات التدريبية التي يحتاجها الشاب القائد. كما اعتبر ان التدريب هو رسالة للارتقاء بالأجيال.
من جانب آخر استضاف المخيم الدكتور أحمد الحمادي أستاذ التفسير في جامعة قطر والذي أكد خلال كلمته أمام الشباب الفلسطيني حول دور الشاب المسلم المطلوب لخدمة قضيته ووطنه مؤكدا على أهمية الرسالة التي يحملها هؤلاء الشباب.
كذلك استقبل مخيم إعداد القادة الشبابي عدة وفود زائرة كان من بينها وفد شبابي ماليزي يتواجد في جمهورية مصر، حيث ألقى الشاب الماليزي عبد المعين عبد المنان كلمة الوفد أمام المشاركين في المخيم أكد خلالها دعم الشعب الماليزي لفلسطين ولقضيته العادلة، كما استضاف المخيم وفدا من لجنة دعم الشعب الفلسطيني في الاسكندرية، ووفدا ثالثا برئاسة الفنان المصري الأستاذ وجدي العربي الذي قدم للترحيب بالشباب الفلسطيني، كما استقبل المخيم خبير التنمية البشرية في التخطيط الاستراتيجي ورجل الأعمال الأستاذ محمد محمود الذي أعرب عن سعادته بتواجد شباب فلسطين على أرض الاسكندرية.
كما شهد المخيم تنظيم جولة ميدانية للمشاركين في المخيم على مختلف معالم محافظة الاسكندرية ضمت مكتبة الاسكندرية الشهيرة ومسجد القائد إبراهيم إضافة إلى معالم أثرية وتاريخية عديدة في المدينة.
من ناحيته فقد رحب ماجد الزبدة الناطق الإعلامي باسم المخيم بكافة الوفود والشخصيات الزائرة معربا عن سعادته واخوانه المشاركين لما وجدوه من ترحيب كبير من قبل الأشقاء المصريين، كما وأشار بأن الفعاليات المنعقدة داخل المخيم تهدف إلى تحقيق عدة أهداف تربوية وفكرية، مضيفا بأن البعد التنموي هو أحد الجوانب المهمة في رسالة المخيم وهو الأمر الذي يتم تحقيقه من خلال تتابع توافد الخبراء الدوليون إلى المخيم ومشاركتهم الفاعلة في تنفيذ أنشطة وبرامج المخيم التنموية والفكرية.
بدوره أوضح المشارك في المخيم معين الناعوق بأن المخيم حقق نجاحا كبيرا من خلال توافد الشخصيات المعروفة إلى المخيم وكذلك المشاركة الواسعة من قبل الشباب الغزى خصوصا بعد فترة طويله من الحصار ومنع الفعاليات الشبابية من الاستفادة الثقافية وتبادل الخبرات معتبرا ان اختلاف الفئات العمرية المشاركة في المخيم قد ساعد كثيرا في الاستفادة من خبرات الاخرين.
أما محمد اللولو المشارك في المخيم فقد أفاد " بأن فكرة عقد المخيم خارج حدود الوطن تعزز فكرة القدرة على التحمل خاصة أن المكان الذي عقد فيه المخيم يبتعد كثيرا عن مدينة غزة مضيفا ان هذا المخيم قد حقق العديد من الفوائد بالنسبة إليه ومنها التربية على الانضباط وتنمية المهارات .
يجدر الذكر أن غالبية المشاركين في المخيم تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والعشرين وحتى سن الأربعين عاما