خطاب أبو مازن ما بين الضعف والقوة ...!

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تباينت وجهات نظر المحللين السياسيين الفلسطينيين حول تفسير قوة خطاب الرئيس محمود عباس (أبو مازن)الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما إعتبر الكتاب والمحلل السياسي إبراهيم أبراش أن الخطاب لم يكن بقوة الخطاب السابق في العام الماضي، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إنه "خطاب هجومي وغير مسبوق فقد بدأ بالتركيز على المحاور الأساسية الخطيرة التي تتحمل إسرائيل مسئوليتها".

ويقول الكتاب والمحلل أبراش في حديث لوكالة قدس نت للأنباء "الكل كان يترقب الخطاب ولكن لم يكن كقوة الخطاب السابق في سبتمبر الماضي وبالتالي نلاحظ أن الشارع الفلسطيني لم يكن مهتماً كما في الخطاب السابق ويبدو بسبب النكسة أو فشل التجربة الأولى في سبتمبر الماضي جعلت الناس لا يراهنوا كثيراً في هذه المرة إضافة لوجود فرق بين أن يذهب الرئيس للمطالبة بدولة كاملة في الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن، وأن يطالب بدولة ذات عضوية غير كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

ويرى أبراش أن الرئيس عباس لم يشر في خطابه إلى المشكلة الأساسية فهو استعرض فقط معاناة الشعب الفلسطيني والقضية إضافة إلى مماطلة الإسرائيليين وتحدث عن حق الشعب الفلسطيني بدولة ولكنه لم يحدد هل سيتقدم الطلب في هذه الدورة وهل سيجري تصويت عليه وترك الأمر مفتوحاً قائلاً "هذا كان متوقع لأن خطاب الرئيس في بداية الشهر برام الله وما قاله مسئولين بالسلطة أنهم سيذهبوا إلى الأمم المتحدة وسنتشاور مع أصدقائنا حول تقديم الطلب ووقت التصويت عليه".

ويشير أبراش إلى أن الرئيس عباس لم يقطع الصلة في المفاوضات إذا ما قررت إسرائيل أن تجمد الاستيطان قائلاً " من هنا فإن طلب العضوية أراه أقرب إلى نوع من الضغط وتبليغ رسالة لواشنطن أنه يمكن أن يتجاوز أوسلو ويلقي بالقضية الفلسطينية على عاتق المجتمع الدولي في حال لم تعود إسرائيل للالتزام بما عليها وفقاً لأوسلو".

ويوضح أن الأمر يبقي متعلق في دور الكواليس داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، للمشاورات التي ستجريها إضافة لعملية المساومات حول تقديم الطلب وصيغة القرار الذي سيصدر، وبين أبراش أن الرئيس عباس أشار بطريقة غير مباشرة إلى الضغوط الأمريكية التي تمارس عليه، إضافة إلى الوضع العربي قائلاً "لن يكون الوضع العربي مريحاً إذا ما قرر الرئيس أبو مازن أن يصعد في المواجهة داخل الشرعية الدولية، لعدم ضمان وجود موقف عربي مع التصعيد".

ومن جانبه وصف المحلل السياسي طلال عوكل خطاب الرئيس الفلسطيني بالهجومي وغير مسبوق لأنه ركز على المحاور الأساسية الخطيرة التي تحمل إسرائيل مسئولية تعطيل عملية السلام, فقد تحدث عن الاستيطان وعصابات المستوطنين وعن اعتداءاتهم المستمرة وقال "الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي يرعى هذا الاستيطان"، موضحاً أنه (أبو مازن) تحدث عن القدس واللاجئين والأسرى الفلسطينيين"، مؤكداً أن طرح الرئيس عباس جاء بطريقة غير مسبوقة.

ويوضح عوكل في حديث لوكالة قدس نت للأنباء أن هذه الطريقة لم تكن كإتهام لإسرائيل بل إدانة، ولأول مرة يجري حديث رسمي بهذا النوع, بأن يصف (أبو مازن) إسرائيل بالعنصرية والتمييز، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني أنهى قوله للعالم بأنه يدين ويقاطع إسرائيل، وبالتالي الخطاب بمجمله يؤكد على الثوابت الفلسطينية، وينطوى على عملية مراجعة لسياق المفاوضات وأوسلو وعملية السلام.

ويقول الكاتب عوكل "خطاب الرئيس يؤكد الإلتزام بالسلام وعلى من ينصحنا بالعودة إلى المفاوضات بأن يدرك أن المفاوضات لم تعد قائمة", مبيناً أن مجمل الحديث يؤكد التحول إلى الأمم المتحدة كآلية فعلية للبحث عن السلام من خلال مطالبة الرئيس لمجلس الأمن بوضع مرجعية ملزمة إلى إسرائيل، لإنجاح عملية السلام، ولم يطلب ذلك من الرباعية الدولية.

وأعلن الرئيس الفلسطيني في خطابه من على منبر الجمعية العامة عن بدء مشاورات موسعة، مع العديد من المنظمات الدولية والدول, من أجل أن تقديم طلب الحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة. مناشدا العالم بمنع وقوع نكبة جديدة في الأرض المقدسة، ودعم إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة.

وشدد أبو مازن على أن مفاوضات بلا مرجعية واضحة تعني استنساخا للفشل وغطاء لتعزيز الاحتلال، وإجهازا على عملية سلام تحتضر، وكل من "سينصحنا بالانتظار عليه أن يدرك أن الواقع الملتهب في بلادنا ومنطقتنا له توقيته الخاص ولا يحتمل مزيدا من التسويف والتأجيل، ولا موقعا متأخرا في جدول أعمال العالم. "

وأكد على أنه رغم كل تعقيدات الواقع وإحباطاته نقول "إنه ما زالت أمام العالم فرصة ربما ستكون الأخيرة وهي الأخيرة فعلا لإنقاذ حل الدولتين، ولإنقاذ السلام. "