بيروت – وكالة قدس نت للأنباء
أكد ماهر الطاهر مسؤول قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج, ضرورة عقد ملتقى وطني عام وشامل لكل قوى الشعب الفلسطيني وفصائل منظمة التحرير تتم فيه مناقشة وضع القضية الفلسطينية وإلى أين وصلت؟.
وأضاف الطاهر في حديث له عبر برنامج "محطات إخبارية" الذي يبث عبر قناة "القدس" الفضائية, أن "هناك ضرورة لإعادة نظر جذرية في السياسة الفلسطينية التي أثبتت فشلها الذريع طوال عقدين من الزمن, وأن تكون هناك وقفة عميقة ذات طبيعة إستراتجية لمناقشة الوضع الفلسطيني."
وأوضح أن المعارك السياسية الدولية هي معارك هامة، لكن هي كذلك إن كان التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة ضمن تصور لإستراتجية شاملة وكاملة للوصول من خلالها إلى الحقوق الفلسطينية, وليست ضمن تصور المراهنة التي تسير عليها القيادة الفلسطينية بأن هناك أمل للمفاوضات ولحل الدولتين.
وفي تعليقه على خطاب الرئيس الفلسطيني امام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي قال خلاله إن "العالم أمام الفرصة الأخيرة لانقاد حل الدوليتن"، قال الطاهر إن "الخلل الجوهري في الحالة الفلسطينية هو أنه ما زال هناك أمل لدى القيادة الفلسطينية ينطلق من قاعدة أن هناك إمكانية للعودة للمفاوضات، وأن الرئيس أوباما سيأتي عقب الإنتخابات الأمريكية ويضغط على إسرائيل, ولهذا فإن السلطة الفلسطينية تقع في خلل كبير لأن هذا الموضوع جرى تجريبه, مشدداً على أنه لن يكون مفاوضات ولن يكون هناك حل دولتين".
ولفت الطاهر إلى أن إسرائيل كان لها نظرة في اتفاقية "أوسلو"، تقوم على أخذ كل ما تحتاج وينفعها من تنازلات فلسطينية في هذه الإتفاقية, وإن كانت هي الطرف الأقوى، وبعد أن تأخذ ما تريد تفرض وقائع على الأرض كما تريد", متسائلاً "ألم يحن الوقت لأن يكون هناك مراجعة سياسية شاملة للحالة الفلسطينية؟".
ودعا مسؤول قيادة الجبهة في الخارج الطاهر, إلى عقد ملتقى فلسطيني شامل يقيم الحالة الفلسطينية ويرسم إستراتجية فلسطينية للمرحلة المقبلة, وأن يتم الإعتماد خلال الفترة المقبلة على الإهتمام والعمل على العامل الذاتي الفلسطيني.
وأكد أن الحالة الفلسطينية تمر بأزمة حقيقية عميقة تظهر من خلال الإنقسام الفلسطيني السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية, وأيضاً علامات إستفهام كبيرة على المقاومة في كلاً من غزة والضفة, ولا توجد رؤية سياسية أو إستراتيجية للوضع.
وشدد الطاهر على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية, ومن المفترض أن يتم إنعقاد الإطار القيادي المؤقت للمنظمة, لأنها الإطار السياسي الممثل للشعب الفلسطيني, وأن يتم من خلالها إحياء العامل الذاتي الفلسطيني.
أوضح أن أبرز إستخلاص من الوضع الفلسطيني الحالي هو إستحالة الوصول لحل سياسي مع إسرائيل على المسار الفلسطيني, لأنهم في (إسرائيل) يريدون السيطرة على كل شيء, وبالنسبة لهم فإن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ذات سيادة هو خطر إستراتيجي عليهم.
وقال إن "إسرائيل تريد إستسلام فلسطيني بالكامل, والعودة للمفاوضات بدون أي شروط ولا مرجعيات", مشيراً إلى قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لقد نجحت في تهميش القضية الفلسطينية وتحويل أنظار الجميع إلى الملف النووي الإيراني ومدى خطورته".
وبين الطاهر بأن من أهم النتائج السلبية لإتفاقية "أوسلو" أن هذه الإتفاقية عملت على تهميش وضرب وإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية, ولذلك علينا إعادة بناء منظمة التحرير وإستثمار كافة الإمكانيات لإسترداد الحق الفلسطيني.
وقال "نحن نتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كمكسب للشعب الفلسطيني, ولكن هناك حالة إستفراد في إتخاذ القرار بها, حتى أن هناك قرارات تتخذ دون علم أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة".
وشدد على أن هناك إنفجار شامل سيحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة, "لأن الفلسطينيون في الداخل يعلمون أن القضية الفلسطينية في خطر, في ظل أيضاً أن هناك حراك شعبي في الضفة الغربية ولو أنه أخذ الطابع الإقتصادي", مؤكداً أن الشعب الفلسطيني وصل إلى قناعة بفشل مسار التسوية وعملية السلام.