الانقسام ... وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني

بقلم: وسام زغبر


أطلقت صحيفة «الرسالة» التابعة لحماس في قطاع غزة، قذائف «مدفعية» خُلبية ضد اليسار الفلسطيني يوم 6/9/2012، ونشرت ملفاً كنايةً عن تقارير؛ لا علاقة لها بالنقد الموضوعي تحت عنوان «اليسار وأزمة المشروع الوطني»، بل في منحى شعبوي وإقصائي، بحسب ما «اجتزأت من التقارير».
بدايةً ونحن نحتفي بالنقد حين يكون النقد موضوعياً ونظيفاً، وطالما جوهره نحو بناء حياة كفاحية فلسطينية فاضلة، وثقافة وطنية يحترمها الناس، نتجاوز بها الجدران الحزبية المسلحة، والتصحر السياسي واليباس الراهن، في رؤيتها للسجايا الوطنية النظيفة، التي تنسجم مع روح شعبنا التائقة بكل أطيافها؛ من أجل إنجاز الحضور الوطني الوحدوي الجامع، بما تحمل من محبة ونباهة وطنية أمام شراسة طاغوت الاحتلال، وفي رسم الإرادة الوطنية الجامعة للبديل السياسي والوطني، وخروجاً من «الانقسام ... وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني».
جاء في التقرير الأول والموقَّع باسم «مراسل الرسالة في غزة» وعلى لسان «يرى مراقبون»؛ بأن الفصيلين الرئيسيين في اليسار: الجبهة الديمقراطية والشعبية «يحاولان أحياناً ركوب موجة الانقسام والدعوة للثورة ضده؛ لتجميل صورة اليسار في الشارع والظهور على أنه الحريص الوحيد على المصالحة الوطنية»، ويحيل الموضوع للمحلل السياسي مصطفى الصواف، ثم يستدرك بفقرة «لكن الصواف بيّن في الوقت نفسه أن فصائل اليسار تعارض المفاوضات القائمة على تصفية القضية الفلسطينية، وتدعم نهج التفاوض الذي لا يبنى على تقديم تنازلات للاحتلال الصهيوني»، وهذا الوصف موضوعي، أما استخلاص المراسل فهي التالي: «وهذه على ما يبدو نقطة أخرى تلتقي فيها «فتح» وفصائل اليسار التي ترجح كفة التفاوض على المقاومة»، سلام مربع للجدع على هذا الاستخلاص، ثم ينتقل إلى د. وليد المدلل قائلاً عن تبني اليسار لموقف السلطة «تبني الرواية الأكثر تشويهاً يعتبر عُهراً سياسياً»، للأسف أقول أننا مع كل التقدم المعرفي لا تزال أحلام البعض تتخذ طبيعة النيل منفرداً من غير اهتمام بواقع وهموم الناس، أما آن الأوان ليتخلص البعض من هذه العيوب الأخلاقية، وقد ألفنا ومللنا سماع الكلمات المسمومة المؤلفة على غُلْ مع «الآخر»، بدلاً من الحوار خاصةً في القضايا الوطنية المصيرية، يقول المدلل: «إن التنظيمات اليسارية الفلسطينية ملكية أكثر من الملك»، أما السبب فهو «المخصصات التي يتلقاها اليسار مما يسمى منظمة التحرير»، أما هذه التي «تسمى» فهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ...
هذا لطفٌ كبير (!)، كنت أريد أن أطالبه باحترام تقاليد الصحافة قبل احترام منظمة التحرير, وهي ما جاءت فجأةً بل تراكمت لأنها صنعتها التجارب المهنية المديدة، لكل مَنْ هان أمر منظمة التحرير عليه، «مما يسمى منظمة التحرير» فقد هانت عليه القضية الفلسطينية برمتها، فإذا صَنَعَتْ التقاليد والتجارب الصحافة فإن منظمة التحرير قد صنعها التاريخ عبر دماء عشرات آلاف الشهداء ...، بنت لشعبنا هويته وكيانيته الوطنية، السياسية والحقوقية والتف الشعب حولها ممثلاً شرعياً ووحيداً له منذ ان دخلت فصائل المقاومة الاساسية إلى م.ت.ف. الائتلافية (فتح، ديمقراطية، شعبية، ...)، على يدها تم تعريب الحقوق الوطنية الفلسطينية بتقرير المصير والدولة والعودة بدءاً بقمة الجزائر 1973، قمة الرباط 1974 وحتى يومنا، والقمم الاسلامية وعدم الانحياز، والقمم الافريقية، الاتحاد السوفييتي – والصين وكل البلدان الاشتراكية، ثم تدويل القضية والحقوق الوطنية بالبرنامج الوطني المرحلي حزيران/ يونيو 1974، ودخول الأمم المتحدة في تشرين أول/ اكتوبر 1974 عضواً ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني، وكل هذه الانجازات الاستراتيجية بعد أن غابت فلسطين قضية وحقوقاً منذ عام 1948 وباتت فقط قضية لاجئين يتيمة عند الدول العربية والمسلمة وفي العالم.
كل هذا يقفز عنه الكاتب، وعلى غرار هذا يمرُّ الكثير، بعضهم موضوعي كما في بعض مما ورد في تقرير ياسمين ساق الله، أحمد أبو قمر، وصولاً إلى ميرفت عوف التي أخذت مقالاً من «الوطن القطرية لقلم مشبوه منفوط»، الذي يعمل على كثرة من الصحف للمقالة الواحدة، مع بعض «التغييرات الجوهرية» بما يُطرب أصحاب الجريدة، حتى بات هذا امتيازاً فكرياً وفنياً وحقوق ملكية خاصة بهذا الاسم، فهو لا يهتم إلا بتحبير الصفحة كاسراً التقاليد التي استقرت كسلوك غير سليم، دائباً على «القص» من الإنترنت ومن الصحف المطبوعة، مؤسساً لتقاليد جديدة، و«محافظاً على حقوق مالية من هنا وهناك، وقد ألفنا قراءة «الأضداد» له بحسب تجاه هذه المطبوعة أو تلك، ومرتاحاً لهذا الدرك من المستوى ... هنا أرفع شعاراً لأجله: «لا لتحويل الإنسان إلى واسطة» فهو إنسان قبل أن يكون واسطة ... وقبل أن يكون واسطة بشرية لإنجاز منفعة ...
على الرغم من الاجتزاء وفقدان المصداقية النقدية، والتطبيل لهذا والصمت عن تلك، لا ينسجم ملف اليسار مع ما ورد، ولا ينسجم مع الواقع الفلسطيني الراهن، ولا مع التاريخ الفلسطيني القريب منذ مطالع الثورة الفلسطينية المعاصرة، ولا مع الثورة الأولى ما قبل النكبة الكبرى، ولا مع جذور القضية الفلسطينية، وأعتقد أن القص والاجتزاء قد طال رؤية نايف جبارين، أما السبب فهو أن السرد الذي قدمه يتسم بالموضوعية ...
نقطة أخرى: ندعو الذين كتبوا عن «مال تقدمه فتح لفصائل م.ت.ف.» إلى اولاً: مدّ الكتابة على استقامتها عن اموال إمارة قطر وحكومة طهران والسعودية لحركة حماس وماذا تكون النتيجة(!) وثانياً: فتح لا تقدم فلساً واحداً من عندها، فهذه مساندة القمة العربية لائتلاف م.ت.ف. منذ قمة بغداد العربية وما بعدها عام 1979. وثالثاً: هذا الحق لا يذكر ولا يحل شيئاً من مقومات النضال قياساً لمزاريب أموال دول النفط على ضفتيّ الخليج.
وعليه؛ فقد الملف روح النقد والبحث الموضوعي، وتحول محاوريه إلى قناصين ورماة من معدومي الرؤية الذين يتحسسون من «بنسلين» اليسار، من الذين لم يتحرروا من جدرانهم وسجونهم الذاتية، أما الهدف من هذه الرماية على اليسار ليس سوى تصدّيه للانقسام ... وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني، في ترسيخ لقيّم المحاصصة الثنائية ولا سبب آخر ...
إذا كان هذا الرهط يتحدث عن «اليسار وأزمة المشروع الوطني»، دون الحديث عن الجوهر لهذه الأزمة، ممثلةً بالديمقراطية والتمثيل النسبي الكامل، في مؤسسات وكيانات العمل الوطني المختلفة وصولاً إلى منظمة التحرير، ولو كان الأمر بيدي لأضفت عبارة «العلم الحديث، ودور العلم في بناء المجتمعات»، وهذا له سياق آخر لأن الذين يطالبون بالدولة المدنية من العرب، يطالبون بناءها على المواطنة والديمقراطية والمؤسسات والقانون، دون التطرق للعلم الحديث، فيتحدث القوم عن الأسس الخمسة الأولى بغض النظر عن المطابقة بين الفعل والممارسة، بينما استبقنا في الدول الحديثة بشرٌ أقاموا دولهم منذ القرن الخامس عشر، وقد تخلفنا كثيراً على امتداد قرنٍ كاملٍ هو القرن الماضي، بعد أن أضافوا العلم الحديث لتوجهاتهم، فدخل كل توجهات الحياة والدولة والمجتمع.
مع هذا كله؛ وعلى ذات القياس؛ أريد لهؤلاء من القوم أن يقرؤوا بتمعن وتفحص مقالة د. أحمد يوسف؛ القيادي في «حماس»، والتي نشرت في صحيفة «القدس» الفلسطينية (19 أيلول/ سبتمبر 2012) تحت عنوان: «المستجدات على الساحة الإقليمية وخياراتنا الإستراتيجية: الوطن إلى أين ؟! ...»، أورد منها مقاطع هامة وذلك لحساسية ملامستها الواقع، بعد مشاركته في مؤتمر «الصحوة العربية والسلام في الشرق الأوسط: وجهات نظر إسلامية مسيحية»، المنعقد بمدينة اسطنبول بتاريخ 7 - 8 أيلول/ سبتمبر 2012، وفي القياس نرى كيف يشخص بشفافية وقدرات أزمة الانقسام، وضغط الأصدقاء العرب والدوليين عموماً، هنا لا بد أن نتحدث عن اليسار «المهندس» الوطني ومبادراته ودوره منذ بدء الانقسام، الوحدة الوطنية وقانون «وحدة وصراع - وحدة»، وفي العمل الوطني «الكل في واحد».
لنتحدث عن تيار مسنود شعبياً، يجمع بين يديه عناصر أزمة، ومرةً أخرى لا نبالغ إذا قلنا أن هذه الهندسة الوطنية الجامعة هي جواز سفر مرور فلسطين وبزوغ شمس استقلالها، وإليكم اقتباسات من بعض استنتاجاته.
يقول د. أحمد يوسف:
1 - «كانت فلسطين حاضرة في جلساتنا وحواراتنا الجانبية.. السؤال الذي كان يطرحه الجميع كلما جاء ذكر فلسطين هو: أين وصلت جهود المصالحة بين «فتح وحماس»؟!!
«بالطبع، يضعنا هذا السؤال دائماً في حرجٍ كبير، لأن جواب تحميل «الطرف الآخر» وزر تعطلها وإبقائنا في دائر المراوحة في المكان لم يعد مقنعاً، ولا حتى الإشارة إلى أمريكا وإسرائيل؛ باعتبار أنها غدت شماعة تعكس حالة العجز الفلسطيني والعربي».
2 - «إن العلة التي يراها هؤلاء الإسلاميين والمثقفين العرب تكمن في تقصير الفلسطينيين أنفسهم، أما «الآخر» فهو ذريعة للتهرب من الاتهام بفقدان الإرادة السياسية لدى كلٍ من طرفي الأزمة؛ «فتح وحماس».
«إن الجميع في ساحتنا العربية والإسلامية يفهم لماذا تريد إسرائيل استمرار الانقسام وحتى تأبيده، ويتفهم بواعث مسعاها لإجهاض أي محاولة تعيد التواصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.. ولكن السؤال الذي يطرحه كل من التقيناهم هو: ماذا فعل الرئيس عباس وخالد مشعل وهنية وفياض لتحقيق التقارب والانفراج وجمع الشمل؟!! ماذا قدّم كل منهم لتأكيد حرصه وصدقه بأن المصالحة هي خيارٌ وطني استراتيجي، ولو كلفه ذلك التراجع عن أو كل الاشتراطات التي تمثل عقبة كأداة أمام الوصول إليها، والحفاظ على قوة نسيجنا المجتمعي ومشروعنا الوطني في التحرير والعودة».
«لقد نجحت الصحوة العربية في إنتاج مناخ سياسي قائم على الشراكة السياسية في سياق تحالفات بين الإسلاميين والليبراليين والعلمانيين والقوميين، وهذا التحول سوف يمهد - بدون شك - الطريق للاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأمن والأمان، وهذه كلها تعتبر أعمدة راسخة لبناء هيبة الدولة وترسيم حدود فعاليتها على الخريطة الدولية، بحيث تصبح مواقفها لها صدى وتأثير ومكانة تحت الشمس».
3 - «اليوم، وبعد التغيير الثوري والنهضة التي حركتها شعوب المنطقة العربية بصحوتها لم يعد مقبولاً - بأي حال - ترك القضية الفلسطينية في مهب الريح، بين عجز قادتها وتشرذم فصائلها وأحزابها وبين تغييبها عن خريطة الاهتمام الدولي.. إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة، وهي وإن تجاهلها الساسة والرؤساء حيناً من الدهر، فهي قلب الأمة النابض، والمحرك بحق لصحوتها ونهضتها».
«الشعوب العربية لن ترضى أن يظل الفلسطينيون بلا دولة؛ يواجهون الموت والحصار والعدوان، وأن تبقى دولة الاحتلال مستمرة في تهويدها للمقدسات، وفرض سيطرتها وسياساتها الاستيطانية على الضفة الغربية، وتهديداتها الدائمة باجتياح قطاع غزة».
4 - «إن الشعوب العربية معنا لدفع المجتمع الدولي للتحرك لإيجاد حلٍ لقضيتهم رغم أنف إسرائيل، ينتهي بدولة على حدود 67 والقدس عاصمة لها».
5 - «إننا كفلسطينيين أمام فرصة تاريخية لاستعادة حقوقنا المسلوبة، وفرض الحل الذي يحقق لشعبنا طموحاته في نيل الحرية والاستقلال. إن مأساتنا اليوم تكمن في هشاشة موقفنا بعد الانقسام، والذي كان من تداعياته أن أذهب هيبتنا، وأضعف من موقعنا الذي تربع شعبنا عليه – دائماً - في شغاف القلب العربي والإسلامي».
6 - «في ظل حالة التخبط والغثيان وفقدان البوصلة التي أوصلنا لها الانقسام، سنجد أنفسنا أمام عدة خيارات أحلاها مرٌّ وعلقم، وهي لن تتعدى في ملامحها السياسية الأشكال الخمس التالية:
أولاً: بقاء الحال على ما هو عليه (the Status Quo)، أي تكريس الواقع القائم، واستمرار حالة التشرذم والقطيعة بين الشعبين.
ثانياً: الاتفاق على قيام حكومتين مستقلتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتجمعهما صيغة عمل كونفدرالية(Confederation) ».
ثالثاً: ترك ساحة الوطن للاحتلال يتمدد عليها نهباً وتهويداً، والقضاء نهائياً على شكل الدولة الفلسطينية الذي جاءت به أوسلو في أيلول 1993 (the Two State Solution).».
رابعاً: تبني مشروع الدولة ثنائية القومية (the Bi-National State)؛ وهي صيغة تحفظ للفلسطينيين بعضاً من حقهم المغتصب، وتترك للأجيال القادمة الباب مفتوحاً للاستمرار في فرض وجودهم، وعودة المهجرين واللاجئين إلى أرضهم وديارهم.
خامساً: دخول الضفة الغربية وقطاع غزة في دوامة عنف نتيجة للاحتقان والإحباط المجتمعي، وانسداد الأفق السياسي، وإخفاق حكومتي فياض وهنية في معالجة قضايا الفقر والبطالة، وعجزهما عن انجاز المصالحة الوطنية».
7 - «في حقيقة الأمر، إن إنهاء الانقسام والذهاب إلى الانتخابات العامة في سياق ما سبق التفاهم عليه وتوقيعه في القاهرة في أيار 2011 يبقى هو الخيار الأفضل لنا جميعاً».
«طرفي الأزمة؛ «فتح وحماس»، لا يخرج عن ما تم التوافق عليه في القاهرة بين الرئيس عباس وخالد مشعل بحضور إخواننا في جمهورية مصر العربية».
«هذه بعض الاستنتاجات والمعارف الإنسانية أحببت أن أسديها لإخواننا في القيادة السياسية لكل من«فتح وحماس»، لعل هناك من يسمع أو يلقي السمع وهو شهيد».
8 - «إن شعارات الايديولوجيا تكسب لمرة واحدة، وبعدها يكون الحكم لك أو عليك، لأن السياسة - كما يقولون - هي درجة احتراق الايديولوجيا».
9 - «إن مرآة التنظيم هي التي تحب أن تُريك ما تحب أن ترى، ومرآة الوطن هي التي تصدقك وتريك ما يجب أن ترى».
10 - «إن الحركة التي يعتقد كوادرها بأن وصولها للحكم هو فرصة للتكسب وتحصيل المناصب، سوف تفقد شعبيتها وتخسر رصيدها في أول انتخابات قادمة».
إن الذي يرى في العملية الانتخابية مجرد التصويت للوصول إلى سدة الحكم، وبعدها لن يكون هناك أي تداول سلمي للسلطة، إنما يدفع البلاد إلى مواجهات لن تُحمد عقباها.
إن الوطن لساكنيه؛ مسلميه ومسيحيه، على أساس المواطنة والعيش المشترك.
إن الاستقطاب على أساس ديني أو الاصطفاف الأعمى خلف انتماءٍ سياسي أو تعصب فصائلي في وطن محتل إنما هو نكثٌ للغزل، وإهلاك للنسيج المجتمعي، وتفريق للصف وإضعافٍ مميت له.
ختاماً: نفق في نهاية الضوء».
11 - «كلما شعرنا بأن لدى القيادة السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة إحساس عال بالمسؤولية، وأن الجميع - داخل ساحتنا الفلسطينية - مدرك لعواقب الانقسام وتداعياته القاتلة على الشعب والقضية، نفاجأ - من حين لآخر - بعودة الردح الإعلامي الذي أصبح له صفحات ومواقع وشاشات وإذاعات، تعيدنا - للأسف - إلى المربع الأول، بعد أن ساد الاعتقاد أننا على وشك الوصول إلى نهاية السباق، وتدشين المصالحة الوطنية».
وما أن يبدأ الردح، حتى تجد ساستنا وسادتنا وكبراءنا كلٌ يلغ فيه، ويطلق العنان لحنجرته التي لا تهدأ ولا تنام.!!
12 - «لقد تعودنا القول لشعبنا: اصبروا وصابروا واستمروا على رباطكم، فإن الضوء يتلألأ في نهاية النفق، ولكننا اليوم نشاهد بقراءاتنا التحليلية أن خلف الضوء - واحسرتاه - أكثر من نفق».
نعم؛ حين يكون المبحث في الأزمة الوطنية والانقسام علمياً وموضوعياً، تكون معادلات المعالجة علمية وموضوعية، ليس عبثاً أننا نطالب بثقافة عامة رفيعة تنبذ الجدران الداخلية في الذات، فهي مؤتمنة على إنسانية رفيعة أيضاً، نحو إنهاء الانقسام ... وإنهاء أزمة المشروع الوطني الفلسطيني بدايةً على طريق فلسطين إلى الحياة ...، فمتى نرى هذه الثقافة التي تربيّنا عليها توصلنا، طالما الحياة خارج الذات تستحق الاحترام ... وهذا هو الفرق بين الحوار واللا حوار ...

وسام زغبر - غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت