خان يونس – وكالة قدس نت للأنباء
تكاد تتحول سواحل قطاع غزة خاصة الجنوبية المُطلة على منطقة المواصي قبالة مدينتي خان يونس ورفح، لأشبه بسجنٍ كبير، نتيجة كثرة شباك الصيادين على طول المنطقة الرملية القريبة من شاطئ البحر، والمُستخدمة في صيد طيور السمان "الفر" المهاجرة من أوروبا بمثل هذا الوقت من كل عام.

ويُعتبر السمان الذي يصل القطاع في النصف الثاني من أيلول/ سبتمبر ، مصدرَ رزقٍ لعشرات العوائل الفلسطينية الفقيرة التي تعتمد على مهنة الصيد بالبحر والزراعة بالبر طوال العام، ولكنهم يضيفوا لتلك المهنة، صيد السمان الموسمي، فيحتفظون بشباك الصيد، ويخرجونها كل عام كلٍ حسب منطقته المخصصة.

ويّنتظر العشرات من سكان المناطق الساحلية في قطاع غزة وبعض الهواة والصيادين على مدار العام حلول هذا الوقت من كل عام، لممارسة مهنة صيد طائر السمان القادم من دول أوروبا التي يجتاحها الصقيع، إلى المناطق الأكثر دفئًا.

ويبدأ الصيادين بنصب شباكهم الكبيرة الحجم ذات اللون السحري(لون الرمال الساحلية) على طول المنطقة الساحلية القريبة من الشاطئ، والتي يصطدم بها الطير فور وصوله لينال قسطًاً من الراحة بعد رحلة طويلة وشاقة جدًا قضاها مُهاجرًا بالسماء.

ويلجأ الصيادين لنصب شباكهم بالقرب من شاطئ البحر بجوار بعضهم البعض، بحيث لا يتركوا أي مكان فارغ يُتيح للطير الإفلات منها، في حين يجلس الصيادين بالقرب من شباكهم مُفترشين الأرض بشكل مُتخفي كي لا يراهم الطير ويّفر من الوقوع في شباكهم.

وتتميز الشباك التي صُنعت خصيصًا للصيد بلونها السحري (بحيث لا يّستطيع أي مخلوق رؤيتها عن قُرب لا سيما الطيور)، مما يُتيح الفرصة لصيد أكبر كم من الطيور المهاجرة، خصوصًا (طائر السمان) والشهير باسم "الفر" في الأراضي الفلسطينية.

وتبدأ عملية الصيد ما بّين الساعة الخامسة فجرًا حتى السابعة صباحًا، ويتمكن خلالها الصيادين من صيد فريستهم القادمة من جهة البحر ، وما أن تتجول بالمنطقة الساحلية حتى تُيقن بأنها منطقة مُغلقة، لكثرة الشباك المنتشرة على طول الساحل والتي تكاد تُغلق كل مترٍ فيه.

ويُعد السمان الطائر الوحيد من رتبة طيور الدجاجيات الذي له المقدرة على الطيران والهجرة، يقضى فصل الصيف في أوربا ويهاجر إلى أفريقيا أو آسيا في فصل الشتاء ثم يعود مرة أخرى إلي موطنه، كما يُعتبر من الطيور التي استأنسها الإنسان وبدأ بتربيتها لأغراض تجارية، كمصدر لإنتاج اللحم والبيض، ومصدر رزق.

وكاميرا وكالة قدس نت للأنباء راقبت عملية صيد طائر السمان والتقطت هذه الصور.

عدسة: عبد الرحيم الخطيب