يقف الإنسان أحياناً حائراً مدهوشاً أمام هذه التيارات المهاجمة للمحترمين والشرفاء والمعطائين المشهود لهم بالتاريخ النضالي الكبير في حركة فتح، والطاعنة في خيره البشر، وأتساءل متعجباً كيف لم ترى أعينهم النور الساطع للمحترمين من كثره احترامهم؟! وكيف لم تدرك عقولهم الحق المبين؟! وإن هذه الحيرة وتلك الدهشة لتزول، ويتلاشى معها العجب والاستغراب عندما ننظر في أحوال هؤلاء المنكرين لدور المناضلين والشرفاء على مدار السنين، ولماذا وصلت الأمور إلى إدانه المحترمين وترك المنافقين أصحاب المصالح الشخصية يجولون ويمرحون في الساحة دون رقيب وعتيب، وأين نحن نعيش ومع من نعيش، وكيف لنا أن نعيش في تلك الأجواء المليئة بالنفاق وتفضيل الذات على الجميع، كيف لهؤلاء وإن كانوا يقفون في خندق إبليس يتخذون لأنفسهم قادة في التنظيم دون قيادة، قد ماتت ضمائرهم، وفسدت فطرتهم، واسودت قلوبهم، وعميت أبصارهم، فاختاروا لأنفسهم طريق الغواية، وأعرضوا كل الإعراض عن كل دليلٍ يقود إلى خير، ووجهوا جل اهتمامهم إلى محاربة المحترمين والشرفاء في فتح واختلاق الروايات الكاذبة والمفبركة لاستبعادهم عن مواقعهم القيادية، وهذا ليس بجديد!!
هذه التيارات تشمل أكابر المنافقين ورءوس الفتنة ، وأتباع إبليس اللعين، وهم موجودون في كل زمن، ولا يخلو منهم عهد صديق ولا صالح، فهم أعداء الخير ودعاة الفرقة بين البشر في كل وقت وحين، وإذا كان هؤلاء قلة ويمارسون مهنتهم بكل ارتياح ومن موقع القيادة، فترى من هم السواد الأعظم من المنكرين ؟!
أليس جديراً بنا أن نتوقف أمام هذه الحقيقة المفجعة، ونعيد حساباتنا؟! فلقد عودتنا حركة فتح على الجرأة والشجاعة وأن نتحدث عن أنفسنا بأنفسنا، وأن نكتب عن أخلاقنا بأقلامنا، وأن نتحدث عن قادتنا بألسنتنا.
وفي حقيقة الأمر لمصلحة من يحارب المحترمين والشرفاء أبناء فتح في ظل هذا الحراك الفتحاوي لاستنهاض الحركة ودورها الريادي في الساحة الفلسطينية، فموضوع النهوض بحركة فتح هو المهمة التي تؤرق أبنائها الغيورين والحريصين على إعادة دورها بدون تردد، فما وصلت إليه الحركة من ترهل هو حصيلة تراكمات ناتجة عن ترحيل المشاكل والأزمات لأكثر من عشرين عاماً، أليست فتح بأمس الحاجة إلى كل أبناءها المحترمين وتوحيد طاقاتهم وجهودهم في بوتقة العمل التنظيمي السليم كفريق عمل واحد وفي إطار المصالح العامة للتنظيم، نحتاج اليوم إلى إبراز مواطن الحب والعطاء في فتح، وفي حياة القادة.
ومن هنا أعيد الذاكرة للمقولة الرائعة الموفقة التي نطق بها أحد القادة العظام وهو يشرح ببساطة دور المناضلين الفتحاويين في الأرض، ومهمتهم في الحياة التنظيمية، لقد قال في إيجاز حكيم فتح محبة أخوة عطاء، إنها المهمة التي يجب أن يضعها القائد نصب أعينه على الدوام، يعني أن نضرب نحن المثل قبل الآخرين في الإقدام والعطاء والتضحية، فروح الهجوم تذكيها دائما نار التضحية، وشعلة العطاء المتوهجة، والقيادة تجمع ولا تفرق وحاضرة في الوجدان، والصوت الأمين والحفاظ على الأجيال قبل الضياع.
ألا يجب أن نحافظ على كل أبناء فتح في كل المواقع وأن يكونوا ايجابيين في الحركة والعمل على تنمية قدراتهم واستثمار مواهبهم وإبداعاتهم لخدمة الحركة وليس التخطيط في كيفية استبعادهم من مواقعهم القيادية؟! ألا يجب أن نصل إلى كل فتحاوي ليكون صوتا وطنيا من أجل فلسطين!!
بقلم / رمزي النجار
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت