فلسطين القاتلة البريئه خواطر (تفريغ شحنات وجدانية)

بقلم: أحمد إبراهيم الحاج

.......................................
آهِـِ يا فلسطين البعيده
بلغة الأرقام والأزمان:
كم أنت قاصيةٌ بعيده
قديمةٌ طاعنةٌ بالسّنِ عتيقه،
عجوزٌ قائمةٌ مستقيمه،
بلغة الشباب والجمال:
كم أنت صبيةٌ فاتنةٌ جميله
بلغة الأحجام:
كم أنت نحيفةٌ وصغيره
بلغة الأوزان:
كم أنت بالوزن ثقيلة
تقيّةٌ، رزينةٌ ونفيسه
آهـ يا فلسطين السليبه
آهـ يا أمي الحبيبه
آهـ يا أختي الحنونه
آهـ يا بنتي الوحيده
....................................................
آهـ يا فلسطين القريبه
كم أنت بالأحلام والوجدان حاضرةٌ لصيقه
تتربعين على بطاح القلب راسيةً رصينه
تتنزهين على ضفاف العين صابرةً حزينه
تتراقصين على الشفاه بدون فعل أو عزيمه
آهـ يا أمي الحبيبه
آهـ يا أختي الحنونه
آهـ يا بنتي الوحيده
يا فلسطين السليبه
......................................................
آهـ يا فلسطين العشيقه
الكل فينا عاشقٌ عشق العروبه
عشق قيس لا وصال ولا تلاقٍ أو وسيله
عشقُ العروبة عاقرٌ، لا غيث فيه ولا وليدٌ أو وليده
عشق العروبة مقفرٌ، فيه الصبابة والقطيعه
قد مات خيرُ العاشقين وعُشهم خاوٍ
تبعثره العواصف دون خِلٍّ أو رفيقه
قد مات قيس دون لُقيا، دون ليلاهُ الجميله
مات قيس وانطوى تحت التراب ،
مات يهذي باسم ليلاه الطويله
ورثته ليلى بالدموع وبالقصيده
وتقول ليلى يا ابن يعرب:
ما عشقت سواك، ولا أريد عداك
يا ابن يعرب ما ... باليد حيله
فأنا انتظرتك دون يأسٍ، دون غدرٍ أو خديعه
يا ابن عمي لا تلمني
واخفض عتابك، لا تجاهر بالفضيحه
أنت الطليق الحر،... دون قيد أو جريمه
وأنا المُقيّدة المُعذّبة الأسيره
يا ابن عمي لا تلمني
لُمْ قصورك، لم عباءتك القصيره
لُمْ جدائلك الطويله
لُمْ ثقافتك الدخيله
لُمْ حميتك القتيله، لم تقاليد القبيله
لُمْ غرائزك التي غرقت بأوحال الرذيله
لُمْ عقيدتك المريضه
لُمْ شبابك حائراً بين العقيدة والعقيده
لُمْ جنونك واضطرابك في تعاليم العقيده
لم فصامك وانقسامك
لُمْ عداءك للأخوة والقرابة والشقيقه
لُمْ صراعك مع أخيك وثورةً بدأت بريئه
وانتهت بثمارها أُكلاً عقيمه
لُمْ قيادتك المخلدة العتيده
لُمْ حكومتك القريبه
لُمْ حكومتك البعيده
وانظر لتوأمة الحكومات الرشيدة
دون حكم الأرض والأجواء لا عاشت حكومه
آهـ يا أمي الحبيبه
آهـ يا أختي الحنونه
آهـ يا بنتي الوحيده
يا فلسطين السليبه
...........................................................
آهـ يا فلسطين القاتلة البريئه
بلغة الأديان:
كم أنت فاضلة مُلِمَّةٌ وعليمه
بشهادة القرآن:
كم أنت مباركةٌ مقدسةٌ ومُحْصنةٌ عفيفه
فأنت كالوالدين في سورة الكهف المجيده
في قصة الخضر وموسى الحصيفه
ونحن كالولد القتيل... ضحيةٌ ذهبت رخيصه
من دون أجرٍ أو ثوابٍ أو عقيقه
من أجل تقوى الوالدين، جريمةٌ كانت رحيمه
فأنت القاتلة الباقيةُ الحية الشهيده
ونحن الجثة الهامدة الميتة الدفينه
آهـ يا أمي الحبيبه
آهـ يا أختي الحنونه
آهـ يا بنتي الوحيده
يا فلسطين السليبه
............................................
آهـ يا فلسطين القاسية الرحيمه
أنت بؤسي وإعتلالاتي السقيمه
لو لم تكوني عشت أيامي السعيده
لولا وجودك عشت أياماً مديده
لولا وجودك ما يطيب العيش
لا تحلو مناغاة الطفوله
لا يحلو اجترار الذكريات الخاليات
في عهد الشباب وفي الكهوله
لولا وجودك ما وجدت
يا أمي الحبيبه
يا أختي الحنونه
يا بنتي الوحيده
يا فلسطين السليبه


بقلم أحمد ابراهيم الحاج
6/10/2012 م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت