التسليح البيولوجي والكيميائي الإسرائيلي

بقلم: أمنية سالم‎


تتمتع إسرائيل بمزايا هامة جعلتها تتفوق في التسليح العسكري وغير التقليدي، بكافة أنواعه ، سواء كان تسليح بيولوجي أو كيميائي أو نووي.

اولأ : القدرات البيولوجية الإسرائيلية
تعتبر الأسلحة البيولوجية ذات إمكانيات خطيرة وتكمن خطورها في صعوبة السيطرة علي تأثيرها ومنع إنتشارها وأمتدادها إلي أعماق كبيرة .

وتتبني إسرائيل برنامج للأسلحة البيولوجية يتمتع بتفوق ملحوظ ، لاسيما علي غرار القدرات العربية ، فلقد أستقطبت إسرائيل عدد كبير من العلماء الذين يتابعون أحدث التطورات العلمية في ميدان الحرب البيولوجية ، بألاضافة إلي تعاون إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال إجراء التجارب .

بداية برنامج التسليح البيولوجي
رغم عدم وجود بيانات مؤكدة حول بداية مشروع أنتاج الأسلحة البيولوجية في إسرائيل ، الأ أنه في يغلب أنه قد بدأت إسرائيل برنامجها البيولوجي مع قيام الدولة عام 1948 ، وأستعانت إسرائيل بكبار العلماء علي مستوي العالم المتخصصون في المجال ، كما أنها تتبادل الخبرات والتجارب مع أمريكا ، وتعمل إسرائيل علي تطوير وسائل إطلاق الأسلحة البيولوجية .

تطور برنامج الأسلحة البيولوجية الأسرائيلي
1- تقوم إسرائيل بأنتاج عناصر الأمراض الفطرية والتوكسينات مثل كوكسيدمي ، وعناصر الأمراض البكتيرية مثل الجمرة الخبيثة إنتراكس ، والكواليرا والطاعون ، وعناصر الأمراض الفيروسية مثل الحمي الصفراء ، حمي الدنج ، والجدري ، وشلل الأطفال .، وعناصر أمراض الركتسيات مثل التيفوس .

2- علاوة علي تطويرها لميكروبات لها درجة عالية من البقاء في الظروف الجوية ، مع إمكانية إستخدامها كأيروسولات تؤثر علي الجهاز التنفسي .

3- بالإضافة لإنتاج ميكروبات مقاومة للأمصال واللقاحات المعروفة ، وتؤدي إلي أعراض فسيولوجية ، متشابهة مع أمراض آخري لإرباك الإجراءات الصحية الوقائية للخصم .

4- تطوير اللقاحات المضادة لتقليل إحتمالات العدوي في العمليات البرية عند الأختلاط في المناطق الملوثة بيولوجيا .

5- وتعمل إسرائيل علي تطوير وسائل أطلاق قدراتها البيولوجية .

6- وتعتمد إسرائيل بصفة أساسية علي إستخدام الأيروسول البيولوجي لتلويث الهواء والأرض ، بواسطة مستودعات الطائرات والصورايخ والبالونات الموجهه تليفزيونيا ، إضافة إلي إستخدام العبوات ذاتية الدفع وتجهيز بعض قذائف المدفعية الصاروخية .

7- تهتم إسرائيل بتدريب عناصر خاصة لنقل الميكروبات إلي المناطق الخلفية للخصم ، لإستخدامها ضد المناطق السكانية خلال فترات التوتر المسلح والعمليات العسكرية .

وختاماً
رغم توقيع إسرائيل علي أتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية لعام 1972 ، الأ أنها حتي الأن لم تنضم إلي الأتفاقية بزعم أنها لاتتضمن نظام تحقق وتفتيش ، وعلي جانب أخر فقد تحفظت إسرائيل عند توقيعها بروتوكول جنيف الخاص بحظر إستخدام الأسلحة البيولوجية في ظل إصرارها علي عدم إعتبار السموم من الأسلحة البيولوجية .

فأين القانون الدولي الذي يكفل حق الحماية للمدنين، ويجبر إسرائيل لأحترام المواثيق والقوانين والأعترافات الدولة .؟

ثانيا : التسليح الكيميائي الإسرائيلي
تتمتع إسرائيل بمزايا هامة جعلتها تتفوق في التسليح العسكري والغيرتقليدي ، بكافة أنواعه ، سواء كان تسليح بيولوجي أو كيميائي أو نووي ، سواء من علماء وفنيين الذين إستقطبتهم من الخارج أو إتصالها بالعلماء اليهود المتواجدين في الدول المتقدمة ،وكذلك شبكة عملائها المنتشرة بدول العالم التي من خلالها تستطيع أن تحصل علي كافة إحتياجاتها من المواد الأساسية والوسيطة لإنتاج الأسلحة الغير تقليدية .

بداية برنامج التسليح الكيميائي الإسرائيلي

بدأت إسرائيل برنامجها لإنتاج الأسلحة الكيميائية مع قيام الدولة عام 1948، وقد أحاطت برنامجها لإنتاج الأسلحة الكيميائية بسرية تامة ، وهي تعوق كل محاولات تطوير التسليح الكيميائي العربي ، وتقيم إسرائيل العديد من مراكز الأبحاث ومحطات إنتاج الأسلحة الكيميائية بمناطق قرب الناصرة ( بتاح تكفا ) ، وبالنقب بالقرب من ديمونا .

تطور برنامج التسليح الكيميائي الإسرائيلي

1- حققت إسرائيل تقدم ملحوظ في إنتاج غازات الأعصاب المستمرة وشبة المستمرة .

2- بدأت إسرائيل أنتاج الذخائر الثنائية لغاز الزارين علي مستوي نصف الصناعي .

3- علاوة علي تقدمها البحثي في مجال إطلاق الليزر الكيميائي لإعتراض الصورايخ المعادية في الجو ، وفي مجال تطوير الإستخدام المشترك للسموم الفطرية ، والغازات المستمرة لإضعاف القدرات الوقائية لوسائل الوقاية المباشرة للقوات .

4- يتوفر لإسرائيل وسائل حمل وإطلاق للأسلحة الكيميائية منها صواريخ أرض- أرض ( من طرازت أريحا ولانس ) ، قنابل الطائرات ، ودانات المدفعية ، والألغام الأرضية .

5- وبالفعل لقد أستخدمت إسرائيل العديد من المواد الحارقة مثل القنابل الحارقة الفسفورية التي أستخدمتها إسرائيل مؤخراً في حربها الأخيرة علي غزة ، والتي عُرفت بأسم الرصاص المصبوب ، وغازات الإعاقة وشل القدرة مثل النابالم .

أهداف برنامج التسليح الكيميائي الإسرائيلي

بالطبع أن مواقع الصورايخ وعناصر الدفاع الجوي والقواعد الجوية والبحرية ومراكز القيادة والمناطق الإدارية ومواقع المدفعية ستمثل الأهداف الرئيسية للضربات الكيميائية بغرض شل فعاليتها ، ومنعها من التأثير في المعارك .

أساليب أستخدام الأسلحة الكيميائية

من المتوقع أن تلجأ إسرائيل في إستخدامها للأسلحة الكيميائية خلال مراحل العمليات إلي إعتماد مبدأ التدرج في الردع ويقصد به أستخدام الغازات المزعجة والنفسية ثم تطور الإستخدام للغازات القاتلة ، هذا إلي جانب إستخدام أكثر من غاز في وقت واحد علي نفس الهدف وتوجيه الهجمات الكيميائية ضد أكثر من هدف في وقت واحد .

- ويغلب علي إسرائيل حالة إستخدامها للأسلحة الكيميائية أنها ستلجأ إلي مبدأ المفاجاة حتي لاتلجأ قوات الخصم لإتخاذ إجرارت وقاية من تحقيق التزامن في قصف الأهداف

الإستراتيجية والتعبوية بإستخدام مصادر الإطلاق المتنوعة التي تمتلكها .

- الأسلحة الكيميائية علي عكس الأسلحة النووية تلعب دوراً رداعاً في إدراة الصراع المسلح،كما أن أمتلاك إسرائيل والدول العربية للأسلحة الكيميائية ووسائل حملها وإطلاقها يدفع بعدم إستخدمها كضربة أولي ، الإ أنه لايمكن إستبعاد خيار إستخدامها في الصراعات القادمة ، وهو الأمر الذي يتطلب حرص الدول العربية علي تطوير أسلحتها الكيميائية ووسائل حملها .

وختاماً
إسرائيل تنكر أنتاجها للأسلحة الكيميائية ، لكن هناك عدة أمور تكشف بالبراهن عدم مصداقية تصريحات القادة الإسرائيلين بعدم أمتلاك وإنتاج السلاح الكيميائي :-

أولاً : الخبرة العسكرية وخبرة الحروب والمناورات والأعتدادت الإسرائيلية ،منذ قيام دولة إسرائيل في المنطقة ، وأخرها كانت عملية الرصاص المصبوب التي إستخدمت فيها إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً ومنها الأسلحة الكيميائية ، فكل شاشات التلفاز والفضائيات نقلت قنابل الفسفار الأبيض الحارقة التي شوهت وأودت بحياة المئات من الفلسطينين .

ثانياً توقيع إسرائيل علي أتفاقية جنيف لعام 1996 ، الذي يحفظ للدول الموقعة حق إستخدام السلاح الكيميائي ، كرد فعل أنتقامي من النوع نفسه ، بمعني أذا أستخدمت دولة السلاح الكيميائي في الأعتداء علي إسرائيل ، ترد إسرائيل كرد أنتقامي بنفس السلاح أي السلاح الكيميائي ، كما وقعت في عام 1993 ، علي أتفاقية حظر أنتشار الأسلحة الكيميائية ، أليست هذه الأتفاقيات تؤكد ولو لم يؤكد ويعترف القادة الإسرائيلين بأمتلاكهم وإنتاجهم للأسلحة الكيميائية .


وتبقي أمر أليس أحري بالدول العربية أن تهتم بتدعيم وتطوير قدرات التسليح التقليدية وغير التقليدية ، بدلاً من الأستقياظ علي المفأجاة الإسرائيلية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت