ناشد أبو مازن لعلاجه ... محمد فقد الحركة عندما بادر لإسعاف مصابين عام 2004

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
لم يكن يدرك الشاب الفلسطيني محمد يوسف وادي (25عاماً) لحظة مبادرته لإسعاف سبعة مواطنين قصفتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا شمال القطاع، بأنه سيكون المصاب الثامن ويبدأ رحلته بالبحث عن العلاج في ظل صراعه مع الألم والوجع الذي أفقده الحركة، وجعل منه شخص مقعدا على كرسي متحرك يتحكم به برأسه.

وبدأت قصة وادي كما يرويها لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر، عندما كان متواجد بالقرب من مكان سكناه في عام 2004 وأقدمت طائرات الاحتلال على قصف مجموعة من المواطنين ألقت بهم أشلاء مقطعة ليبادر بالإسراع لإنقاذهم فأصيب بشظية صاروخ ثان أطلقته الطائرات الاسرائيلية، ونقل على أثر ذلك إلى المستشفى لتجرى له عدد من العمليات الجراحية، ولم يتمكن الأطباء في وقتها من تفادي أن يصاب بالشلل بسبب شدة الإصابة.

ويقول الشاب وادي" بدأت رحلتي بالعلاج في مستشفيات القطاع وأجريت عدد من العمليات الجراحية ولكن صعوبة الإصابة برقبتي تحت أذني اليمني انعكست بالسلب على النخاع الشوكي, وهو ما دفع الأطباء لإجراء المزيد من العمليات الجراحية ولكن لم تنجحوا وأصبت بمضاعفات أوصلتني في النهاية للجلوس على كرسي متحرك، لا أقدر أن أحرك أطرافي الأربعة"، مؤكدا بأنه يحمد الله على ما أصابه.

ويوضح بأنه منذ إصابته وهو يتلقى الأدوية ولكن بدون جدوى وأخبره الأطباء بأن علاجه يمكن أن يكون في تركيا أو إيران بإجراء عميلة جراحية، إضافة لتدليك مستمر بشكل يومي، مبينا بأنه يتلقى في هذه الأوقات أدوية لتفادي حدوث تشنج بأطرافه وتبقيها لينة، الأمر الذي يشكل خطورة على حياته في حال حدوث مضاعفات.

ويشير إلى أنه منذ أصيب يتلقى راتب من مؤسسة الجريح لا يكاد يمكنه من إعالة زوجته التي تعاني بشدة عندما تقوم بنقله من مكان إلى آخر، منوها بأنهم فقدوا جنينهم لأكثر من مرة نتيجة نقل زوجته له أثناء دخوله الحمام، قائلا " أتمني أن يرزقني الله بطفل ولكن في كل مرة أجري لزوجتي عملية تلقيح تفقد الجنين وهي تنقلني من مكان لآخر لأنها المعيل الوحيد لي".

ويصف وادي ظروف حياته وهو يحاول إخفاء دموعه بالموجعة، لأن الراتب الذي يتلقاه من مؤسسة الجريح بالكاد يمكنه من توفير علاجه، إضافة إلى مستلزماته كمقعد، الأمر الذي يجعله غير قادر على توفير مقومات الحياة اليومية له ولزوجته، مبينا بأنه في بعض الأوقات لا يتمكن من شراء العلاج في حال تأخرت الرواتب مما يبقيه مصارعا للوجع والألم.

ووجه الشاب وادي مناشدة عاجلة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ حياته والتكفل بمصاريف علاجه وسفره إلى الخارج، ليتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي كغيره من الفلسطينيين، مؤكدا أنه لا زال يملك القدرة على مواصلة حياته رغم كل الصعوبات.

كاميرا وكالة قدس نت للأنباء تابعت المعاناة التي يعترض لها الشاب محمد يوسف وادي في حياته اليومية واعدت هذا التقرير المصور.

عدسة: محمود عيسى