نستحلفكم بالله ...لا تذهبوا إلى تل أبيب

بقلم: منذر ارشيد


لكل من لديه ذرة من ضمير.. أوشعور وطني ..وإحساس بالمسؤولية وحب لله ولرسوله
نقول لأبناء شعبنا .. لا تذهبوا حيث أرادكم الإسرائيليون أن تكونوا في العيد
فالعيد عيد الله ,والله يأمرنا بأن نكون على مستوى وقيمة هذا العيد الذي هو عيد التضحية والفداء وفيه وقفة عرفات والحج الأكبر , فلماذا نغير ونبدل وننساق خلف أهواء ومخططات أعداء الله ونجعله عيد لهم ..!
يريدونه عيد لهم .. وكيف لا وسيدخل عشرات الالاف من الفلسطينيين بما لديهم من مال وينفقونها في شواطيء تل أبيب وحيفا ويافا ..كيف لا وسيشترون ما خف وزنه وغلا سعره من مولات وسوبرماركت التجار الصهاينة وسيعززوا دخولهم على حساب تجاركم وشعبكم

نعم إنهم يريدون أن يفرغوا الوطن من أهله في أيام العيد وكما قال بعض من كتبوا إن الضفة مدن وقرى الضفة كانت موحشة في عيد الفطر بسبب مغادرة الالاف إلى فلسطين التاريخية كيف حدث هذا ولماذ ..!
سؤال يحتاج إلى إجابة عاجلة كما كانت الإستجابة للرغبة الإسرائيلية المفاجئة .!
سيقول البعض إنها بلادنا ووطننا وفيها أقاربنا وأحبائنا ..نقول صحيح ولكن هل الظروف الموضوعية ملائمة الان ..!
وتذهبوا إلى قلب الكيان الغاصب في مثل هذه الظروف التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية
هل لتغيير الجو ..أم من أجل التنعم بجمال الطبيعة ..أو لقتل الروتين .!
في عيد الفطر ذهب الالاف بمجرد أن تم الاعلان عن السماح للناس بالدخول إليهم , وحسب تقديرات إقتصادية إسرائيليه أنه تم إنفاق خمسين مليون شيكل في الأسواق الإسرائيلية
أليست هذه الأموال قد ذهبت إلى عدو متربص بكم
وقد حرمتم أهلكم وتجار شعبكم من هذه الأموال .!
أين القوى الحية لشعبنا الفلسطيني .. أين الفصائل والتنظيمات ..أين حركة فتح ..!

يجب أن يكون قراراً وطنياً ملزماً بعدم الذهاب إلى فلسطين المحتلة .!
قراراً وطنيا ً يتخذه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بعدم الدخول إلى الكيان الغاصب في عيد الأضحى
وإذا كنا قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تردي وتقهقر في قضيتنا أمام العدو الغاصب لأرضنا, هل من المعقول أن يصل بنا الحال إلى الإنحدار إلى القاع وبإرادتنا طائعين خانعين للمحتل عندما يفتح لنا أبواب كيانه المغتصب
نتوقع أن لا ينزلق شعبنا إلى ما يخطط له الصهاينة من خلال فتح الباب لكل من يرغب الدخول وإنفاق المال لأنعاش الإقتصاد الإسرائيلي
وقد كانت التجربة في عيد الفطر مؤلمة فلا تجعلوها في عيد الأضحى أشد إيلاماً ..

يا شعبنا العظيم.... نرجوكم أن لا تنخدعوا بهذه التسهيلات والإغرائات وتندفعوا الى الهاوية

أقول هاوية لأنها فعلاً هاوية .كيف لا ونحن ندرك تماما ً أن الاحتلال الذي يحاصر شعبنا في غزة وفي الضفة وفي كل مكان ولم يكن يسمح وبدواعي أمنية لأحد بالدخول

وهل إنتهت الدواعي الأمنية.. هل حل السلام فعلاً ويتعاملوا معنا على هذا الأساس .!


وهل برأيكم هذا لطف وكرم أخلاق منهم ..أم أنها مكيدة من ضمن مكائدهم التي لا حصر لها ..!
مكيدة من كل النواحي ..فعندما يبث صوراً للالاف المواطنين الفلسطينين وهم يتنزهون في شواطيء تل أبيب وحيفا ويافا فينقلون رسالة للعالم بأن السلام قد عم وطم من طرف واحد وأن السلطة الفلسطينيية هي من تدعي بأن عملية السلام معطلة وأن التعنت الاسرائيلي ما هو إلا أكذوبة
إنهم يهدفون إلى الكثير من الأهداف التي تحقق لهم غايات مرسومة بدقة وليست عفوية
إنهم يريدون أن يغيرون الصورة التي رسمها الاف الشهداء والأسرى والارامل واليتامى من خلال معاناتهم وقد أثبتوا عدوانية إسرائيل التي تمارس أقسى أنواع الإضطهاد والعنصرية ضد شعبنا
إنه إستدراج لمرحلة شبيهة لمرحلة ما قبل الإنتفاضة الأولى وستكون فرصة لاصطياد الشباب وتوريطهم ولربطهم بأجهزتهم المخابراتية
أتذهبون إلى الكيان الغاصب والقدس في أسوأحالاتها , والمسجد الأقصى تنتهك حرمته وشعبكم يقتل ومسجدكم مسرى النبي آيل للسقوط في أي لحظة..!

أتذهبون والمستوطنين يمارسون عليكم أبشع الممارسات من خلال القتل والإرهاب وقطع الشجر وإهلاك الحرث والنسل .!
أتذهبون وهم يمارسون أفظع الممارسات ويمنعون عنكم الحياة والاستقرار ويقطعون الأمل بإقامة دولتكم
أتذهبون وهم يهددون رئيسكم بالقتل لا بل وقد قتلوا زعيمكم الراحل أبو عمار
أتذهبون لتنفقوا الأموال في العيد على تجارهم الجشعين وتتركوا أبناء شعبكم من التجار وأصحاب السلع الذين ينتظرون العيد لكي ينتعشوا قليلاً ويثبتوا على أرضهم أعزاء كرماء

نستحلفكم بالله ان لا تذهبوا .. نستحلفكم بدماء الشهداء أن لا تذهبوا ..نستحلفكم بعذابات الأسرى أن لا تذهبوا
نستحلفكم بعذابات الأرامل واليتامى والثكالى أن لا تذهبوا
ألا يكفي أننا لا نحرك ساكناً أمام كل ما يجري في الوطن ..ألا يكفي أننا ما عدنا نقاوم ..!
ألا يكفي أننا مستسلمين لقدر الله
فما الذي يدفعكم إلى آخر ما في الجعبة من أمل
المقاطعة ليست فقط لبضائع المستوطنات ..المقاطعة يجب أن تتبلور بأبهى صورها
المقاطعة يجب أن تتجلى بعفتكم وبعنفوانكم وبشموخكم من خلال قضاء العيد بين أهليكم في مدنكم وقراكم
هذه الدعوة أتمنى أن تلقى صدى ً من الجميع وخاصة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة
ومحطات التلفزة الوطنية التي هي صوت وضمير الأمة
وليكن شعاركم جميعاً ....( لن نذهب )

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت