حواتمة يوصي بحصار غزة

بقلم: فايز أبو شمالة


أبلغنا مصر رفضنا إقامة منطقة تجارية حرية بين قطاع غزة ومصر، وسط أجواء الانقسام الفلسطيني، لأن هذا يخدم أهداف إسرائيل، حيث سيشجعها على إغلاق المعابر التجارية الستة التي تربط قطاع غزة ببقية الوطن الفلسطيني!
فأين هو الوطن الفلسطيني الذي يتحدث عنه "نايف حواتمة"؛ والذي يرتبط مع قطاع غزة بستة معابر تجارية؟ وهل هنالك معابر تجارية خلافاً لتلك المعابر الستة التي تربط بين قطاع غزة و"إسرائيل"؟ فكيف صارت "إسرائيل" هي الوطن الفلسطيني دون أن يعلم أحد؟ وهل هذا ما قصده "حواتمة"؟ أم قصد التعمية على المواطن العربي الذي لا يعرف تفاصيل الجغرافيا، فجاء "حواتمة" ليقول له، لا تصدق ما يقال عن حصار غزة، سكان غزة يكذبون! لأن هنالك ستة معابر تجارية تربط قطاع غزة ببقية الوطن الفلسطيني"؟
قد يقول أحدكم: لأن وطنية نايف حواتمة تفرض عليه عدم الاعتراف بإسرائيل، وعدم تلويث لسانه بالنطق باسمها، فاستخدم لفظة "الوطن الفلسطيني"، وهو يقصد بذلك كل الأرض التي اغتصبتها العصابات اليهودية سنة 1948، وأقاموا عليها دولتهم!
كنت أصدق هذا الكلام لو لم يقل نايف حواتمة في نهاية لقائه مع صحيفة الأهرام: يجب إعادة بناء العملية السياسية التي ستتكلل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4/6/ 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، وأي تحرك في اتجاه آخر هو نوع من العبث والأوهام، لأنه لم يتبق في أيدي الفلسطينيين سوى 15% من مساحة القدس!
عندما تنحصر الحقيقية في العملية السياسية، ويكون ما عداها عبث وأوهام، بما في ذلك المقاومة! تكون مطالبة "حواتمة" بدولة فلسطينية على حدود 67، هي قمة الاعتراف بدولة اسمها إسرائيل على مساحة 78% من أرض فلسطين المغتصبة، فكيف يعترف "حواتمة" بدولة "إسرائيل" ويدعي أنه لا يعترف فيها في الوقت نفسه؟!
مربط الفرس في حديث "حواتمة" حين قال: لقد شعرنا بالسرور عندما أبلغنا الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري: أنه إذا كان ضرورياً إقامة منطقة تجارية حرة مع غزة، فليكن هذا بعد تحقق المصالحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة تدير الضفة وغزة!
فكيف يكون نايف حواتمة" مسروراً لإقامة المنطقة التجارية الحرة بين قطاع غزة ومصر بعد تحقق المصالحة الفلسطينية!؟ وهو الذي قال في بداية اللقاء مع الصحيفة: إن المنطقة التجارية الحرة بين قطاع غزة ومصر تخدم أهداف إسرائيل؟ كيف يصير ذلك؟
يرد "حواتمة": نحن نرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة لحماس في قطاع غزة على أكتاف مصر، لأن هذا سيساعد إسرائيل على ابتلاع القدس والكتل الاستيطانية بشكل كامل!
من يشرح لنا هذا التناقض؟ فبينما يعترف "حواتمة" بتهويد القدس، وأنه لم يبق منها إلا 15%، يدعي بعد ذلك أن قيام دولة فلسطينية في غزة سيساعد إسرائيل على ابتلاع القدس والكتل الاستيطانية؟ فيكف يصير ابتلاع المبلوع مرتين؟ ولماذا لا تعترف بأن دعمك واصطفافك خلف مشروع عباس قد أسهم في ضياع القدس، وضياع الضفة الغربية وضياع كل فلسطين!
كل الفلسطينيين يعرفون أن الذي يقف ضد إقامة المنطقة التجارية الحرة مع مصر هو عباس وقيادة منظمة التحرير، وكل الفلسطينيين يعرفون أن الذي يحول دون فك الحصار عن غزة هو عباس قيادة منظمة التحرير، وكل الفلسطينيين يعرفون أن إسرائيل تعرف إن لها شركاء فلسطينيين يحرصون مثلها على حصار سكان قطاع غزة، بل وأكثر قليلاً!.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت