القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
رأى خبير في الشأن الإسرائيلي, أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الرابح الأكبر من إجراء إنتخابات عامة مبكرة، مشيرا الى أن (نتنياهو) قبل إتخاذ هذه الخطوة تشاور مع شركائه في الإئتلاف الحاكم واستنتج بأن هناك معارضة واسعة فيما يخص إقرار الميزانية للعام الحالي 2012 كما يريدها أو يتصورها هو.
ويقول الخبير وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للإستشارات من حيفا في حديث لوكالة قدس نت للأنباء إن" نتنياهو ذهب لإنتخابات مبكرة, لأنه غير مستعد لتقديم تنازلات ترضى الإئتلاف الحاكم, ولذلك رأى( نتنياهو) بأنه من الأفضل التوجه للإنتخابات, خاصةً بسبب الملف الإيراني وما يتطلبه هذا الملف منه".
ونوه أبو نصار إلى أن الملف الإيراني سيصل لمرحلة تتطلب قراراً حاسماً من نتنياهو، وهولا يريد أن يتخذ هذا القرار إلابعد ان ينتهي من الإنتخابات ويرتاح بأخذ ولاية جديدة, خاصةً وأن الفوز مضموناً له في الإنتخابات المبكرة.
وأوضح أن الإنتخابات المبكرة تضمن لرئيس الوزراء نتنياهو فوزاً ساحقاً, وتضمن عدم وجود عراقيل أمامه, في ظل أن خصومه كاملهم غير مستعدين لتولي زمام الحكم في هذه الأوقات, ولذلك على الأغلب فإن نتنياهو هو الرابح الأكبر من هذه الخطوة.
ويرى الخبير أبو نصار بأنه حالة واحدة قد تقلب الأمور رأس على عقب لدى نتنياهو، وهي حدوث تحولات حزبية وترشح إيهود اولمرت لتولي الحكم ضمن حزب جديد يحظى لتأييد شعبي تأتي ضمنه تسيفى ليفني, وقال "لحظتها يمكن أن تنقلب الأمور في ظل ان نتنياهو لم يحقق شيئاً في الإطار الأمني والإقتصادي لإسرائيل".
مصلحة إسرائيل..
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو,مساء الثلاثاء، عن تقريب موعد الانتخابات العامة المقبلة، من دون أن يحدد موعد إجرائها.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده, مساء الثلاثاء, أنه "يضع مصلحة إسرائيل الوطنية فوق كل شيء, ولهذا فمن مصلحة إسرائيل أن تذهب لإنتخابات في فترة قصيرة المدى خلال مدة ثلاثة أشهر, بدل من أن تكون إنتخابات في فترة طويلة المدى قد تصل لعام".
وأوضح بأنه توصل إلى نتيجة مفادها أن حكومته الائتلافية لن تتمكن من الاتفاق على ميزانية عامة مضيفاً "لهذا قررت ولمصلحة إسرائيل إجراء انتخابات الآن وبأسرع ما يمكن."
وجدد نتنياهو التأكيد على ضرورة منع إيران من حيازة قنبلة نووية، والحفاظ على الحدود ومعاهدات السلام، وضمان مرافق اقتصادية مزدهرة ونامية.
واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي أن الحكومة برئاسته اتسمت بالاستقرار وساعدت على تحقيق هدفين رئيسيين هما: تقوية الأمن بوجه الزوابع التي تشهدها المنطقة، وتقوية الاقتصاد في الوقت الذي تعصف أزمة اقتصادية خانقة بالعديد من دول العالم.
أفضل قرار اتخذه نتنياهو..
وعقب النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، على قرار نتنياهو بتبكير موعد الانتخابات، قائلاً:" هذه حكومة فاشلة في المجال الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي، واستمرت فترتها خلال السنوات الأربع الماضية فقط بسبب غياب معارضة كبيرة." مضيفاً" هذه الحكومة سحقت الطبقات الفقيرة وأيضاً الوسطى وأكثر المتضررين من سياستها الرأسمالية هم المواطنون العرب. وبالنسبة للمسار السياسي لم تتقدم أي خطوة باتجاه المفاوضات ، بل وبثت أجواء الحرب ودقت طبولها في المنطقة."
أما بالنسبة لتركيبة الكنيست التي ستتغير في أعقاب الانتخابات المرتقبة فقال الطيبي:" هذه الكنيست هي الأكثر عنصرية والأكثر تطرفاً في تاريخ الكنيست، شرعنت التمييز العنصري، وكل يوم إضافي لها هو تهديد على الديمقراطية وحقوق الانسان."
وأخيراً قال الطيبي" نحن في القائمة الموحدة والحركة العربية للتغيير، الكتلة العربية الأكبر في الكنيست الحالية ، جاهزون للانتخابات متى جاءت وسنواصل الريادة ونتصدر المعركة الانتخابية".
وتشير استطلاعات الرأي الى أن حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو سيفوز في أي انتخابات مبكرة، فيما توقع معلقون اسرائيليون اجراء الانتخابات في يناير كانون الثاني أو فبراير شباط.
وستركز الانتخابات فيما يبدو على قضيتين أساسيتين هما برنامج ايران النووي والاقتصاد الاسرائيلي، لكن الحملة الانتخابية لن يكون لها بالضرورة تأثير على أي جدول زمني إسرائيلي للقيام بعمل عسكري محتمل يستهدف المواقع النووية الإيرانية.
وكان نتنياهو أشار في خطاب أمام الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن أي ضربة لإيران يمكن أن تنتظر حتى الربيع أو الصيف المقبلين حيث قال إن طهران قد تكون آنذاك أوشكت على صنع قنبلة نووية.
وتقول إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط إن إيران تخصب اليورانيوم بهدف صنع سلاح نووي وهو ما تنفيه طهران التي تقول إن هدف البرنامج سلمي.
وسيظل نتنياهو رئيسا للوزراء في حكومة تسيير أعمال عندما يحل البرلمان نفسه في الايام القادمة، ويرأس نتنياهو حكومة ائتلافية من خمسة احزاب تسيطر على 66 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
شأن داخلي..
من جانبها اعتبرت السلطة الفلسطينية قرار نتنياهو تبكير موعد الانتخابات العامة في إسرائيل شأنا داخليا.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تعقيبه على ذلك "إن تبكير موعد الانتخابات العامة في إسرائيل هو شان داخلي إسرائيلي".
وأضاف "لكننا نأمل أن لا تتحول الحملات الانتخابية في إسرائيل إلى سباق هدفه المزيد من التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية وخاصة في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وفي الضفة الغربية، والى مزيد من الاجراءات الاحتلالية بمصادرة مزيد من الاراضي وبناء الجدران الفاصلة وتكريس الاحتلال ومزيد من الامتلاءات الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني وأبرزها تشديد الحصار الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة".