هل اسرائيل قامت على اساس الشرعية الدولية؟ ولماذا يصر الجانب الفلسطيني بكل اطيافة على الشرعية الدولية؟ وهل الكيان الصهيوني يعترف ويتعاطى مع الشرعية الدولية؟ وما معنى الشرعية الدولية وما هو دورها؟
الاطراف الفلسطينية بيسارها ويمينها يصرون على الشرعية الدولية، بالصراع الدائر مع الكيان الصهيوني، ومطلوب منهم الاجابة على بعض الاسئلة: هل الكيان الصهيوني قام على اساس الشرعية الدولية؟ وهل الشرعية الدولية هي القرار 194 فقط؟ اليس قرار التقسيم 181ايضا هو شرعية دولية؟ فاذا كان كذلك هل نحن كفلسطينين وافقنا ايضا على تقسيم الشعب الفلسطيني باديانه الثلاثة على دولتين احداهما عربية والاخرى يهودية ؟ اذا كان كذلك فالدولة اليهودية هي دولة شرعية بناء على قرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة والذي ينص على اقامة دولة يهودية على 56% من الاراضي الفلسطينية.
ان استمرار الجانب الفلسطيني بالتركيز على قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية السيئة الصيت، يعطي لاسرائيل المبرارات بالتأكيد على حق هذا الكيان على اقامة دولته اليهودية، باعتبار ان قرار 181 ينص على اقامة دوله يهودية، وماذا يعني دولة يهودية بالشرعية الدولية؟ وماذا يعني هذا الاعتراف اليس تطبيقا واقرارا بالشرعية الدولية التي يتمسك بها الجانب العربي والفلسطيني؟ فهل يجوز بالقانون الدولي الاعتراف بشرعية قرارات الامم المتحدة والتنكر ليهودية اسرائيل؟ اليس قادة الكيان الصهيوني هم الذين يطالبون الفلسطينيون والعرب بالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل؟ ورغم كل ذلك يعود الجانب الفلسطيني ليؤكد على انه يصر على تطبيق الشرعية الدولية، ويريد من الشرعية الدولية ان تعطيه حقه، ولكن اي حق يريده الفلسطيني اذا هو يعترف بالشرعية الدولية؟ هل هو الحق على 44% من الارض الفلسطينية التي اعطته اياه الشرعية الدولية؟
رغم قرار التقسيم ودور الامم المتحدة بتقسيم الاراضي الفلسطينية، الا ان الاراضي التي اقامت الحركة الصهيونية عليها دولة الكيان الصهيوني كانت اكبر من الاراضي التي اقرتها الجمعية العامة للامم المتحدة بقرارها التي هي الشرعية الدولية، وان اسرائيل قامت على قاعدة العدوان والمذابح والمجازر وترهيب وطرد الشعب الفلسطيني من ارضه ودياره، فهي لم تكترث للامم المتحدة وقرارتها والشرعية الدولية، ولم تعلن رسميا اعترافا بقرار التقسيم ولم تلتزم لاحقا باي قرار صادر عن مجلس الامن او الجمعية العامة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية والصراع الدائر، ويبقى السؤال ما هو سر الموقف الفلسطيني من التمسك بالشرعية الدولية اذا كانت الشرعية الدولية سببا من اسباب معاناة الشعب الفلسطيني؟ وهل الشرعية الدولية قادرة على اعادة الحق الفلسطيني؟ وهل الشرعية الدولية ستعمل على تدمير دولة اسرائيل؟
الطرف الفلسطيني عليه ان يراجع مواقفه، وبالمفهوم القانوني الدولي ان التعاطي مع القرارات الدولية ليست انتقائية وانما كحزمة واحدة وبموافقة الطرفين ذات العلاقة، وان التعاطي وفهم القرارات الدولية يتم من خلال فهم قانوني ومراجعة رجال القانون الدوليين المتخصصين بالقرارات الدولية وخاصة تلك الصادرة عن الامم المتحدة، لمعرفة قانونيتها وامكانيات تطبيقها، ويجب الفصل بين القناعة والقانون، فالقناعة شكل والقانون شكل اخر، وان الحقوق ليست للمساومة سواء من خلال التفاوض المباشر او من خلال القانون الدولي، القانون الدولي هو للتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني وليست لمصادرة حقوقه.
ان طرح موضوعة وقضية الشرعية الدولية بالمحافل الدولية الشعبية والرسمية، هو اضفاء مزيد من الشرعية لهذا الكيان، بمقابل استمرار هذا الكيان بالتنكر للحقوق الفلسطينية بناء على هذه القرارات وهو يعرف جيدا ان تنكره يضفي عليه عدم شرعية تواجد الشعب الفلسطيني وحقوقه على الارض الفلسطينية، ونتيجة الجهل الذي يتمتع به قيادات اغلب القوى والفصائل الفلسطينية حول فهمها للشرعية الدولية، تمكن الكيان الصهيوني من خلال اختلال موازين القوى على الارض فرض واقع اخر على الجانب الفلسطيني لاضفاء المزيد من شرعيته وبموافقة عربية فلسطينية من خلال جر اطراف الصراع الى فتح باب المفاوضات وبدعم وتشجيع انحياز كامل لجانبه من قبل الدول الراسمالية الغربية وبشهادة الامم المتحدة نفسها.
فهل الطرف الفلسطيني وقواه سيعيدوا النظر بفهمهم للشرعية الدولية؟ نعم هم مطالبون بذلك، ومطالبون بوضع استراتيجية مواجهة قائمة على اساس رفض الكيان الصهيوني الذي يتنكر كليا للحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني، ويواصل بناء المستوطنات التي ادانتها الشرعية الدولية، ويستمر بتهويد القدس التي ادانتها الشرعية الدولية، ويستمر بالاعتقالات رغم موقف الشرعية الدولية التي ادانت الكيان الصهيوني، وادانت حروبه وعدوانه، فهو كيان قائم على العدوان والحروب ولن يتم اسكاته الا من خلال مواجهة تؤدي الى هزيمته، واعادة الحق الى اصحابه هو المراهنة على قدرة الشعب الفلسطيني واعادة تنظيمه وبناء مؤسساته القادرة على الاستمرارية والحياة، على طريق الحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس مع حق العودة للشعب الفلسطيني الى دياره.
اما غير ذلك فلا يبقى الا الشرعية التي نمنحها الى الكيان الصهيوني؟
جادالله صفا – البرازيل
09/10/2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت