أيتها الفصائل والأحزاب والتجمعات والشخصيات هل وصلنا الى نهاية الطريق أم لازال هناك متسع من الوقت لاستدراك ما يمكن استدراكه ؟ بعيدا عن بعض الفصائل الكبيرة التي تعتقد أنها حققت كل أهدافها ولم يعد لديها ما تناضل من أجله وبعيدا عن بعض الشخصيات التي أخذت – في غفلة من الزمن – مواقع متقدمة وألقاب أرضت فيه غرورها وحققت ما تريد ، بعيدا عن هؤلاء وأشباههم هل يمكن لمن تبقى استدراك ذاتهم والتفكير بهدوء فيما آلت إليه أمورهم ؟ هناك أحزاب وتجمعات وشخصيات لازال لديها عرق ينبض وقناعة بأن لديهم ما يمكن أن يقدموه بل ويحرجون المتاجرين بالوطن والقضية ، هناك الكثيرين ممن لازالوا يتمتعون بالخبرات والعلم والثقافة والمعرفة والعلاقات ولديهم القدرة على استعادة روح المبادرة وتقديم المقترحات المبدعة لاستعادة الروح التي كادت أن تموت للجسد الفلسطيني ، هناك من يملك القدرة والإمكانية والجرأة لمواجهة كل المتسلقين وأدعياء الطهر الوطني والمخادعين الكاذبين اللابسين لأقنعة براقة ولكنها تخفي السم والعداء لوطننا وشعبنا وقضيتنا ، يا كل هؤلاء هل يمكن أن تتقدموا وتطرحوا أنفسكم ؟ لماذا أنتم مترددون ؟ هل اقتنعتم أن الجبن صفة ليست معيبة ؟ عندما سئل الرسول محمد – عليه الصلاة والسلام – أيكون المؤمن جبانا ؟ قال نعم ، - أو كما قال - ، ونسيتم قوله في مكان آخر " المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف " ، لماذا هذه الاستكانة والاستسلام لواقع كله يحمل في طياته الفشل والهزيمة والتراجع أما الخصوم الخارجيين والداخليين ؟ .
إنني أعجب عندما استمع الى قوى وأحزاب وتجمعات تلتقي مع بعضها البعض وتشكل تحالف كبير لمواجهة خصم كبير آخر في عملية تبعث بالحياة لشعب أراد أن يكون حيا ولا يستسلم لواقع مفروض عليه ، إنني أراقب الحراك الشعبي في مصر وغيرها فأجد جهودا يبذلها المثقفون والشخصيات العامة والتجمعات والأحزاب المتفرقة في محاولات لا تعرف اليأس للالتقاء على برنامج مرحلي وهناك جهود لدمج أحزاب تتشابه في أفكارها وبرامجها لمواجهة تحديات أكبر من تحديات حزب صغير بمفرده ، هناك قناعات أفرزها الواقع أنه لا مكان للضعفاء سواء أ كانوا أحزابا أو شخصيات ولذلك بدأ الجميع يبحث له عن مكان يكون فيه قويا ومؤثرا وفاعلا ، إلا ساحتنا الفلسطينية لا أجد فيها هذا الحراك أبدا والسؤال لماذا ؟ ألهذه الدرجة استمرأ البعض أن يبقى في مربع المتفرج الضعيف ؟ أم لهذه الدرجة استمرأ البعض دور شاهد الزور ؟ بالرغم أنهم مجتمعين قادرين على فعل شيء كبير .
أيتها الفصائل والأحزاب والتجمعات والشخصيات متى تستيقظون على حقيقة دوركم وتعترفون أنكم شيء كبير وأن شعبكم بحاجة شديدة لكم ويريدكم صفا واحدا ؟ متى ينشأ لدينا تجمع واسع يضم بين جناحيه هذا الشتات الكبير منكم ويطرح رأيه بقوة في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ؟ تجمعا سياسيا موحدا لكل الجهود المبعثرة لإعادة الروح لقضيتنا وشعبنا ويقودنا نحو حالة جديدة ملؤها القدرة على التحدي والصمود ويقودنا لفرض الوحدة الداخلية مهما تعددت الاجتهادات والرؤى ، الاختلاف حق والانقسام باطل .
م. عماد عبد الحميد الفالوجي
رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت