نتنياهو يحل الكنيست.... فهل تجنح إسرائيل للحرب.... أم تجنح للسلام

بقلم: علي ابوحبله


من المقرر أن يبحث الكنيست قرار نتنياهو بحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة ، وان يتم اتخاذ قرار من قبل أعضاء الكنيست بحل نفسه وبتحديد شهر شباط موعدا لإجراء الانتخابات مبكرة ، الأسباب الظاهرة لحل الكنيست هو الخلاف على إقرار الميزانية بين الأحزاب التي تحاول كل منها الحصول على ألرزمه التي تحقق مصالح الحزب والمنتسبين إليه ، عجز حكومة نتنياهو بإقرار الميزانية خلال تسعون يوما يدعو لحل الكنيست ، هذا هو العنوان الرئيسي الذي أعلن عنه نتنياهو لحل الكنيست ، لكن الحقيقة التي دعت نتنياهو لحل الكنيست هو الشعبية التي يحظى بها نتيجة المواقف المتعنتة تجاه عملية السلام ورفضه لوقف الاستيطان لجنوح المجتمع الإسرائيلي لليمين المتطرف ، موقفه من إيران والمشروع النووي الإيراني وحشده للحرب ضد إيران ، موقفه من حزب الله والتلويح بشن الحروب تحت مسمى إعادة الردع لإسرائيل ، عناوين رغب المجتمع الإسرائيلي بالطرب إليها ظنا منه أن نتنياهو قادر على تحقيق امن إسرائيل وتحقيق حلم ألدوله اليهودية بما يسعى اليمين المتصهين لتحقيقه ، إن خارطة إسرائيل الحزبية تشير إلى أن حزب الليكود سيبقى الأكثر شعبيه مع اليمين المتطرف وان الأحزاب المتدينة المؤتلفة مع حكومة اليمين المتصهين ستزيد من قوتها وعدد أعضائها بالكنيست القادم ، نتنياهو يرغب بتجديد قوته أمام الاداره الامريكيه القادمة بإجراء الانتخابات المبكرة للحصول على تأييد الإسرائيليين حينئذ يكون بمقدور نتنياهو تجنيد كامل قوته لحث الاداره الامريكيه الجديدة لضرب المفاعل النووي الإيراني ، يبقي نتنياهو على موقفه من عملية السلام مع الفلسطينيين مع الاستمرار بعملية تهويد القدس والتوسع الاستيطاني ومحاولات اليهود المتزمتين لاقتسام باحات الأقصى لإقامة خراب الهيكل الثالث ،

السيناريو في إسرائيل والمخاطر المحدقة بالكيان الإسرائيلي من جراء سياسة اليمين المتطرف في ظل توازنات القوى لن تجعل كيان إسرائيل بمعزل عن ما تتعرض له من مخاطر ، أيقنت المؤسسة العسكرية الاسرائيليه وأيقن الإسرائيليون من مخاطر ما تملكه المقاومة في لبنان وتحديدا حزب الله من إمكانيات عسكريه وتكنولوجيا ، وما تملكه إيران من قوة ردعية وتكنولوجيا متقدمه إن اختراق طائرة بلا طيار لأجواء إسرائيل أذهل الاسرائليون وأربك المؤسسة العسكرية الاسرائيليه ، كل تلك الأحداث تنعكس بمردود على الكيان الإسرائيلي الذي قد يعيد حساباته ويخيب ما يأمل نتنياهو من تحقيقه من تبكيره لإجراء الانتخابات المبكرة للكنيست ، إذا كانت الانتخابات الاسرائيليه شان داخلي إسرائيلي بوجهة الفلسطينيين ، فان للفلسطيني ون دور في هذه الانتخابات ونتائجها وتأثيراتها فيما لو تم اتخاذ موقف فلسطيني باستراتجيه فلسطينيه ،

إن سياسة الناي بالنفس قد لا تجدي نفعا لان مصير ما يتعرض له الفلسطينيون مرتبط بنتائج الانتخابات الاسرائيليه وان الفلسطينيون جزء من معادلة إسرائيل الداخلية ولا بد من موقف فلسطيني من الموقف الإسرائيلي من عملية السلام ، حكومة نتنياهو أضاعت ما يقارب ثلاث سنوات ونصف دون تحقيق أي تقدم على مسار السلام لا بل عملت على تكريس الاحتلال وتهويد القدس والأراضي الفلسطينية وأحكمت من قبضتها بقضية الأسرى ، هذا الموقف لحكومة نتنياهو يجب أن لا يضعنا بموقف المحايد أو اللامبالي مهما كانت نتائج ما تتمخض عنه انتخابات إسرائيل للكنيست ، لا بد من تحديد المواقف باستراتجيه فلسطينيه يمكن أن تقود الإسرائيليون للتغيير ، إن حقيقة الموقف الداخلي الإسرائيلي بخطوة ا لانتخابات المبكرة هو بمحاولة نتنياهو لإسقاط حزب كاد يما وإنهاء حزب أيهود باراك وإسقاط اليسار وحركات السلام بزيادة مقاعد اليمن المتزمت على حساب اليسار ويسار الوسط أو يمين الوسط ، هي خطوة استباق في محاوله لتفويت ألفرصه على أيهود اولمرت لتشكيل تحالف مع تسيبي ليفني واشكنازي لإعادة التوازن للسياسة الاسرائيليه التي جنحت لليمين المتطرف ، إن الإسرائيليون قد يدفعون ثمن اختيارهم عاليا فيما لو جنحوا للتطرف ومنحوا اليمين الجانح للحرب فرصة التفوق واكتساح الساحة السياسية الذي سيعتبر الأمر تفويضا بالحرب ، على الإسرائيليون اخذ العبرة من حرب 2006 وحرب غزه وهاتان الحربان مؤشران على مخاطر ما سيواجه إسرائيل من مخاطر جسيمه ستمس كل متر مربع من إسرائيل لان للحرب مخاطرها ولن تكون حرب إسرائيل مع إيران وحزب الله وسوريا نزهة لان عمق إسرائيل سيتعرض لمخاطر لا حصر لها وكل المرافق الاسرائيليه ستكون في مرمى الصواريخ لحزب الله وإيران وسوريا بتقدير الخبراء العسكريين الاسرائليين ،

إن تفوق إسرائيل الجوي سيواجه بشبكة مضادات قد تحد من التفوق الإسرائيلي ، إن المخاطر من هذه الحرب لن تكون إسرائيل بمأمن منها وان التغني بالقوة والحرب والتوسع والاستيطان واستمرار الاحتلال لن يكون في صالح إسرائيل ولا بد للإسرائيلي من معاودة النظر والتفكير مليا خاصة للفترة القادمة ومخاطر ما ستتعرض له المنطقة ، إن حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة هو فرصه للاسرائيليون لإعادة التفكير فيما أوصلتهم إليه حكومة نتنياهو من وضع اقتصادي بزيادة حالات الفقر وارتفاع الأسعار على المواد الاساسيه والكمالية وما عليه الوضع الإسرائيلي من عزله إقليميه ودوليه نتيجة تهرب نتنياهو من عملية السلام ، والى مخاطر ما سيلحق بالاسرائليين جراء التجديد لليمين المتطرف ، على اليسار الإسرائيلي ويمين اليسار من مواجهة مخاطر اليمن المتطرف في إسرائيل ومخاطر ما يجلبه لإسرائيل وما سيتعرض له الكيان الإسرائيلي في حال جدد الناخب الإسرائيلي ثقته باليمين المتطرف الذي يعني رفض لعملية السلام ولخيار الدولتين الفلسطينية والاسرائيليه وانعكاس الموقف على المسار الفلسطيني وعلى الصراع الإقليمي والدولي ، إن إسرائيل أمام الامتحان وان انتخابات الكنيست القادمة ستحدد مسار إسرائيل وان الناخب الإسرائيلي هو من سيحدد مصيره ومصير الكيان الإسرائيلي إما بدفعه للحرب ونتيجتها وانعكاساتها على إسرائيل ستكون وخيمة أو أن الناخب الإسرائيلي يكبح جماح اليمين الديني المتزمت واليمين المتصهين ويدعم خياراته تجاه تحقيق الأمن والسلام والقبول بخيار الدولتين الفلسطينية والاسرائيليه ويدعم باتجاه إنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة برفض التهديد والعودة للغة الحرب التي يدفع نتنياهو إسرائيل لاتونها

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت