أكد السيد حسن نصر الله في خطابه بتاريخ 11/تشرين أول/2012 أن الطائرة الإلكترونية بدون طيار التي أسقطها العدو الصهيوني فوق النقب قد أرسلها حزب الله عبر البحر الأبيض المتوسط. دخلت الطائرة فلسطين المحتلة من جهة الجنوب، ووصلت إلى منطقة مفاعل ديمونا النووي حيث تم إسقاطها. وأكد السيد حسن أن من حق حزب الله أن يستمر في طلعاته الاستطلاعية فوق فلسطين المحتلة، وان يصل حتى مضائق تيران ليستطلع الوضع في جزيرتي صنافر وتيران العربيتين السعوديتين اللتين تحتلهما إسرائيل منذ عام 1967.
من الممكن البناء على حديث السيد حسن الأمور التالية:
1- التأكيد على التقدم التقني الهائل الذي تحرزه المقاومة، وهو تقدم فريد من نوعه في تاريخ الثورات وحركات المقاومة. يؤكد السيد حسن أن حزب الله يواكب التطور الإلكتروني، وأن الحرب القادمة لن تكون إلكترونية من طرف واحد فقط، وإنما سيكون حزب الله طرفا إليكترونيا ايضا.
2- إذا كان حزب الله يملك هذه التقنية فإن إيران تملك ما هو أكثر تقدما وتعقيدا، وهذا يعني أن التهديد بحرب إلكترونية على مستوى المنطقة لن يكون بدون مواجهة إلكترونية.
3- حزب الله قادر على ضرب المنشآت الإسرائيلية في البحر وعلى رأسها منصات استخراج الغاز، وفي البر وعلى رأسها مفاعل ديمونا النووي.
4- إذا كانت الطائرة قادرة على الطيران مئات الكيلومترات عبر البحر الأبيض المتوسط، فهي قادرة بذات التكتيك أن تطير مئات الكيلومترات فوق البر الفلسطيني. أي أن تهديد المنشآت الصهيونية لم يعد مقتصرا على التهديد الصاروخي وإنما يشمل الآن التهديد بالطيران. أي أن القبة الفولاذية التي تم تطويرها لمواجهة الصواريخ قد تم تجاوزها، وتحويلها إلى سلاح تقليدي لا يقوى على مواجهة طائرات غير تقليدية.
5- يحمل هذا التطور الاستراتيجي الكبير رسائل إلى عدة أطراف وهي:
أ- العرب والمسلمون الملتزمون بالقضايا العربية لكي تطمئن إلى قوة المقاومة وصلابة وضعها العسكري. يرفع حزب الله من معنويات الجماهير العربية والإسلامية.
ب-الأمريكيون ومن معهم من العربان والمتمسلمين لكي يحذروا المغامرات الحربية. يقول الحزب بهذه الرسالة إن التطور التقني في المنطقة كبير وهائل، وما تم كشفه الآن هو جزء يسير مما تملكه المقاومة وبعض القوى الإقليمية.
ت- حكومات العرب التي ما زالت تظن أن مقارعة إسرائيل عسكريا مسألة صعبة والأفضل التوجه نحو موائد المفاوضات بقيادة الولايات المتحدة. وإلى تلك الحكومات التي تصمت على احتلال أراضيها منذ عام 1967 وبالتحديد السعودية التي لم تحرك ساكنا في مواجهة إسرائيل.
ث-الفلسطينيون الذين ما زالوا يلهثون وراء ما يسمى بحل الدولتين.
ج- والأهم رسالة إلى تركيا وكل القوى التي تتدخل في سوريا، ومفادها أن أي تدخل عسكري في سوريا سيواجه حربا تتعدى أعداد الدبابات والطائرات والسفن. الحرب ستكون على مستوى حربي مختلف عما شهده العالم في المنطقة حتى الآن.
وفي النهاية، نجح حزب الله في التحليق في سماء فلسطين، وهو نجاح لم يتحقق من قبل، واستطاع أن ينهي مرحلة هدوء السماء التي يقف تحتها الصهاينة. كان الصهاينة مطمئنين لأجوائهم، حتى تاريخ 6/ـشرين أول/2012. إسرائيل الآن أمام تحول استراتيجي جديد.
--
عبد الستار قاسم
11/تشرين أول/2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت