غزة بلون وردي

بقلم: مصطفى إبراهيم


سماح اثناء عتابها لي على عدم حضور اليوم المخصص لتحطيم الرقم القياسي لأطول شريط باللون الوردي للتوعية بمرض سرطان الثدي في غزة قالت: “في الضفة يحضرون لأكبر صحن مفتول لتسجيل رقم قياسي ضمن موسوعة جينتس والجوع ذبحهم”.

غزة المحاصرة والمحملة بالحزن والانقسام والبؤس والشقاء والفقر، وغياب الامل اثبتت كعادتها أنها قادرة على صناعة المستحيل، والتحدي والقتال والموت من اجل الحياة، بمجموعة من نسائها من بينهن مريضات يعانين من سرطان الثدي أعلنَ عن قدرتهن على الدخول الى موسوعة جينتس وتحطيم الرقم القياسي بأطول شعار توعوي في العالم باللون الوردي، ضمن فعاليات حملة التوعية من مخاطر سرطان الثدي على النساء الفلسطينيات في قطاع غزة، في شهر تشرين اول ( اكتوبر) شهر التوعية بمخاطر سرطان الثدي على المستوى الدولي.

في غزة وعلى شاطئ بحرها الجميل كان يوم الأربعاء 10/10/2012، موعد النساء مع الامل والحياة، ومجموعة من المتطوعات والمتطوعين من الصبايا والشباب تجاوز عددهم المائة بقليل، للإعلان عن تحطيم الرقم القياسي بأطول شعار توعوي في العالم باللون الوردي، ضمن برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان.

النساء وخاصة اللواتي يعانين من سرطان الثدي حققن رفع شعارهن بصبر وتعاون وتضامن عدد من النساء والمؤسسات الاعلامية المحلية في قطاع غزة التي ابدت استعداداً كبيراً للمشاركة في الحملة مجاناً، وبجهود ذاتية ومالية ورعاية متواضعة، وبلغ طول الشعار الوردي في غزة 1247 متراً، في حين ان أخر شعار كان في الهند وبلغ طوله 105 أمتار.

إيمان مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان في قطاع غزة منذ عدة اشهر وهي تحضر للحملة الاولى من نوعها في الوطن العربي مع عدد من المؤسسات و مجموعة من الصحافيات والصحافيين المؤمنين بضرورة التوعية من مخاطر سرطان الثدي على النساء، وأعلن هؤلاء جميعا مع مجموعة من المتطوعات والمتطوعين الشباب في الأول من تشرين اول (أكتوبر) عن بدء الحملة والنشاطات التي ستتم خلال الشهر.

الرسالة الاولى للحملة هي اشعار وتنبيه بان فلسطين تفتقر لبرنامج وطني للكشف المبكر للسرطان الذي يساعد في الشفاء بنسبة 97%، وان 11 ألف حالة سرطان منها 53% منها سرطان ثدي في قطاع غزة، الحكومتان في غزة والضفة لا دور وطني حقيقي لهما في التوعية على الفحص المبكر، وعدم وجود برنامج دعم وتأهيل مرضى السرطان خاصة النساء اللواتي يصبن بسرطان الثدي، ولا يستطعن دفع تكاليف العلاج والنقص الحاد للأدوية، ويدفعن ثمن معاناتهن ومرضهن وحيدات.

بالأمل والحب والإحساس بالآخرين، والتضامن والتكافل وروح العمل التطوعي الذي افتقدناه منذ زمن استطاعت مجموعة من النساء تحقيق ذلك، وبكلفة بسيطة من الوقت، وإيمان وصبر المرضى لتجديد الامل في نفوسهم نستطيع صنع المستحيل.

في فلسطين تكلفة طبق المفتول هي 75 الف سيكل، وتكلفة حملة التوعية بسرطان الثدي خلال شهر والشعار الوردي هي 6000 ألاف دولار، بتبرعات ورعاية من بعض المؤسسات وجهد وعمل المتطوعين.

أكبر طبق من المفتول مهم تسجيله برقم قياسي عالمي، وإحياء تراثنا وصيانته وحمايته مهم أيضاً، ومقاومة الاحتلال ومخططاته في سرقة تراثنا في محاولة بائسة منه لتغييب هويتنا وتزوير تاريخنا وحقنا في هذه الارض، والتي تتم بالاستعراض لإغراض سياسية خدمة لمشاريع آنية، ونحن نعاني الاحتلال وويلاته، ومرضانا لا يجدون الحد الادنى من العناية وتوفير العلاج اللازم لهم.

/ مصطفى ابراهيم
12/10/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت