رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
تسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس(أبو مازن)، مساء السبت، "مفاتيح القدس" من شخصيات وفعاليات مقدسية.
وقال أبو مازن، في كلمته مخاطبا الحضور وأهالي القدس، في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، "يتساءل الكثيرون من الذي سيحرر القدس، وكيف نحررها وكيف نعيدها لتكون عاصمة لدولة فلسطين؟، أقول بصراحة أنتم الذين ستعيدونها، بصمودكم وإصراركم وبثباتكم، بتحملكم لكل المعاناة والقهر والظلم الذي يجثو على صدوركم وصدورنا، أنتم المواجهون المباشرون لهذا الظلم التاريخي، ليس غيركم من سيحرر القدس ويقف على مشارفها ويبنيها لتكون عاصمة فلسطين المقبلة إن شاء الله".
وأضاف: "يعبثون بها ونحن نعرف هذا، يهدمون البيوت في كل مكان، في الشيخ جراح والبستان وفي كل مكان، يحفرون تحت الحرم المقدسي، يفعلون كل ما يريدون من أجل إثبات أن لهم في هذه الأرض حق، خسئوا هي لنا وستبقى لنا مهما فعلوا وعملوا وارتكبوا من الجرائم في القدس وأكنافها، وفي فلسطين وكل مكان، مهما حرقوا من المساجد والكنائس، ومهما قطعوا من الأشجار وقتلوا من البشر، نحن هنا باقون صامدون، لن نخرج ولن نرتكب الأخطاء القديمة، وسنبقى في أرضنا مخرزا في عيونهم".
وتابع الرئيس الفلسطيني: "نحن نعرف المعاناة التي تعانونها تماما ونقدر الظروف التي تعيشونها ونعرف كم يتحمل الإنسان المقدسي بالذات لأنهم يريدون إخراجه من وطنه والتخلص منه بأية طريقة، سواء بالضرائب أو وضع المعيقات، أو بهدم البيوت أو بعدم إعطاء تصريحات للبيوت وكأن أبناء القدس طارئون عليها وليسوا أهلها الأصليين منذ آلاف السنين، وأن الطارئين عليها هم الذين يجب أن يخرجوا منها، نعلم كل هذا ونعمل كل ما نستطيع وأنتم تعرفون الظروف التي نعيش".
وقال: "في كل المناسبات يتحدثون عن القدس ولكن لا نرى شيئا، أحاديث لدعم القدس ولبنائها ولصمودها دعمها ولا نرى شيئا، ومع ذلك لن نيأس لأننا نحن وأنتم الذين سنحرر القدس بصمودنا، هناك كثير من القرارات اتخذت في قمم كثيرة ومع ذلك التنفيذ موقف، لا يوجد تنفيذ، سنصبر، لا يوجد دعم سنصبر، لا يوجد دعم سنصبر، لا يوجد مساعدة سنصبر، أما أن يخرج علينا من يقول لا تزوروا القدس لأنه حرام فالتحريم فقط لا يأتي إلا من عند الله، ولا احد يستطيع أن يقول هذا حرام وهذا حلال إلا الله سبحانه وتعالى ولا أدري كيف قالوا إن الذهاب للقدس حرام، مع أنها مرت بمثل هذه الظروف وكلنا نعرف، ومع ذلك كانت زيارتها حلالا، منذ الإسراء الرسول عليه الصلاة السلام زار القدس وصلى بكل الأنبياء ولم يأخذ إذنا من الرومان، وأيام صلاح الدين كانت الناس تزورها، وأيام الانتداب البريطاني وبعضكم يذكر هذا خاصة كبار السن، والناس تزورها وتقدس بها وتعقد المؤتمرات العلمية والسياسية لإنقاذ القدس في مدينة القدس والاحتلال البريطاني موجود، فكيف يقولون الآن زيارة القدس حرام؟".
وقال أبو مازن إن "هذه الأرض المقدسة كرمها الله، والقدس كرمها الله بزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام ليصلي بالأنبياء، وكرمها أيضا بعيسى عليه السلام الناصري الفلسطيني ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، فمنذ عهد سيدنا المسيح وما قبله من أيام الكنعانيين القدس لنا، وجاء سيدنا المسيح وكرست القدس لنا وجاء الرسول أعطى إشارة، ثم جاء عمر ليقول بالتعايش في العهدة العمرية، لم يقل أخرجوا، نحن نتعايش معا، فهناك كنيسة القيامة، وهناك عن بعد مسجد عمر بن الخطاب، هذا أبرع نوع من التعايش الذي مضى عليه 1400 سنة وسيبقى إلى الأبد إن شاء الله، نحن سنبقى أخوة نعيش على هذه الأرض ونقتسم العيش عليها بأمن وسلام كما علمنا عمر بن الخطاب في عهدته العمرية، إلى يومنا هذا وللأجيال القادمة، لتبقى القدس برمزيها، كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، لهذا الشعب الذي اسمه الشعب الفلسطيني، ولتبقى مفتوحة لكل أتباع الديانات، ليأتوا ليقدسوا ليمارسوا، لأننا نحن المسلمين والمسيحيين رمز التعايش والسلام والمحبة".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن شعوبا كثيرة تناوبت على القدس، حتى جاء الانتداب البريطاني فخرج المقدسي مفتي فلسطين الأكبر محمد أمين الحسيني الذي لن ينساه أحد، هذا الرجل الذي ناضل وقضى عمره في النضال من أجل القدس وفلسطين ونفي واضطهد وسجن من أجلهما، ثم تمر الأيام وتضيع الشخصية الفلسطينية في غياهب الشتات، لأنهم أرادوا لها أن تضيع مع الأسف، من كثيرين، ولكنها عادت والتقطت مرة أخرى، ونعيد للناس أفضالهم ونقول أعادها المرحوم أحمد الشقيري، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، هذا الرجل الذي التقط لحظة من لحظات التاريخ وقيل له في الجامعة العربية اذهب ممثلا لنا عند الفلسطينيين لترى ماذا يريدون فعاد إليهم ممثلا للشعب الفلسطيني حاملا طلباته، نحن لا نريد أن ننسى قادتنا، هؤلاء الذين خدموا وقدموا، وكان أول مؤتمر لمنظمة التحرير في القدس، ومقر منظمة التحرير الفلسطينية الرسمي إلى الآن في القدس وسيبقى في القدس، حتى تتخلص من الاحتلال ويأتي هؤلاء الزهرات والأشبال بمفاتحيهم هذه معنا جميعا لنفتح كل الأبواب المغلقة في مدينة القدس إن شاء الله".
وقال "القدس لنا وهي عاصمتنا، ونحن قلنا أكثر من مرة لا دولة فلسطينية بدون أن تكون القدس لها، لن نقبل بأي حال من الأحوال، ومهما بنت إسرائيل سواء في الشيخ جراح أو في البستان، سنهدم ما بنت ونبني ما هدمت في أي مكان، هذه أرضنا مقدساتنا نتعايش معكم لا بأس جيرانا لا بأس، لكن بحقوقنا الثابتة في الشرعية الدولية، نحن لا نطالب بالحقوق التاريخية نطالب بالحقوق الشرعية بقرارات الأمم المتحدة، ولن نتنازل عن شبر واحد مما أعطي، نحن سألنا مرة ونحن نتفاوض في السنوات الماضية بصراحة الأميركان، أنتم كيف ترون الأرض المحتلة؟ والإخوان الموجودين الآن على رأس السلطة بإسرائيل لا يعترفون بشي، ويقولون هذه أرض متنازع عليها أيش ما نأخذ منها وبعدين بنحكي، الأميركان قالوا: الأرض المحتلة هي قطاع غزة وهي الضفة الغربية ونعني بالضفة الغربية القدس الشرقية ونعني البحر الميت، ونعني نهر الأردن، ونعني الأرض المحرمة، هذا مفهومنا وعلى هذا الأساس تتفاوضون، الآن كل هذا منكر حتى عندما نراجع المسؤولين يتنصلون، طبعا الإسرائيليين أكثر، لكن نحن نقول إنكار الحق لا يلغي وجوده.
وأكد أبو مازن أن ما يقوله هنا يقوله في أي مكان، تجسيدا للصدق والوضوح، وتابع، "نحن بالنسبة للأوضاع العامة في القدس مطلعين عليها ربما عندنا بعض التقصير، وهذا تقصير مني أولا لأني المسؤول، وأرجوا الله أن نتمكن من توحيد القنوات حتى تصل إلى مبتغاها في دعم الصمود، أنتم صامدون بإذن الله ولكن بحاجة إلى زيت مثلما قال عليه الصلاة والسلام، قال: "من لا يستطيع زيارتها فليرسل لها بزيت تسرج به قناديلها".
وأشار إلى أنه تم إعداد خطة مؤخرا لدعم القدس، وقدمت للدول الإسلامية في مكة، ووعدنا الأمين العام للمؤتمر أن يوزعها على كل الدول العربية والإسلامية كل بما يستطيع، القدس بحاجة للدعم، المسجد بحاجة للسراج من أجل الصلاة وكذلك الكنيسة، طلبنا عقد اجتماع للجنة القدس وخلال شهرين إن شاء الله ستعقد وهذا ما وعدنا به اليوم الملك محمد السادس، وهذه فرصة طيبة لكي نتابع هذا الموضوع ونعمل ما نستطيع.
وتابع:" القدس أولى القبلتين، الرسول صلى باتجاهها، وهي المقدسة للمسيحية، نريد حماية مقدساتنا والدفاع عنها، وكما يضطهدون المسلم يضطهدون المسيحي، ونحن نعرف، لكن لا يحلموا ولا للحظة أن تكون هناك فرقة بين المسلم والمسيحي، لن يكون ذلك".
وأضاف، "أنتم تعرفون أننا سنذهب إلى الأمم المتحدة لنقدم طلب الحصول على دولة غير عضو (مراقب)، لكن أهمية هذا الطلب أن الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 67 هي أرض دولة تحت الاحتلال وليست أرضا مختلفا عليها، لا يريدون، والضغوط من كل فج عميق، ولكن سنذهب رغم الضغوط، نحن الآن نتشاور مع دول العالم، صدقوني الناس في العالم يحبون شعبنا، الشعوب في أوروبا وفي أميركا يحبون شعبنا ويحبون أن يروا شعبنا وقد حصل على حقوقه وكذلك كل شعوب أوروبا بتلوناتها، وهذه حقيقة، ولكن هناك إرادة دولية والتوازنات الدولية، تجعل البعض يتلكأ والبعض الآخر يتردد، ولكن بالنتيجة ثقوا تماما، سنحصل على النسبة المطلوبة من الأصوات لنصبح دولة في الأمم المتحدة وعند ذلك يصبح كل شيء جليا، هذه أرض فلسطين، نحن لا نريد أن نعيش تحت هاجس "تغيير الحكومات والتنكر للاتفاقات"، نحن نطالب بحقوقنا، نريد السلام، ولن نستعمل القوة والسلاح ولا صورايخ، ولا شي، عيوننا تنظر وقلوبنا وعقولنا تعمل لنيل حقوقنا، ولن نعمل أكثر من مظاهرات سلمية شعبية تعبر عن حقوقنا، وإن شاء الله سنصل إلى حقوقنا".
وقال، "نمد يدنا لتصافح السلام، نريد السلام، يخرج أحدهم أظن البعض ذكره، يقول أن هذا الرجل يشن علينا حربا إرهابية دبلوماسية، (لن اسمع بهذا الوصف خلال 50 سنة)، ولا بد من التخلص منه، ويخاطب دول العالم لا بد من التخلص منه،...لماذا؟، أنا أريد السلام، أحيانا أحس أن هذا الرجل يريد التخلص مني لأني أريد السلام ولأنه لا يريده.
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى المبادرة العربية للسلام، وما تم الاتفاق عليه عربيا وإسلاميا بأنه إذا قامت دولة فلسطين كل العرب والمسلمين سيعترفون بدولة إسرائيل، وهذا متفق عليه في قمة بيروت العربية وعدد من القمم الإسلامية ومنها قمة في طهران، وهذا سند لشعبنا، لأنه مظلوم، (يعني إذا رفع الظلم عنه نعترف)، ومع ذلك الإسرائيليون يرفضون، ماذا تريد؟، سلام لا تريد، تريد حربا، نحن لا نريدها، لا نريد حربا، تفضل بالسلام، ونحن جاهزون للسلام."
وتحدث الرئيس محمود عباس عن الانتخابات المحلية في بلديات القدس وكذلك بالضفة الغربية، وشدد على ضرورة على أن تكون نظيفة ونزيهة وشفافة، ومن ينجح أهلا وسهلا به، وهي ضرورية لخدمات الناس.
أشار إلى أن، "واحد قال ما دمنا غير موجودين بها فهي مزورة، لماذا، فأنت نائب عام 2006 بانتخابات أشرفت عليها، لماذا لم تزوًر حينها؟، نحن منذ 1996 عملنا انتخابات رئاسية وتشريعية مرتين وبلديات، نؤمن بالديمقراطية الحقة التي بها تعددية وحرية رأي وحرية المرأة وحقوقها، عندنا حكومة فيها 6 وزيرات، وبالتالي ربما يقولون لماذا؟، هذا كثير، نقول نريد التعددية، لهن مثل الذي عليهن، هذه الانتخابات يوم 20 الشهر ضرورة لخدمة لشعبنا".
وقال، هناك قضية مهمة جدا هي قضية الأسرى، أسرى القدس والداخل والخارج، وندعو لإطلاق سراح 123 أسيرا قبل أوسلو، (من له 30 عاما أو 32 أو 25 هذا عمل غير إنساني، شاليط أيدنا خروجه ولكن يجب أن يرجع أسرانا لأهاليهم ليتمتعوا بحياتهم، كل بلد زرتها سألوني عن شاليط ولن أسمع واحد سأل عن أسرانا ما قبل أوسلو)، نحن بشر وروح ودم وناس نحب السلام... لا تكفرونا".
بدوره، قال منظم الحفل ومسؤول ملف المؤسسات بتنظيم حركة فتح في مدينة القدس معتصم تيم، إن فعالية اليوم تأتي للتأكيد على وقوف المقدسيين خلف الرئيس محمود عباس وقيادته الحكيمة التي تهدف إلى حماية المشروع الوطني الفلسطيني والتمسك بالثوابت.
وأضاف، "رغم الآلام والحصار والمعاناة التي يعيشها المقدسي تحت الاحتلال، إلا أنه أصر على القدوم إلى عرين الرئيس عباس ليؤكد البيعة التاريخية للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو منظمة التحرير الفلسطينية".
وأكد تيم إدانة المقدسيين بكافة فعالياتهم لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ضد الرئيس عباس، التي تعكس مدى العنصرية والإرهاب الذي وصلت إليه عقليته ضد الشعب الفلسطيني وضد السلام في المنطقة.
وقال: "جئنا لنؤكد أننا لن نقبل المساس بشخص الرئيس عباس، ولنؤكد دعمنا لتوجهه لنزع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، والقدس بكنائسها وجوامعها تستصرخكم للثبات على مواقفكم المشرفة لشعبكم".
وأضاف أن وحدة الشعب الفلسطيني هي التي حطمت كل المؤامرات التي حيكت ضده، "لذلك ندعو إخواننا في قطاع غزة للعودة إلى حضن الشرعية الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية وتجاهل كل الدعوات الخارجية لبث الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد".
كاميرا وكالة قدس نت للأنباء تابعت هذا الاحتفال وعدت هذا التقرير المصور:
عدسة:ديالا جويحان