القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
قررت محكمة الصلح الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، الإفراج المشروط عن الطفل المقدسي مُسلم موسى عودة (12 عاماً) من سكان حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بفرض السجن المنزلي عليه وإبعاده عن مكان سكناه لمنزل خاله في جبل المكبر حتى تاريخ 23-10-2012.
وقال الطفل مُسلم في حديث خاص لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء من أمام مخفر شرطة شارع صلاح الدين في القدس المحتلة:" إنه اعتقل فجر أمس الاثنين من داخل منزله، بعد أن حاصرت قوة كبيرة من الشرطة الإسرائيلية والمخابرات جميع مداخل المنزل ومدخل حي البستان، حيث تم تقييد يداه ورجليه واقتياده لمخفر شرطة شارع صلاح الدين للتحقيق معه ".
ويضيف الطفل مُسلم الذي تعرض للاعتقال قرابة 12 مرة :"خلال فترة التحقيق وجهت لي اتهامات حول تصنيع الزجاجات الحارقة ورشق قوات الاحتلال بالحجارة، ونفيت تلك الإدعاءات، إلا أن المحقق كرر تأكيده على قيامي بذلك".
وكشف الطفل المقدسي بأنه وضع خلال احتجازه في مقر "المسكوبية" فترة 24 ساعة بغرفة خاصة بعيدا عن الأسرى وهو مقيد الرجلين، وشعر بألم شديد بسبب متانة القيد، حيث أصيب بتورم في القدم، وقال "عندما طلبت من الشرطي فك القيد رفض".
ويؤكد بأنه رغم الإجراءات العنصرية بحقه وبحق أطفال القدس سيبقى صامدا في هذه الأرض، وقال مُسلم "إنه حزين لأنه سوف يبعد عن أهله وأصدقائه في الحي".
وفي رسالة لأطفال القدس وفلسطين قال الطفل مُسلم "أطلب بان يصبروا على كافة الانتهاكات الإسرائيلية لان الله مع الصابرين".
بدورها قالت والدة الطفل :" أثناء جلسة المحكمة للنظر في قضيته تفاجئت بحضوره وهو لا يقدر على السير من شدة الألم بقدمه مما اثر على نفسيتي ولم أتمالك أعصابي بالبكاء الشديد".
وتضيف " كما أثار هذا المنظر غضب أبنائي إبراهيم ومحمد وبدأوا بالصراخ مطالبين بفك القيد عن قدميه، وقامت الشرطة باحتجاز هوياتهم ووضعتهم في زاوية للاعتقال، وبعد تدخل المحامي الموكل من العائلة محمد محمود تم الإفراج عنهم وتسليمهم الهويات الخاصة بعد احتجاز دام أكثر من ساعة".
وتوضح والدة مُسلم في حديثها لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء بأنه بعد ذلك أقرت قاضية محكمة الصلح الإسرائيلية مقرها في القدس الغربية الإفراج الفوري والمشروط عن مُسلم بفرض السجن المنزلي عليه وإبعاده عن منزل عائلته إلى منزل خاله الكائن في جبل المكبر حتى تاريخ 23-10-2012 وتم التوقيع على كفالة مالية.
وقالت " فور الإفراج عن مُسلم واصطحابه من قبل أشقائه، طلبت الشرطة الإسرائيلية حضوره إلى مخفر شرطة شارع صلاح الدين للتوقيع لأنه قيد السجن المنزلي، وفور وصوله تم احتجازه حتى المساء لإجراء استكمال التحقيق معه".
وكانت وزارة الإعلام بالسلطة الفلسطينية اعتبرت بأن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، باعتقال الطفل المقدسي مُسلم للمرة الثانية عشرة، جريمة تفوق الوصف، وإمعانا في ممارسة كل أشكال الإرهاب والتعذيب والإهانة بحقه وحق أطفال فلسطين، وأشارت الوزارة إلى أن الطفل عودة تعرض منذ عامين لاعتداء وحشي من قبل المستوطنين أدى إلى كسر في جمجمته.
وناشدت الوزارة في بيان صدر عنها منظمة الأمم المتحدة للطفولة(اليونسيف) والمؤسسات الحقوقية المدافعة عن حقوق الأطفال حول العالم، إجبار الاحتلال على وقف استهداف عودة وأقرانه؛ لما يُمثله ذلك من مخالفة للقوانين والمواثيق وبخاصة اتفاقية حقوق الطفل.
وحثت الوزارة وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية لتسليط الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين بفعل احتلال يطارد براءتهم، ويهدد مستقبلهم، ويستهدف حياتهم، ويلاحقهم بجرائم القتل والاعتقال والتعذيب والحرمان.