ما هي مفاجأة إسماعيل هنية لغزة ؟؟

بقلم: رائد النمس


خرج عليا بالأمس رئيس الوزراء الفلسطيني في حكومة غزة بإعلانه عن مفاجأة خلال الأسبوع القادم لأهالي قطاع غزة , ولقد بات الغزيين في لحظات ترقب وتعطش لمعرفة هذه المفاجأة والتي وصفها الأخير بأنها بشارة تاريخية .

ولا يخفى على احد التسابق المحموم بين المراسلين الصحفيين والمحللين في حرب التوقع والتكهن لطبيعة هذه البشارة , والتي أصبحت حديث الساعة في شوارع وطرقات غزة التي لا تتجاوز 44 كلم مربع .

ولعل الوضع المأساوي للمواطنين في قطاع غزة هو ما دفعهم لهذا الفضول في معرفة ما سيثلج صدورهم أخيرا , خاصة في ظل الحصار المفروض , والأوضاع الاقتصادية البالغة السوء التي يعاني منها قرابة المليون ونصف إنسان يعيشون في غزة .

ولقد تعددت التكهنات والتوقعات , فالبعض خمن بان تكون زيارة للسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس إلى غزة برفقة الوفد القطري الذي تترأسه زوجه أمير قطر , فيما ذهبت بعض التوقعات إلى تتويج إسماعيل هنية نفسه رئيسا للمكتب السياسي بحضور قيادات من الخارج .

وهناك بلا شك من رفع سقف التوقعات إلى أن تكون زيارة الرئيس الفلسطيني لقطاع غزة وتوقيع اتفاقية مصالحة مع حماس برعاية قطرية مصرية بعد قطيعة استمرت قرابة السبع سنوات بين شطري الوطن حماس وفتح .

فيما أكد بعض المحللين بان الموضوع برمته هو عبارة عن الإعلان الرسمي عن بدء ضخ العملة القطرية لإعادة إعمار غزة و تشغيل اكبر عدد ممكن في مشروع مدينة الشيح حمد و مستشفى حمد في قطاع غزة .

هذا ولم يسلم التصريح من بعض التوقعات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي بان المفاجأة هي رجوع ثمن عبوة ( الشيبسي ) إلى شيكل , أو صرف عشرة شيكل ( دولارين ونصف ) لكل مواطن في غزة , أو حملة جديدة على المركبات , وتجاوز البعض كل ذلك ليؤكدوا بأنها فرقعة إعلامية لا أكثر .

ولعل أكثر ما أعجبني من توقعات , وربما هو ما كنت قد تمنيته بالأساس أن تكون ذهاب خالد مشعل برفقة الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة معا لخوض معركة الاعتراف بالدولة تحت مظلة الوحدة الوطنية في مواجهة التعنت والرفض الإسرائيلي .

و تطلع البعض بل الكثير لان يكون فحوى الخبر هو الإعلان رسميا عن فك الحصار عن قطاع غزة عبر عمل وتحرك مصري جاد ورسمي , وفتح معابرها بشكل تام أمام حركة المسافرين والبضائع .

وختاما أرى بان كافة أطياف وشرائح المجتمع الفلسطيني تنظر لهذا الأمر بمزيج من الأمل والريبة والسخرية , وحقيقة لا ألوم أحدا في انطباعه , فما مر على شعبنا الفلسطيني بلا شك يشكل حالة من العنفوان في التفكير , وإطلاق العنان لمستويات الخيال والتوقع , ولا نأمل من أي تصريح إلا أن يعود على الجميع بالخير والتوفيق .

بقلم رائد النمس .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت