ذبائح وبطون

بقلم: توفيق أبو شومر


حاولت أن أستقصي بعض اهتمامات دول العالم، فوجدتُ أن جمهورية الصين الشعبية تسعى لفتح أسواق جديدة في دول العالم لزيادة صادراتها التجارية!
أما رؤساء دول السوق الأوروبية فهم يحاولون المحافظة على نسبة النمو في العام الجديد، ويسعون لمنع تدهور الاقتصاد في اليونان وأسبانيا!
كما أن أمريكا مشغولة بملف الانتخابات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وأن المنافسة بينهما على إبراز برامج الرفاه الاجتماعي!
أما دولة المعارك المستمرة( إسرائيل) فإنها مشغولة بالأمن وملف إيران النووي والانتخابات القادمة!
حتى دول إفريقيا فإنها مشغولة بقضايا معالجة الجفاف والجوع، والمجازر الطائفية بين القبائل!
أما العربان، فجزءٌ منهم مشغول بمحاكمات زعمائهم وسياسييهم، وبالسيارات المفخخة وقنابل الطائرات التي تُدمر مدنهم وبيوت أهلهم، وكل المشاريع التي جرى بناؤها منذ أكثر من نصف قرن!
والجزء العُرباني الثاني مشغولٌ بالبحث عن أنابيب الغاز، وعن السولار والبنزين!!
أما أبرز ما يهم عربان اليوم مع اقتراب عيد الأضحى فهو موسم الحجيج، وما يتبعه من مراسم وعادات وتقاليد، أصبحت هي الفروض الرئيسة للعيد، وتحولت فروض العيد الرئيسة إلى أمور ثانوية!
فقد أجبرتْ التقاليد الأسرية والعادات القبلية العربية كثيرين أن يعتبروا لحوم الأضاحي فرضا واجبا،وصار توفير الأضاحي واللحوم في عيد الأضحى أحد أبرز المعارك الاقتصادية وأهمها في الدول العربية، بغض النظر عن الحالة الاقتصادية لتلك الدول، وصار مقياس بقاء الدول العربية واستمرار حكم الرؤساء فيها معتمدا على نجاحهم في إشباع البطون وتوفير اللحوم!
وإليكم ما نشرته صحيفة اليوم السابع يوم 5/10/2012 في مجال إنجازات الوزارات في جمهورية مصر العربية على صفحتها الأولى بمناسبة عيد الأضحى، وكبشرى للجماهير المشتاقة للحوم عيد الأضحى!!
" تستعد الدولة لتوفير آلاف الأطنان من اللحوم المستوردة، منها 6476 ذبيحة طازجة، و57000 كرتونة من اللحوم المجمدة، و 5850 ذبيحة كندوز طازجة و 1850 ذبيحة بتللو و 5250 خروفا حيا و1300 نعجة بلدية و 3350 كرتونة كبدة مجمدة.
وتستعد الحكومة في عيد الأضحى بتوفير 20940 ذبيحة!!"
صحيحٌ أن البطون هي التي تُزلزل التاريخ وتغير الشعوب، غير أن العرب هم من أكثر شعوب الأرض زحفا على بطونهم!!

بقلم/ توفيق أبو شومر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت