أنين

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس


تصرخُ، أو تئنُ ...
تغتصبُ، أو تستوطنُ ...
تحاطُ بالجدرانِ أو تعزلُ ...
لكن الأذانَ يصدحُ ...
والأجراسُ تقرعُ ...
صوتها مبحوحٌ مخنوقٌ ...
لا يسمعُ خارجَ الأسوارِ ...
هي منسيةٌ أو مسبيةٌ ...
تحاولُ أن تطرقَ الجدرانَ ...
دون جدوى ...
تعلي صوتَ النداءِ ...
تواصلُ الأنينَ دونَ توقفٍ ...
غرقَ المنادى في بحرِ البلادةِ ...
أو في رغبةِ الغيابِ ...
أضاعها المتيمُ دونَ حسابٍ أو إيابٍ ...
اختفتْ بين فراشتينِ أو اصبعينِ ...
أضحتْ ضَحيةَ القبلتينِ ...
تاهت قداستُها في نفقِ الدولتينِ ...
أو في صراعِ القبيلتينِ ...
يا قدسُ أنتِ الهوى ...
والهوى فيكِ يحترقُ ...
يا طائرَ الفينيقِ ...
يا قدسِيَ المعذب ...
في هوى التحليقِ والتوحيدِ ...
في السلامِ المعلقِ فوق الصليبِ ...
بلا تراتيلَ، أو غناءَ، أو نشيد ...
اصبر على ذبحكِ من الوريدِ إلى الوريدِ ...
دَمُكَ زيتٌ أحمرٌ ...
يسيلُ فوقَ الصليبِ ...
يا كاتبَ التاريخِ سجلْ ...
عَجزنا القريبِ أو البعيدِ ...
لن نَشُدَ الرحالَ ...
بين فراشتينِ أو احتلالينِ ...
القدسُ هي القدسُ ...
يومَ كان للقداسةِ عنوانٌ ...
سرقوا زهرةَ المدائنِ ...
الجديدةِ، والقديمةِ ...
سرقوا القداسةَ ...
وما اهتزتْ مشاعرُنا ...
يا قدسُ أنتِ المنسيةُ بين فراشتينِ ...
أو ضفتينِ ...
يا قدسُ لا تئني ...
أنينكِ قد يُؤلِمُنا أو يُزْعِجُنا ...
دعينا في غَفوَتِنا ...
يا قدسُ لا تَصْرُخِي ...
صوناً للعفافِ وللشرفِ المصونِ ...
إن نسينا أو تذكرنا ...
غيابُكِ في نفقِ الدولتينْ ...
أنتِ الحاضرةُ في حضرةِ القبورِ ...
لكِ الآياتُ والخطبُ ...
لكِ الرثاءُ والعجبُ ...
لكِ اللهُ يا قدسُ ...
ولله دَرُكِ يا قدسُ ...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت